مفاوضات غزة.. "جولة فنية" في الدوحة لبحث "آلية تنفيذ" وقف إطلاق النار
أفاد مسؤول مطلع على المفاوضات مقرب من حركة "حماس" الفلسطينية، "الشرق"، بأن جولة المفاوضات غير مباشرة بين الحركة وإسرائيل، والتي ستعقد مساء الأحد في العاصمة القطرية الدوحة، ستبحث "آليات تنفيذ" المقترح الجديد لوقف إطلاق النار، مشدداً على أن الحركة "ستركز على ملاحظاتها المقدمة في ردها لتحسينه"، بينما يتوجه وفد إسرائيل التفاوضي إلى الدوحة، في وقت لاحق من الأحد.
وأوضح المسؤول، أن القيادي في "حماس"، خليل الحية، سيرأس وفد الحركة في هذه الجولة من المفاوضات، مشيراً إلى أن طواقم الحركة الفنية تتواجد حالياً في الدوحة.
وأضاف المسؤول، أن "حماس"، "أكدت للوسطاء جاهزيتها لمفاوضات جدية تقود لاتفاق لوقف الحرب بشكل دائم".
وبحسب مصادر مطلعة، فإنه من المتوقع أن يتواجد وفد "حماس" المفاوض في غرفة، والوفد الإسرائيلي في غرفة أخرى في نفس المبنى، ويتولى مسؤولون مصريون وقطريون إدارة التفاوض وفق آلية تبادل الرسائل والمواقف بشكل غير مباشر، وتقريب وجهات النظر، بحيث يتم مناقشة قضية تلو الأخرى وصولاً إلى النقاط التي يتفق عليها الطرفان، وحصر النقاط الخلافية لضمان تجاوزها.
خلافات بشأن المساعدات الإنسانية
وستركز المفاوضات، وفق ما أكدته المصادر لـ"الشرق"، ستركز على مناقشة "آليات تنفيذ" اتفاق وقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى، استناداً للمقترح الجديد الذي أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، موافقة إسرائيل عليه، وكذلك حركة "حماس" التي عبرت عن ملاحظاتها وقدم مطالب جديدة بشأن ملف المساعدات الإنسانية وآلية توزيعها في قطاع غزة.
وأشارت المصادر إلى أن "حماس" ستركز على الملاحظات والمطالب التي قدمتها في ردها لتحسين بنود المقترح، لـ"حماية شعبنا وتوفير المساعدات بكميات كافية وبآلية دون إذلال".
وأضافت المصادر في تصريحاتها لـ"الشرق"، أن "حماس" تريد "إدخال المساعدات بكميات كافية تصل إلى 600 شاحنة يومياً، وتتضمن مساعدات غذائية ودوائية وخيام مجهزة وبيوت متنقلة والوقود ومواد البناء لترميم المشافي والمخابز ومحطات المياه".
وتابع: "وفتح معبر رفح بالاتجاهين لسفر أكثر من 20 ألف مريض ومصاب يحتاجون للعلاج العاجل في مشافي بمصر والخارج، سيما بعد تدمير إسرائيل للمنظومة الصحية في القطاع".
وأردف: "على أن يتم إدخال المساعدات عبر منظمات الأمم المتحدة وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، والمنظمات الدولية المعترف بها دولياً لتتولى توزيعها عبر مئات النقاط والمراكز في القطاع، وليس عبر مؤسسة غزة (الإنسانية) الأميركية"، التي "تتسبب بقتل الناس والفوضى وتوسيع المجاعة" في القطاع.
وبحسب المسؤول تريد "حماس" التأكيد على "فتح معبر رفح في الاتجاهين أمام الأفراد والمساعدات التي تتكدس في الجانب المصري من المعبر".
وأكد المسؤول حرص "حماس ومعها الفصائل"، على بدء مفاوضات "جادة وحقيقية" خلال فترة الهدنة ىالمقترحة والتي تمتد إلى 60 يوماً بهدف التوصل إلى وقف دائم وشامل لإطلاق النار، وتبادل الأسرى، والانسحاب الكامل من القطاع وليس إعادة الانتشار "كما ينص المقترح الجديد"، ورفع الحصار وآلية جادة لإعادة الإعمار.
إسرائيل ترفض مطالب "حماس"
وقال مسؤول إسرائيلي لوكالة "رويترز"، إن إسرائيل قررت إرسال وفدها التفاوضي إلى قطر، لإجراء محادثات بشأن اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة مقابل إطلاق سراح رهائن إسرائيليين، على الرغم من أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال إن التغييرات التي تطلبها "حماس" على مقترح وقف إطلاق النار "غير مقبولة".
وقال مكتب نتنياهو في بيان في وقت متأخر من السبت: "التعديلات التي تريدها حماس على المقترح القطري نُقلت إلينا الليلة الماضية وهي غير مقبولة لإسرائيل"، مشيراً إلى أن الوفد لا يزال سيتوجه إلى قطر للمشاركة في محادثات بشأن اتفاق محتمل "لمواصلة جهود تأمين عودة رهائننا استناداً إلى المقترح القطري الذي وافقت عليه إسرائيل".
وقال نتنياهو، الذي من المقرر أن يلتقي مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب في واشنطن، الاثنين، مراراً إنه يجب نزع سلاح "حماس"، وهو موقف ترفضه الحركةالفلسطينية، التي يُعتقد أنها تحتجز 20 إسرائيلياً على قيد الحياة.
وقالت حركة "حماس" الجمعة، إن ردها على اقتراح وقف إطلاق النار في غزة المدعوم من الولايات المتحدة "اتسم بالإيجابية"، وذلك بعد أيام قليلة من قول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن إسرائيل وافقت على "الشروط اللازمة لوضع اللمسات النهائية" على هدنة مدتها 60 يوماً.
لكن في إشارة إلى التحديات المحتملة التي لا تزال تواجه الجانبين، قال مسؤول فلسطيني من فصيل متحالف مع "حماس"، إن المخاوف لا تزال قائمة بشأن المساعدات الإنسانية والمرور عبر معبر رفح على الحدود مع مصر وتوضيح الجدول الزمني لانسحاب القوات الإسرائيلية.
مطالب "حماس" في مقترح وقف إطلاق النار
- تحسين آلية المساعدات بضمان إدخال كميات كافية، مستندة إلى اتفاق الهدنة في يناير الماضي، بإدخال ما يتراوح بين 400 إلى 600 شاحنة يومياً عبر منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعترف بها دولياً وليس عبر مؤسسة غزة الانسانية المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل.
- تشمل المساعدات المواد الغذائية والدوائية والإغاثية والوقود، وإدخال معدات ثقيلة للدفاع المدني ووزارة الأشغال لإزالة الركام وانتشال الجثث، ومواد ترميم للمستشفيات والمخابز ومحطات المياه والكهرباء والاتصالات، وخياماً مجهزة وبيوتاً متنقلة.
- ضمان آليات ومواعيد وتحديد المناطق التي سينسحب منها الجيش الإسرائيلي على أن يؤدي الانسحاب التدريجي إلى انسحاب كامل من كافة مناطق القطاع، بما في ذلك محور صلاح الدين (فيلادلفيا)، وهو شريط حدودي بين قطاع غزة ومصر بطول 13 كيلومتراً في رفح، والعودة إلى حدود ما قبل الحرب.
- التأكيد على ضمان عدم العودة إلى العمليات القتالية "بأي شكل من الأشكال طالما استمرت المفاوضات"، ودعم المفاوضات غير المباشرة بحيث تؤدي إلى "وقف دائم وشامل" لإطلاق النار.