تشهد إسرائيل منذ مساء الجمعة واحدة من أعنف موجات التصعيد العسكري في تاريخها، بعد أن أطلقت إيران أكثر من 200 صاروخ، معظمها صواريخ باليستية، باتجاه أهداف متفرقة داخل البلاد. هذا الهجوم الذي وصفه الإعلام العبري بـ"الأكبر منذ تأسيس الدولة"، أدى إلى سقوط صواريخ في عدة مناطق، من بينها تل أبيب، رمات غان، الجليل، بئر السبع، والقدس، ما تسبب بأضرار جسيمة وعدد كبير من الإصابات.
22 إصابة مؤكدة بينها حالتان خطيرتان
في آخر تحديث رسمي صدر عن نجمة داوود الحمراء، تم تسجيل 22 إصابة في المجمل، بينها إصابة واحدة في حالة حرجة وأخرى في حالة خطيرة، بينما توزعت باقي الإصابات بين متوسطة وخفيفة. الإصابات نُقلت إلى مستشفيات "إيخيلوف" و"شيبا" و"بلينسون"، وأغلبها وقعت في منطقة غوش دان، لا سيما تل أبيب ورمات غان، حيث سقطت الصواريخ في مناطق سكنية مأهولة.
كما أُفيد عن أضرار مباشرة في عدة مبانٍ سكنية وتجارية، وتحطيم سيارات، وسقوط شظايا في أحياء مركزية. في بعض المواقع، هرعت طواقم الإطفاء والإنقاذ إلى مبانٍ تعرضت لأضرار مباشرة، وتم إجلاء سكان منها خشية حدوث انهيارات أو حرائق.
الجبهة الداخلية: يمكن الخروج من الملاجئ بشروط
في بيان صدر بعد منتصف الليل، أعلنت قيادة الجبهة الداخلية أنه يمكن للسكان الخروج من الملاجئ والمناطق المحمية، شريطة البقاء بالقرب منها، وذلك تحسبًا لجولة إضافية محتملة من القصف. وشدد البيان على أن الخروج مسموح فقط لمن تلقى إشعارًا مباشرًا على هاتفه المحمول، وأنه لا يجوز تجاهل التعليمات الرسمية.
الهجوم الإيراني: "رد مباشر على عدوان إسرائيلي"
وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" أعلنت رسميًا أن هذا الهجوم الواسع هو رد مباشر على الغارات الإسرائيلية الأخيرة على مواقع إيرانية في سوريا وربما داخل إيران، مشيرة إلى أن مئات الصواريخ الباليستية تم إطلاقها دفعة واحدة. وأكد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي أن "إسرائيل لن تنفذ هجومًا وتفرّ دون رد".
الرد الإسرائيلي: عمليات اعتراض وهجوم جوي
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي أن سلاح الجو يقوم بعمليات اعتراض وهجوم على أهداف في إيران أو مواقع إطلاق الصواريخ، وأكد أن أنظمة الدفاع الجوي "نجحت في اعتراض عدد كبير من الصواريخ"، لكنه أقرّ بأن المنظومة الدفاعية ليست محصنة بالكامل. وقال الجيش إن عمليات الرد ستستمر خلال الساعات القادمة، بالتنسيق مع حلفاء إقليميين ودوليين.
حالة طوارئ في كافة القطاعات
في ظل التصعيد، أعلنت الحكومة عن تعليق الدراسة في جميع المراحل التعليمية، وإغلاق المؤسسات العامة، وتوقف حركة الطيران من وإلى البلاد، وتحويل مسارات الرحلات الجوية. كما أعلنت المستشفيات حالة الطوارئ القصوى واستدعاء طواقم طبية إضافية.
مشهد ميداني غير مسبوق
الشوارع في المدن الكبرى بدت خالية تمامًا، والملاجئ العامة امتلأت بالمواطنين، فيما تشهد وسائل التواصل الاجتماعي حالة من الهلع والتساؤلات المتواصلة بشأن المرحلة القادمة. ورغم عدم تفعيل موجة ثالثة حتى الآن، يُحذر محللون أمنيون من احتمال توسيع رقعة الهجمات أو انضمام أطراف أخرى إلى المواجهة، ما قد يؤدي إلى تصعيد إقليمي مفتوح.
تل ابيب pic.twitter.com/NwvsyyROAy
— ،،، (@Sy_intelligence) June 13, 2025
0 تعليقات