"تكتيكات إيرانية جديدة" في الهجوم على إسرائيل.. والضربات المتبادلة تطال البنية التحتية
تبادلت إيران وإسرائيل ضربات جوية وصاروخية "مكثفة"، الاثنين، استهدفت البنية التحتية لقطاع الكهرباء، مع دخول الصراع مرحلة جديدة بعد أن هاجمت الولايات المتحدة المواقع النووية الإيرانية الرئيسية، وتعهدت طهران بالدفاع عن نفسها.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، أن نحو 20 طائرة نفذت موجة من الضربات الجوية على أهداف عسكرية في غرب إيران وطهران خلال الليل. وفي كرمنشاه غرب إيران استهدفت البنية التحتية للصواريخ والرادار، وأُصيبت منصة إطلاق صواريخ أرض-جو في طهران.
وأشارت وكالات أنباء إيرانية، إلى تفعيل الدفاعات الجوية في مناطق وسط طهران، وأن الضربات الجوية الإسرائيلية أصابت "بارشين"، وهو موقع مجمع عسكري جنوب شرق العاصمة.
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي قال، في وقت سابق، إن طائرات مسيّرة إسرائيلية هاجمت 6 مطارات في أنحاء إيران، ودمّرت 15 طائرة حربية ومروحية قتالية.
استهداف جديد لمنشأة "فوردو"
وأعلن المتحدث باسم مركز إدارة الأزمات في منطقة قُم الإيرانية، تعرض منشأة "فوردو" النووية، لهجوم إسرائيلي جديد؛ وذلك بعد يوم من قصف الولايات المتحدة للمنشأة، حسب ما ذكرت وكالة "تسنيم" الإيرانية للأنباء.
ونقلت الوكالة عن المتحدث قوله، إن "العدو نفّذ قبل لحظات هجوماً جديداً استهدف موقع فوردو النووي"، مؤكداً أن الجهات المختصة تتابع الوضع عن كثب.
وأشار إلى أن الهجوم لم يُشكّل أي تهديد أو خطر على المواطنين، مؤكداً ما صرّحت به منظمة الطاقة الذرية الإيرانية في هذا الشأن.
فيما أكد الجيش الإسرائيلي تنفيذ ضربة ضد الطرق المؤدية إلى منشأة "فوردو" تحت الأرض في وقت سابق الاثنين، موضحاً أن الضربات كانت تهدف إلى "تعطيل" إمكانية الوصول إلى الموقع، وفق صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
قصف مكثف على طهران
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الاثنين، إن الجيش الإسرائيلي ينفذ غارات على طهران، منها غارات تستهدف سجن "إيفين"، الذي قال إنه يضم سجناء سياسيين ومعارضين للنظام الإيراني.
وأضاف كاتس في بيان: "الجيش الإسرائيلي يضرب حالياً وبقوة غير مسبوقة أهدافاً للنظام وهيئات حكومية في قلب طهران، بما في ذلك مقر الباسيج، وسجن إيفين للسجناء السياسيين ومعارضي النظام، وساعة (تدمير إسرائيل) في ميدان فلسطين، ومقر الأمن الداخلي للحرس الثوري، وأهداف أخرى"، حسبما ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وأشارت الصحيفة إلى أنه لم ترد تقارير عن إصابة أي من السجناء في الهجوم، الذي يبدو أنه كان يهدف إلى "السماح للمعتقلين بالهروب".
كان وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، نشر في وقت سابق، لقطات لعملية استهداف السجن عبر حسابه على "إكس"، وكتب معها بالإسبانية "تعيش الحرية".
وذكر التلفزيون الرسمي الإيراني، أن إسرائيل استهدفت البوابة الرئيسية لسجن "إيفين" في غارات الاثنين، على العاصمة طهران.
ويعتبر السجن، المكان الرئيسي الذي يُحتجز فيه السجناء السياسيون الإيرانيون البارزون، وكذلك الأجانب ومزدوجي الجنسية، بحسب وكالة "رويترز".
فيما نفت جامعة "شهيد بهشتي" في طهران، تعرضها للقصف إسرائيلي، بخلاف ما ورد في تقارير إخبارية، في وقت سابق الاثنين، حسبما نقلت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية.
