عبر محررون فلسطينيون عن فرحتهم بالإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية، واصفين ذلك بالعودة من الموت إلى الحياة، والولادة الجديدة من قبر اسمه السجن.
وقابلت كاميرا الأناضول عددا من المحررين لحظة وصولهم مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، السبت، عقب الإفراج عنهم ضمن الدفعة السادسة من صفقة التبادل في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي.
ووصل الأسرى إلى قصر رام الله الثقافي بمدينة رام الله، حيث كان مئات الفلسطينيين في انتظارهم، وسط رفع الأعلام، والهتاف لغزة والمقاومة.
⭕️"عدنا من الموت".. فلسطينيون محررون يصفون فرحتهم بالحرية بعد وصولهم مدينة رام الله وسط #الضفة الغربية المحتلة، عقب الإفراج عنهم ضمن الدفعة السادسة من صفقة التبادل
— Anadolu العربية (@aa_arabic) February 15, 2025
https://t.co/EVaVlRlAYu pic.twitter.com/yxKcRf4lRW
ورفع الأسرى المفرج عنهم إشارة النصر ولوحوا بأيديهم وسط الحضور الجماهيري.
وفي معرض وصفه لفرحته بالحرية، قال الأسير خالد غالب أبو هنود من بلدة عصيرة الشمالية شمال مدينة نابلس (شمال الضفة)، إنه "شعور العائد من الموت، والمولود الجديد الخارج من قبر اسمه السجن".
وأمضى أبو هنود 22 عامًا بالأسر، وكان محكومًا بالسجن مدى الحياة.
وثمن دور المقاومة وفلسطيني قطاع غزة في تحقيق الحرية له ولبقية الأسرى، قائلاً: "مهما وصفناهم نبقى عاجزين، وسنظل أوفياء لهم ولكل أحرار العالم ممن ساندونا ودعمونا".
وعن حال الأسرى، بين أبو هنود أنهم إلى الموت أقرب من الحياة، في ظل أوضاع السجون الصعبة.
وبالنسبة للمحرر إبراهيم سراحنة من مخيم الدهيشة للاجئين بمدينة بيت لحم (جنوب)، فالحرية "ولادة جديدة ويوم جديد لا يوصف نهائيا".
وأمضى سراحنة 23 عامًا في سجون إسرائيل، وحُكم عليه بـ 6 مؤبدات.
أما المحرر مازن القاضي من مدينة البيرة (وسط)، فتمنى لو كان والده الذي توفي قبل 3 سنوات، حاضرًا في لحظة التحرر.
وقال القاضي "23 عاماً وأنا أنتظر هذه اللحظة، وأستذكر والدي وأترحم عليه وكنت أتمنى أن يكون معي الآن".
وأعرب عن أمله أن يحصل الشعب الفلسطيني وجميع الأسرى على الحرية.
وكان القاضي محكوما بالسجن 3 مؤبدات إضافة إلى 25 عامًا.
ومحتضنًا والدته، قال الأسير حسان عويس من مخيم جنين (شمال) لقد "كنا دائما متفائلين أن اليوم الذي سنتحرر فيه قادم، وفرحتي لا توصف".
وأردف "الأسرى باقون على أمل أن يوم الحرية سيأتي".
وعن ظروف السجن الإسرائيلي، كشف عويس أنه "طوال الوقت هناك تنغيص وتنكيل حتى ينالوا من الفرحة، ولا يوجد في السجن سوى أدنى شروط الحياة".
ويعتبر عويس أحد "أبطال" معركة مخيم جنين عام 2002، واعتقل بعد مطاردته عدة شهور، وتعرض لتحقيق قاس، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة، وفق نادي الأسير الفلسطيني.
وتحرر الأسرى ضمن الدفعة السادسة، التي شملت الإفراج عن 369 أسيرًا، منهم 333 من غزة، ممن اعتقلوا بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إضافة إلى 36 من أسرى المؤبدات.
وكانت الدفعة الخامسة من الأسرى الذين أفرجت عنهم إسرائيل، تمت السبت الماضي، وشملت الإفراج عن 183 أسيرًا، 42 منهم من الضفة، وثلاثة مقدسيين، و138 من غزة، من بينهم 111 اعتقلوا بعد 7 أكتوبر 2023.
فيما الدفعة الرابعة من الأسرى تمت مطلع فبراير/ شباط الجاري، وشملت 18 أسيرا من ذوي المؤبدات، و54 من ذوي الأحكام العالية، و111 من أبناء قطاع غزة المعتقلين بعد 7 أكتوبر 2023.
بينما كانت الدفعة الثالثة في 30 يناير/ كانون الثاني الماضي، وشملت تحرير 110 أسرى، بينهم 32 محكوما بالسجن المؤبد، و48 يقضون أحكاما مختلفة، و30 أسيرا من الأطفال والنساء.
أما الدفعة الثانية فكانت في 25 يناير الماضي، وشملت 200 أسير فلسطيني، منهم 121 محكوما بالسجن المؤبد، و79 بأحكام مختلفة، بجانب 70 أسيرا أبعدتهم إسرائيل إلى خارج فلسطين.
فيما كانت الدفعة الأولى في 19 يناير الماضي، وشملت 90 أسيرة وطفلا فلسطينيين من الضفة الغربية والقدس، لتكون هذه الدفعة هي البداية المؤثرة لمسار التحرير ضمن صفقة التبادل.
وتشمل صفقة "طوفان الأحرار" في مرحلتها الأولى بشكل كلي، الإفراج عن 1737 أسيرًا فلسطينيًا، حيث تمتد هذه المرحلة على مدى ستة أسابيع، بواقع دفعات أسبوعية.
وفي 19 يناير الماضي، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، ويتم خلال الأولى التفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية في غزة خلفت نحو 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.