مع تواصل انتفاضة طلاب الجامعات الأميركية التي باتت تتصاعد حدّتها، خرج الرئيس الأميركي جو بايدن عن صمته مؤكداً أن الاحتجاجات لم تجبره على إعادة النظر بسياساته في المنطقة، مشدداً على ضرورة احترام سيادة القانون. وفي حصيلة يبدو أنها في توسع مستمر، قالت وكالة "أسوشييتد برس" إن الشرطة اعتقلت 2200 شخص خلال احتجاجات طلاب الجامعات بمختلف أنحاء الولايات المتحدة، وأشارت إلى أن الاعتقالات طاولت أكثر من 60 كلية ومؤسسة جامعية شاركت في الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين.
وفي 18 إبريل/نيسان الماضي، بدأ طلاب رافضون للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة اعتصاماً بحرم جامعة كولومبيا في نيويورك، مطالبين إدارتها بوقف تعاونها الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية وسحب استثماراتها في شركات تدعم احتلال الأراضي الفلسطينية. ومع تدخل قوات الشرطة واعتقال عشرات الطلاب، توسعت حالة الغضب لتمتد المظاهرات إلى عشرات الجامعات الأميركية منها جامعات رائدة مثل هارفارد، وجورج واشنطن، ونيويورك، وييل، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ونورث كارولينا. ولاحقاً، اتسع الحراك الطلابي غير المسبوق في دعم فلسطين بالولايات المتحدة، إلى جامعات بدول مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وكندا والهند شهدت جميعها مظاهرات داعمة لنظيراتها الأميركية ومطالبات بوقف الحرب على غزة ومقاطعة الشركات التي تزود إسرائيل بالأسلحة.
وزارة التعليم الأميركية تبدأ تحقيقاً مع إدارة جامعة كولومبيا
فتحت وزارة التعليم الأميركية تحقيقاً فيدرالياً ضد جامعة كولومبيا على أساس أنها تمارس التمييز ضد الطلاب الذين شاركوا في التظاهرات المؤيدة لفلسطين.
وقال منشور لمجموعة حقوق الإنسان "فلسطين القانونية" "Palestine Legal" ومقرها الولايات المتحدة على حسابها بأحد مواقع التواصل الاجتماعي، إن وزارة التعليم بدأت تحقيقا ضد جامعة كولومبيا في نيويورك بتهمة "التمييز ضد الفلسطينيين".
وذكر المنشور أن وزارة التعليم أعلنت أن جامعة كولومبيا، التي دعت أفراد شرطة نيويورك لتوقيف الطلاب الفلسطينيين والمؤيدين للفلسطينيين الذين يحتجون على الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة، تخضع لتحقيق فيدرالي بتهمة التمييز ضد الفلسطينيين".
وانتقدت راديكا سيناث، وهي محامية بارزة في "فلسطين القانونية"، بتصريح، المواقف "العنصرية" للجامعات تجاه المؤيدين للفلسطينيين. وقالت سيناث: "القوانين واضحة تمامًا. إذا لم توقف الجامعات الضغوط العنصرية ضد الفلسطينيين ومؤيديهم، فهم يواجهون خطر خسارة أموال الدولة". والتحقيق فتح بناءً على طلب المجموعة، بشكوى مفادها أنه "تم التمييز ضد الطلاب الفلسطينيين ومؤيديهم وتم خلق بيئة غير آمنة لهؤلاء الطلاب".
طلبة جامعة روتجرز في نيو جيرسي يفضون اعتصامهم بعد تهديدات
في مواجهة تهديد الجامعة بالاستعانة بالشرطة واستخدام القوة، تراجعت مجموعة من الطلاب المؤيدين للفلسطينيين في الحرم الجامعي الرئيسي لجامعة روتجرز في نيو جيرسي بهدوء يوم الخميس في الموعد النهائي في الساعة 4 مساء للمغادرة أو مواجهة رد من قبل سلطات إنفاذ القانون.
جاءت هذه الخطوة بعدما اتهم مسؤولو الجامعة المتظاهرين بتعطيل الامتحانات النهائية في الأسابيع التي سبقت التخرج.