تكتيكات إيرانية جديدة
وقال "الحرس الثوري" الإيراني في بيان أن الموجة الحادية والعشرين من عمليات "الوعد الصادق 3"، بدأت بإطلاق صواريخ تعمل بالوقود السائل والصلب، إلى جانب هجمات مركبة بواسطة طائرات مسيّرة ذكية.
ونقلت وكالة "تسنيم" عن البيان، أن "صواريخ (قدر H) الباليستية متعددة الرؤوس من طراز (خيبر)، مع توظيف تكتيكات جديدة ومباغِتة لضمان إصابة أكثر دقة وتدميراً وفعالية، حيث تم استهداف مواقع استراتيجية منتشرة في عمق الأراضي المحتلة من الشمال إلى الجنوب وحتى الوسط".
وأضاف البيان، أن العمليات الهجومية المؤثرة ستتواصل بقوة أكبر، من خلال استغلال الثغرات في أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، باستخدام تكتيكات خاصة ومتطورة، ولن تتوقف عمليات الطائرات المسيّرة القتالية "لحظةً واحدة خلال النهار".
في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي، إن دفاعاته اعترضت صاروخاً أُطلق من إيران في الساعات الأولى من صباح الاثنين.
وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية، إلى احتمال سقوط صاروخ إيراني في منطقة أسدود بجنوب إسرائيل، وفق "رويترز".
ودوت صفارات الإنذار للتحذير من الغارات الجوية خلال الليل في تل أبيب، ومناطق أخرى في وسط إسرائيل.
انقطاع الكهرباء
وأعلنت شركة الكهرباء الإسرائيلية، عودة التيار الكهربائي بعد سقوط صاروخ باليستي إيراني بالقرب من محطة كهرباء في أسدود جنوب إسرائيل، صباح الاثنين.
وقالت الشركة: "قامت الفرق بإعادة التيار الكهربائي إلى جميع المستهلكين"، وذلك بعد أن شهدت عدة بلدات في المنطقة انقطاعاً في التيار الكهربائي.
وأفادت وكالة "رويترز" نقلاً عن وسائل إعلام إيرانية، بأن مصدر للكهرباء في حي إيفين بشمال طهران تعرض لضربة لكن لم يحدث انقطاع واسع النطاق للكهرباء في العاصمة.
ترقب لرد إيران
وتعهدت طهران بالدفاع عن نفسها، الأحد، بعد يوم واحد من انضمام الولايات المتحدة إلى إسرائيل في أكبر عمل عسكري غربي ضد إيران.
وفي حين واصلت إطلاق الصواريخ على إسرائيل، غير أنها لم تتخذ بعد أي إجراء ضد الولايات المتحدة نفسها، سواء عبر استهداف قواعد أميركية، أو عرقلة 20% من شحنات النفط العالمية التي تمر قرب سواحلها عبر مضيق هرمز.
وذكر إبراهيم ذو الفقاري المتحدث باسم مقر "خاتم الأنبياء" العسكري المركزي في إيران، أنه على الولايات المتحدة أن تتوقع "عواقب وخيمة" على أفعالها.
وأكدت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب مراراً، أن هدفها هو تدمير البرنامج النووي الإيراني فقط، وليس شن حرب أوسع، لكن في منشور على منصته للتواصل "تروث سوشيال" (Truth Social)، الأحد، تحدث ترمب صراحة عن الإطاحة بـ"الحكام الدينيين" الذين كانوا "أعداء واشنطن الرئيسيين في الشرق الأوسط" منذ الثورة الإيرانية في عام 1979.
وقال: "ليس من الصواب سياسياً استخدام مصطلح (تغيير النظام)، لكن إن لم يكن النظام الإيراني الحالي قادراً على جعل إيران عظيمة مرة أخرى فلم لا يكون هناك تغيير للنظام؟".
وقال خبراء إن صور أقمار صناعية تجارية تشير إلى أن الهجوم الأميركي على منشأة "فوردو" النووية الإيرانية ألحق أضراراً بالغة، وربما دمر الموقع وأجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم التي كان يضمها، لكن لا يوجد تأكيدات.