آخر الاخبار

خامنئي بأول ظهور بعد الحرب: أميركا لم تحقق أي إنجاز ضد إيران


 خامنئي بأول ظهور بعد الحرب: أميركا لم تحقق أي إنجاز ضد إيران

هنأ المرشد الإيراني علي خامنئي، الخميس، شعب بلاده بـ"الانتصار على إسرائيل"، قائلاً إن الولايات المتحدة "لم تحقق أي إنجاز" بانضمامها للحرب ضد إيران.

وأضاف في ثالث رسالة مصوّرة له عقب الحرب بين إيران وإسرائيل، أوردتها وكالة "تسنيم" للأنباء الإيرانية: "أهنئكم بانتصار إيراننا العزيزة على النظام الأميركي.. لقد دخل النظام الأميركي في حرب مباشرة، لأنه شعر بأن إسرائيل ستُباد بالكامل، لكنه رغم هذا التدخل لم يحقق أي إنجاز يُذكر".

وتابع: "رغم كلّ الضجيج والدعايات والمزاعم، سقطت إسرائيل تقريباً تحت الضربات الإيرانية وانهارت"، مؤكداً أن "انتصار إيران في هذا الميدان أيضاً، وتوجيه صفعة قوية على وجه أميركا".

وأضاف خامنئي: "الولايات المتحدة ضربت مواقع نووية، لكنها لم تُحقق الكثير، في حين تمكنت القوات المسلحة من اختراق دفاعات إسرائيل متعددة الطبقات واستهداف المناطق الحضرية والعسكرية. الرئيس الأميركي دونالد ترمب كان بحاجة إلى الاستعراض"، مشدداً على أن "أي عدوان مستقبلي ضد إيران سيكون له ثمن باهظ".

وقال خامنئي: "وصول إيران إلى القواعد الأميركية الرئيسية أمر عظيم وقد يتكرر مستقبلاً، حال تجدد العدوان. أعداء إيران يستخدمون أعذارًاً مثل الصواريخ أو البرنامج النووي، لكنهم في الواقع يبحثون عن استسلامنا"، موضحاً أن ترمب "قال في أحد خطاباته إن إيران بحاجة إلى الاستسلام، وهذا أمر كبير جداً بالنسبة له ليطلبه".

وشدد المرشد الإيراني على أن ترمب "كشف حقيقة أن الولايات المتحدة لن ترضى إلا باستسلام إيران، وهذا لن يحدث أبداً، لأن أمتنا قوية".

وأثنى خامنئي على "وحدة الشعب الإيراني"، قائلاً: "تسعون مليوناً وقفوا صفاً واحداً دون تمييز في المطالب. هتفوا معاً، تحدثوا بصوت واحد، وأعلنوا دعمهم للقوات المسلحة، لقد أظهر الشعب الإيراني نُبله وشخصيته الفريدة، وأثبت أنه في اللحظات المصيرية، سيكون صوت هذا الشعب واحداً، وهذا ما حدث بالفعل".

غياب خامنئي

ومنذ نحو أسبوع، غاب خامنئي، صاحب الكلمة الفصل في جميع القرارات المصيرية في إيران، عن الأنظار، في وقت تمر فيه بلاده بأزمة استثنائية، حسبما أفادت صحيفة "نيويورك تايمز". 
 
وبينما كانت أنظار الإيرانيين تتابع شاشات التلفزيون الرسمي، طرح المذيع سؤالاً يتردد على ألسنة الكثيرين في البلاد، من النخب السياسية إلى عامة الناس، إذ قال المذيع مخاطباً أحد مسؤولي مكتب المرشد، الثلاثاء: "الناس يشعرون بقلق بالغ على المرشد الأعلى.. هل يمكنكم إخبارنا عن حالته؟". 
 
وأشار إلى أن المشاهدين أغرقوا المحطة بالرسائل التي تطرح السؤال ذاته، لكن المسؤول، مهدي فضائلي، رئيس مكتب أرشيف خامنئي، لم يقدم إجابة واضحة، لكنه أشار إلى أنه هو أيضاً تلقى سيلاً من الاتصالات من مسؤولين وغيرهم ممن يساورهم القلق على صحة خامنئي.

وأضاف: "علينا جميعاً أن ندعو له"، مشيراً إلى أن "من تقع على عاتقهم مسؤولية حماية المرشد يقومون بواجبهم على أكمل وجه".

وفي الأيام القليلة الماضية فقط، قصفت الولايات المتحدة 3 منشآت نووية إيرانية، وردت طهران بإطلاق صواريخ باليستية على قاعدة أميركية في قطر، ثم وافقت إيران وإسرائيل على وقف لإطلاق النار دخل حيز التنفيذ صباح الثلاثاء الماضي، وخلال هذه التطورات، ظل خامنئي متوارياً عن الأنظار، ولم يصدر عنه أي بيان علني أو رسالة مسجلة.

وقال مسؤولون إن خامنئي يختبئ داخل مخبأ ويتجنب استخدام وسائل الاتصال الإلكترونية، تجنباً لمحاولات اغتيال، وبدا أن اتفاق الهدنة، الذي جاء بطلب من الرئيس الأميركي دونالد ترمب وتوسط فيه أمير قطر، أُبرم على عجل، لكن كبار القادة العسكريين والمسؤولين الحكوميين تجنبوا الإفصاح عما إذا كانوا التقوا خامنئي أو تحدثوا معه في الأيام الأخيرة.