إغلاق جامعة سيانس بو الفرنسية وسط احتجاجات طلابية
أغلقت جامعة سيانس بو في باريس أبوابها اليوم الجمعة بعدما أخفقت نقاشات بين إدارتها والطلاب بشأن احتجاجات على الحرب في غزة في تهدئة التوتر، مما دفع المحتجين للبقاء في بنايات الجامعة والسيطرة عليها خلال الليل.
وخلال الأيام القليلة الماضية، أصبحت جامعة العلوم السياسية المرموقة مركزاً لموجة احتجاجات شهدتها عدة كليات وجامعات في فرنسا بسبب الحرب والروابط الأكاديمية مع إسرائيل لكن نطاقها لم يتسع لما تشهده جامعات في الولايات المتحدة.
وقال أحد المحتجين في رسالة نصية إن مجموعة مؤلفة من نحو 70 طالباً شغلت بنايات جامعة سيانس بو الرئيسية في وسط باريس صباح اليوم الجمعة بعدما ظل الطلبة هناك خلال الليل وأضاف: "المفاوضات مع قيادة الجامعة لا تحرز أي تقدم".
وذكرت صحيفة لو باريزيان وراديو فرانس إنتر، نقلاً عن مذكرة داخلية أن الجامعة طلبت من الموظفين العمل من المنزل لأن بناياتها مغلقة. وذكر أحد الطلبة متحدثاً نيابة عن المحتجين أن مدير الجامعة رفض أمس الخميس مطالب من المتظاهرين بمراجعة علاقة سيانس بو مع جامعات إسرائيلية مما دفع المتظاهرين إلى مواصلة تحركهم إضافة إلى بدء شخص واحد على الأقل لإضراب عن الطعام.
تظاهرات في جامعات أسترالية
احتشد مئات المحتجين على الحرب الإسرائيلية في غزة أمام واحدة من أبرز الجامعات الأسترالية اليوم الجمعة، مطالبين إياها بسحب استثماراتها من الشركات التي تربطها علاقات بإسرائيل في احتجاجات مستوحاة من حراك طلابي يجتاح الجامعات الأميركية.
واعتصم ناشطون مؤيدون للفلسطينيين الأسبوع الماضي خارج القاعة الرئيسية بجامعة سيدني، إحدى أكبر مؤسسات التعليم العالي في أستراليا. وأعلن محتجون اعتصامات مماثلة في جامعات بملبورن وكانبيرا ومدن أسترالية أخرى.
وعلى عكس ما يحدث في الولايات المتحدة حيث تفض الشرطة اعتصامات مؤيدة للفلسطينيين بالقوة في عدد من الجامعات، اتسمت مواقع الاحتجاج في أستراليا بأجواء سلمية مع وجود الشرطة بأعداد ضئيلة.
واحتشد المتظاهرون اليوم الجمعة لمطالبة جامعة سيدني بسحب استثماراتها من الشركات التي تربطها علاقات بإسرائيل، وهي المطالب نفسها التي يدعو إليها الطلاب في الولايات المتحدة وكندا وفرنسا. وقال مات (39 عاما) وهو يقف وسط حشد من أكثر من 300 متظاهر ويحمل ابنه البالغ من العمر عامين على كتفيه إنه جاء ليظهر أن الغاضبين من أفعال إسرائيل في غزة ليسوا فقط من الطلاب.
وأضاف رافضاً ذكر اسمه الأخير: "بمجرد أن تفهم ما يحدث، تقع على عاتقك مسؤولية محاولة المشاركة ورفع الوعي وإظهار التضامن".
2200 معتقل منذ بدء الاحتجاجات في الجامعات الأميركية
أفادت وكالة أسوشييتد برس بأن حصيلة الاعتقالات منذ بدء انتفاضة طلاب الجامعات الأميركية بلغت 2200 حالة اعتقال، مشيرة إلى استخدام معدات مكافحة الشغب والمركبات التكتيكية وأجهزة الانفجار السريع لإخلاء المخيمات والمباني في الجامعات التي تشهد حراكاً طلابياً.
أكاديمية كندية: قمع الطالبات يفضح دفاع واشنطن عن حقوق المرأة
استنكرت الأكاديمية والكاتبة الكندية من أصل تونسي منية مازيغ ازدواجية المعايير في تعامل السلطات الأميركية ودول غربية أخرى مع حراك طلاب الجامعات الداعم لقطاع غزة.
