Header Ads Widget

بعد تصاعد استهدافاته.. كيف تراقب إسرائيل "حي المزة" الدمشقي؟ (فيديو)


 قال مصدر عسكري سوري إن منطقة "المزة" في العاصمة السورية  باتت مكشوفة أمام العمليات الإسرائيلية التي تتزايد وتيرتها على الحي الدمشقي.


وكشف المصدر المتخصص بالشؤون الأمنية والعسكرية، أن دمشق مراقبة "بالتصوير الحراري" على مدار الساعة، من قبل أحد المراصد الإسرائيلية في الجولان السوري المحتل.

ورفعت إسرائيل من وتيرة وصراحة عملياتها العسكرية في سوريا في الأسابيع الأخيرة. وكان لافتا أن عددا كبيرا من هذه العمليات استهدفالراقي غرب العاصمة دمشق.

لكن الجديد أن إسرائيل نشرت فيديو للضربة الأخيرة التي قتلت خلالها مسؤولين في حركة "الجهاد الإسلامي".

هجوم واعتراف بالمسؤولية

ورفعت إسرائيل من وتيرة وصراحة عملياتها العسكرية في سوريا في الأسابيع الأخيرة. وكان المنعطف المهم للعمليات الإسرائيلية في 21 أكتوبر/تشرين الأول عندما اغتالت علي حسن غريب، في سيارته في حي المزة في دمشق، وأعلنت بعد ساعات من العملية عن مسؤوليتها.

وعن طبيعة الهدف، الذي قال المتحدث العسكري الإسرائيلي إنه القائد الجديد للوحدة 4400 في "حزب الله". وكانت هذه هي المرة الأولى التي تعلن إسرائيل رسمياً، خلال هذه الحرب، مسؤوليتها عن ضربة عسكرية تنفذها داخل الأراضي السورية.

ومنذ 21 أكتوبر/تشرين الأول باتت إسرائيل صريحة في الحديث عن أنها تنفذ عمليات عسكرية في سوريا وأن العمليات هناك هي جزء من الحرب المفتوحة مع "حزب الله".

ويوم الخميس 14 نوفمبر/تشرين الثاني شهد عدداً لافتاً من الضربات على دمشق ومحيطها وفي حمص. وشملت الضربات حي المزة، الذي قال المتحدث العسكري الإسرائيلي إن الهدف فيه كان مواقع لجماعة "الجهاد الإسلامي".

بينما نقلت مواقع إيرانية (صحيفة شرق الإصلاحية) أن الضربات أصابت أبنية قريبة لبناء كان يجتمع فيه مستشار المرشد الإيراني علي لاريجاني مع قياديين فلسطينيين. بينما ذكرت مواقع إيرانية أخرى أن الاجتماع حصل بعد الضربة وليس قبلها.

سابقة "إسرائيلية"

يذكر المصدر أن حي المزة استهدف مراتٍ عدة وكان المستهدفون قياديين لبنانيين وإيرانيين وفلسطينيين. لكن "ما هو لافت هذه المرة، أن إسرائيل عرضت للمرة الأولى مقطع فيديو للحظة القصف، والمقطع المصور بتقنية التصوير الحراري يستحق التوقف عنده" وفقا للمصدر.

ويرجح المصدر أن الفيديو مصور من زاوية ثابتة تقريباً، مما يضعف احتمال أن يكون التصوير من طائرة مسيرة. كما أن الدقة ضعيفة نسبياً، مما يرجح أن التصوير يتم من مسافة بعيدة جداً. 



 ويقول إن موقع الضربة في حي المزة تم التعرف عليه ويمكن مقارنته مع الفيديو ومع "Google Maps" لتحديد الزاوية التقريبية التي تم التصوير منها، وهي الجنوب الغربي "لدينا إذاً زاوية التصوير التقريبية وافتراض أن التصوير تم عن بعد ومن موقع ثابت على الأرجح (قد يكون موقعا بريا وقد يكون عربة)".

ويلفت المصدر  إلى أن الشركات الإسرائيلية طورت منذ سنوات أنظمة رصد ومراقبة تستخدم التصوير الحراري وبعض الأنظمة (مثل نظام Long View 10 من شركة Elbit) يصل مدى تصويرها لعشرات الكيلومترات، وبتتبع امتداد زاوية النظر من المزة (كما ظهرت في الفيديو) وصولاً إلى الأطراف الشمالية للجولان السوري المحتل، نجد أحد مواقع الرصد الإسرائيلية.