وأثار صمت خامنئي العلني موجة من التكهنات والشكوك بشأن مدى مشاركته في اتخاذ القرارات الأخيرة، وسط صعوبات محتملة في التواصل معه، وحول ما إذا كان لا يزال يشرف على إدارة البلاد يومياً، أو إذا كان مصاباً أو مريضاً أو قد فارق الحياة. 

وقال حمزة صفوي، المحلل السياسي ونجل اللواء يحيى صفوي القائد في الحرس الثوري والمستشار العسكري الأعلى للمرشد، إن أجهزة الأمن الإيرانية تعتقد أن إسرائيل قد تحاول اغتيال خامنئي حتى في ظل سريان وقف إطلاق النار، ولهذا تفرض إجراءات أمنية صارمة، تشمل الحد من أي اتصال بالعالم الخارجي.

ومع ذلك، أكد صفوي أن خامنئي "لا يزال يشارك في اتخاذ القرارات الحاسمة عن بعد"، لكن رغم ذلك، أعرب بعض مؤيدي المرشد عبر وسائل التواصل الاجتماعي وفي رسائل نصية متبادلة، عن عدم شعورهم بأن إيران حققت نصراً في حربها مع إسرائيل، طالما لم يظهر أو يتحدث قائدهم الأعلى علناً، بحسب "نيويورك تايمز". 

تنافس على السلطة

وقال 4 مسؤولين إيرانيين كبار مطلعون على مناقشات السياسات الراهنة إن السياسيين والقادة العسكريين بدأوا، في ظل غياب خامنئي، بتشكيل تحالفات داخلية والتنافس على السلطة، وسط تباين واضح في الرؤى بشأن مستقبل البرنامج النووي الإيراني، والمفاوضات مع الولايات المتحدة، والمواجهة مع إسرائيل. 
 
ويبدو أن الكفة تميل حالياً لصالح تيار يدعو إلى الاعتدال والدبلوماسية، وفق ما ذكره المسؤولون الأربعة، إذ يضم هذا التيار الرئيس مسعود بيزشكيان، الذي ألمح علناً إلى استعداده للعودة إلى طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة، رغم الغارات التي شنتها واشنطن على منشآت نووية إيرانية.

ويضم حلفاء بزشكيان رئيس السلطة القضائية غلام حسين محسني إيجي، المقرب من المرشد، والقائد الجديد للقوات المسلحة اللواء عبد الرحيم موسوي. 
 
وفي اجتماع لمجلس الوزراء، الأربعاء، قال بزشكيان، الذي تولى منصبه العام الماضي، بعد أن وعد بجعل إيران أكثر ازدهاراً وانفتاحاً وتواصلاً مع الغرب، إن "الوقت قد حان لتغيير أسلوب إدارة الدولة". 
 
ونقل بيان صادر عن الرئاسة الإيرانية عن بزشكيان قوله لأعضاء حكومته: "لقد أوجدت الحرب والوحدة بين أبناء الشعب فرصة لتغيير نظرتنا إلى الحكم وسلوك المسؤولين... إنها فرصة ذهبية للتغيير". 

وأكد مسؤولون آخرون أن هناك فصائل أخرى تتنافس أيضاً على النفوذ، فقد وجه جناح محافظ منافس، بقيادة السياسي المتشدد سعيد جليلي، انتقادات علنية للرئيس ووزير خارجيته، مشككاً في شرعية وقف إطلاق النار الذي وصفه بـ"المفاجئ"، ورافضاً أي عودة إلى المفاوضات النووية مع واشنطن.

ويضم هذا التيار المتشددين الذين يشكلون الأغلبية في البرلمان، إلى جانب بعض كبار قادة الحرس الثوري. 
 
وقال فؤاد إيزي، المحلل السياسي المحافظ المقرب من جليلي والحرس الثوري، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، إن "حديث بزشكيان عن العودة إلى التفاوض يعطي الانطباع بأن رئيس إيران يفتقر إلى الكفاءة السياسية اللازمة لقيادة البلاد". 
 
ورد علي أحمدنيا، مدير الاتصالات في الرئاسة، في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مندداً بهجمات المحافظين على الرئيس ووزير الخارجية. وكتب: "لسنا مضطرين لقتال إسرائيل ليل نهار طوال 12 يوماً، ثم التعامل الآن مع أمثالكم! أنتم منشغلون بأقلامكم في استكمال أحجية العدو". 

اخبارنا سوا

موقع اخبارنا سوا هو موقع إخباري عام لجمهور عام وليس متخصص في مجال معين أو فئة معينة، حيث أن الفريق القائم على العمل يقوم بجمع ورصد ومتابعة الأخبار والأحداث الخاصة بجميع المجالات والفئات ويقوم بنشرها كي يستطع إلمام القارئ بكافة المعلومات الممكنة، ونبذل جهودنا دومًا لتقديم مادة صحفية دسمة وسلسة يحبها القارئ ويستفيد منها.

إرسال تعليق

أحدث أقدم