وفي مقابلة مع وكالة الأناضول، اعتبرت مازيغ، الحاصلة على درجة دكتوراه بالاقتصاد من جامعة ماكغيل الكندية، أن الاعتداء على النساء المشاركات في الحراك ونزع حجاب بعضهن "يُسقطان قناع" حقوق المرأة في الغرب، ويشكلان "مؤشرًا مقلقًا على عودة متشددة" لموجة الإسلاموفوبيا.
وقالت إن "الاعتقالات (خلال حراك الجامعات) طاولت نساء مسالمات وقفن ضد عنف الشرطة، ويطالبن بمطالب عادية ومعقولة جدًا". واستدركت: "لكن جمعيات حقوق الإنسان في كندا وفي الولايات المتحدة صامتة لا تتكلم، مع الأسف، وإن تكلمت يكون بنوع من التحرج".
تظاهرة في جامعة لوزان السويسرية
نظم ناشطون في جامعة لوزان مظاهرة تنديدا بالحرب على غزة ودعما للاحتجاجات التي اندلعت في جامعات أميركية وأوروبية، مطالبة بـ "مقاطعة أكاديمية" لإسرائيل.
ووفقاً لتقرير تلفزيون سويسرا الرسمي (آر تي أس) نظم الناشطون وقفة احتجاجية، الخميس، أمام مبنى "جيوبوليس" بجامعة لوزان وأغلقوا مدخل المبنى. وطالبوا بمقاطعة "أكاديمية" للمؤسسات الإسرائيلية، وحملوا علم فلسطين وعلقوه على مدخل المبنى، ورددوا هتاف "فلسطين حرة". ودعوا إلى وقف فوري لإطلاق النار وإعادة تمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
وفي بيان صحافي وزعوه على وسائل الإعلام، قال المتظاهرون: "احتجاجنا عفوي ولا قائد له". وعبروا عن رفضهم للتواطؤ في الإبادة الجماعية التي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية. وأضافوا: "ندعو الجميع للانضمام إلينا ونحث أعضاء الجامعات والكليات الأخرى على التحرك".
واتهموا الجامعات ومؤسسات التعليم العالي في سويسرا بأنها "متواطئة في المجزرة" عبر كثير من الاتفاقيات التي تتيح أو تشجع تبادل الطلاب بين الجامعات السويسرية والإسرائيلية.
بنغلادش تستنكر تدخّل الشرطة لفض اعتصامات الجامعات الأميركية
استنكرت رئيسة وزراء بنغلادش الشيخة حسينة واجد، تدخّل الشرطة لفض اعتصامات الطلاب الداعمة لفلسطين في الجامعات الأميركية. وتطرقت واجد في مؤتمر صحافي عقدته الخميس، إلى توقيف مئات الطلاب والأكاديميين في الجامعات الأميركية خلال المظاهرات الداعمة لفلسطين.
وقالت إنها سمعت عبارات عن أنّ ما يحدث "جزء من الديمقراطية الأميركية" وأضافت: "من المؤسف الاستماع لخطاب عن حقوق الإنسان من الولايات المتحدة". وأكدت رئيسة الوزراء مجددا دعم بلادها لفلسطين، وذكرت أنها سترسل مزيدا من المساعدات لفلسطين، ووصفت ما يحدث في غزة بأنه "إبادة جماعية".
طلاب مؤيدون لفلسطين ينصبون خياماً أمام أكبر جامعة في المكسيك
نصب عشرات الطلاب والناشطين المؤيّدين للفلسطينيين في مكسيكو، الخميس، خياماً أمام "جامعة المكسيك الوطنية المستقلّة"، وهي أكبر جامعة في البلاد، وذلك احتجاجاً على استمرار الحرب على قطاع غزة، وتضامناً مع الطلاب المحتجّين في الولايات المتّحدة. ووضع الطلاب فوق مخيّمهم الاحتجاجي أعلاماً فلسطينية وردّدوا شعارات، من بينها "عاشت فلسطين حرّة!"، و"من النهر إلى البحر، فلسطين ستنتصر!". ورفع المحتجّون مطالب عدّة، من بينها أن تقطع الحكومة المكسيكية العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع إسرائيل.
أكثر من 200 معتقل في كاليفورنيا
نقلت شبكة سي أن أن الأميركية عن رئيس جامعة كاليفورنيا جين بلوك قوله إنّه تم اعتقال أكثر من 200 شخص في حرم الجامعة.
0 تعليقات