تتوسع دائرة العدوان الإسرائيلي في مدن شمال الضفة الغربية بوتيرة متسارعة، حيث بات القصف الجوي سلوكاً معتاداً عند الجيش الإسرائيلي لتنفيذ الاغتيالات واستهداف المدنيين وتدمير البنية التحتية، في محاولة لاستنساخ نموذج الحرب على قطاع غزة. ويوم أمس السبت، أوقعت ثلاث ضربات إسرائيلية منفصلة على مواقع مختلفة في جنين ستة شهداء وعدداً من الجرحى.
واستشهد، اليوم الأحد، وليد محمد علي لحلوح (73 عامًا) برصاص قوات الجيش الإسرائيلي عند مدخل مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، فيما استشهد شاب آخر (27 عامًا) في مخيم العروب شمال الخليل، جنوبي الضفة، في إطار تصاعد العدوان الإسرائيلي على الضفة.
وفي جنين، فجّرت قوات الجيش الإسرائيلي مربعًا سكنيًا يضم عدة مبانٍ بشكل متزامن، ما أسفر عن دمار واسع. كما واصل الجيش الإسرائيلي عدوانه على مدينتي طولكرم وجنين، بالتزامن مع اقتحام مخيم الفارعة وبلدة طمون جنوب شرق طوباس، وسط اشتباكات ومداهمات مكثفة.
ودفع الجيش الإسرائيلي بتعزيزات عسكرية باتجاه مخيم الفارعة من جهة حاجز الحمرا، وجرافة جنزير ثقيلة محملة ترافقها جيبات عسكرية، مع استمرار حصار المخيم وإغلاقه.
واستولى جنود الجيش الإسرائيلي على عدة منازل على مدخل مخيم الفارعة، وحولوها لثكنة عسكرية بعد طرد الفلسطينيين من منازلهم، فيما أعلن عن منع التجول في بلدة طمون المجاورة.
وأعلن الهلال الأحمر أن قوات الجيش الإسرائيلي منعت طواقمه في طوباس من الوصول إلى حالة مريض قلب في مخيم الفارعة، وصادرت مفاتيح سيارة الإسعاف.
وأعلنت كتيبة جنين أن مقاتليها يخوضون معارك ضارية مع قوات الجيش الإسرائيلي في محاور القتال بالمخيم، ويمطرون قوات المشاة بزخات كثيفة من الرصاص المباشر محققين إصابات مؤكدة.
وأعلنت مديرية التربية والتعليم في طوباس عن تعليق الدوام في بلدة طمون ومخيم الفارغة ومحيطهما جنوبي المدينة؛ بسبب اقتحام الجيش الإسرائيلي المتواصل.
ويواصل الجيش الإسرائيلي، عدوانه العسكري واجتياح مدينة ومخيم جنين ومدينة طولكرم تزامنًا مع أعمال تجريف للمنشآت وهدم وحرق للمنازل.
وتشهد طولكرم ومخيمها عدوانا مستمرا لليوم السابع على التوالي، وسط عمليات اقتحام وتدمير لمنازل المواطنين وممتلكاتهم، إضافة لتدمير البنية التحتية والمرافق العامة، في حين وصل عدد الشهداء خلال العدوان المستمر إلى 4.
وداهمت قوات الجيش الإسرائيلي برفقة الكلاب البوليسية، منازل الفلسطينيين في أحياء متفرقة من مدينة طولكرم وضواحيها، شملت الحي الشرقي وضاحية الطياح وحي الرشيد في ضاحية ذنابة، وفتشتها ودققت في هويات سكانها، وأخضعتهم للاستجواب الميداني.
وفي مخيم طولكرم، تواصل قوات الجيش الإسرائيلي حصارها وسط انتشار كثيف لقوات الجيش الإسرائيلي في كافة حاراته والقناصة على المباني المرتفعة داخله وفي محيطه، ومداهمة المنازل وتفتيشها وإجبار أصحابها على مغادرتها تحت تهديد السلاح.
ويستمر نزوح المزيد من العائلات من منازلهم قسرا، بعد طردهم من قبل قوات الجيش الإسرائيلي، في مختلف حارات المخيم، وتهديد الجيش الإسرائيلي لهم بعدم العودة إليها.
وتسبب العدوان في تدمير كامل للبنية التحتية وانقطاع الخدمات الأساسية من المياه والكهرباء والإنترنت والاتصالات، وما رافقه من نقص في المواد الغذائية والطبية ومياه الشرب وحليب الأطفال.
وفي محافظة جنين، استشهد أربعة فلسطينيين، وأصيب آخرون، مساء السبت، في قصف للاحتلال الإسرائيلي استهدف مدينة جنين وبلدة قباطية جنوبها.
وباستشهاد الفلسطينيين الأربعة، يرتفع عدد الشهداء في محافظة جنين منذ بدء عدوان الجيش الإسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها منذ 12 يوما، إلى 24 شهيدا، إضافة لعشرات الإصابات.