ويوضح بأن الموقع استحدث (أو على الأقل تم توسعته) بعد انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان في العام 2000 ليحل محل موقع رصد إسرائيلي قديم (يشار إليه بـ Astra) يقع على الجانب اللبناني من الحدود مع الجولان (شرق بلدة شبعا اللبنانية). 

مراقبة بصرية

ويكشف المصدر أن الموقع المستحدث، بدأ استخدامه من قبل الوحدة 8200 في المخابرات العسكرية الإسرائيلية في العام 2007.

ويشير إلى أن صحيفة "Israel Hayom" نشرت في عام 2012 تقريراً عنه، مرفقاً بصورة له، وقالت إن الموقع يقوم بالتنصت والمراقبة على مدار الساعة لتجنب حصول مفاجأة مشابهة لحرب تشرين أكتوبر 1973عندما فاجأت القوات السورية والمصرية إسرائيل بهجوم مباغت.


وبحسب المصدر، يقع الموقع على ارتفاع 2200 متر، مما يمنحه إطلالة إستراتيجية على العاصمة دمشق، ويتجاوز تأثير المناطق الجبلية الواقعة بين دمشق والجولان والتي تبقى أقل ارتفاعاً بكثير من موقع المرصد (منطقة قطنا مثلاً يبلغ ارتفاعها حوالي 1100 متر فقط).

ويخلص المصدر العسكري إلى أن "كل ما سبق يعني أن إسرائيل تستطيع مراقبة منطقة المزة، بشكل بصري، وعلى مدار الساعة، وذلك بالإضافة لقدرات المراقبة الجوية والإلكترونية الأخرى. والهدف من المقطع الذي نشرته إسرائيل اليوم هو أن تقول إنها تستطيع أن ترى".

على طول الحدود 

ومن جهته، يؤكد الخبير العسكري والإستراتيجي السوري كمال الجفا على ما جاء في حديث المصدر العسكري، مشيرا إلى أن أبراج المراقبة ومراكز الرصد الإسرائيلية كانت تنتشر سابقا على طول الحدود السورية في الجولان المحتل، وصولا إلى كامل الحدود اللبنانية.

وقال الجفا إن الضربات التي وجهها حزب الله في معارك العام الماضي، للبنية التحتية الإلكترونية الإسرائيلية بما فيها أبراج المراقبة ومنظومات التجسس، الموجودة على الحدود اللبنانية، أدى إلى إعماء القوات الإسرائيلية هناك، وذلك على النقيض من مثيلتها على الحدود السورية، حيث ما زالت منظومات المراقبة والتجسس تعمل بكامل طاقتها، ما يجعل مناطق الجنوب السوري، بما فيها العاصمة دمشق، مكشوفة تماما من قبل إسرائيل.

ويشير الجفا إلى أن سوريا لم تضرب مراكز الرصد الإسرائيلية لأنها لا تريد فتح جبهة من جانبها، لكن الأثمان التي تدفعها كانت كبيرة جدا وستزداد لأن التقنيات الإلكترونية الإسرائيلية تستطيع التجسس على الاتصالات وكشف دمشق والإطباق عليها بالكامل، بسبب الموقع الإستراتيجي للمراصد التي تتموضع عليه هذه التجهيزات .

لكن الجفا يلفت إلى أن كل هذه التقنيات وأدوات المراقبة الحديثة لا تكفي لوحدها دون توجيه من قبل العنصر البشري على الأرض، والذي يقوم بجمع داتا المعلومات ونقل حركة السيارات والأشخاص والاجتماعات والمراكز المحصنة ومراكز قيادة العمليات التي تجري فيها الاجتماعات.

 وبالتالي، يرى الخبير العسكري السوري أنه "لابد في أي معركة قادمة، وهي مرجحة، أن يقوم الجيش السوري، بتدمير هذه المراصد ومنظومات التجسس، وضرب العنصر البشري المتعاون مع إسرائيل على الأرض"، وفقا لقوله.

إرسال تعليق

0 تعليقات

تابعنا على وسائل التواصل الاجتماعي

تعريف الارتباط

نستخدم ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة.