آخر المواضيع

صحف عالمية: مأساة زلزال تركيا وسوريا مستمرة.. والناتو يقلق أوكرانيا


 تناولت أبرز الصحف العالمية الصادرة صباح اليوم، الثلاثاء، تداعيات الأسبوع الأول للزلزال المدمر بتركيا وسوريا، مع تخطي حصيلة الضحايا حاجز الـ37 ألف قتيل، وسط تقارير تكشف أن عمليات البحث عن ناجين لا تزال مستمرة رغم التحديات.

وناقشت الصحف أيضًا "اعترافًا خطيرًا" من قبل حلف شمال الأطلسي (الناتو) فيما يتعلق بسباق التسلح مع روسيا، إذ خلصت تقارير إلى أن مخزون بعض الدول الأعضاء من الذخيرة "أوشك على النفاد"؛ ما أثار قلق أوكرانيا قبل "الهجوم الروسي الكبير".

كما تطرقت الصحف للأزمة الأمريكية الصينية في خضم تلاسن بين القوتين العظميين بشأن أزمة "المناطيد" الأخيرة؛ ما أثار مخاوف من أن البلدين سيلجآن مرة أخرى إلى "الأساليب العدوانية" فيما بينهما، بدلاً من العمل على إعادة العلاقات المتوترة.

مئات الآلاف من الناس في سوريا وتركيا مصابون أو بلا مأوى، كما يعيش الكثير منهم في خيام مؤقتة أو في سياراتهم

"أسبوع عاصف".. والناجون ينتظرون المساعدات

ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الآلاف من عمليات الإنقاذ لا تزال جارية في جنوب تركيا وشمال سوريا، إذ يتسابق عمال الإغاثة مع الزمن في بحثهم عن ناجين، بعد أسبوع واحد من زلزالين مدمرين ضربا المنطقة.

وقالت الصحيفة إنه مع تجاوز عدد الضحايا حاجز الـ37 ألف قتيل، وإصابة عشرات الآلاف وتشريد الملايين، تزايدت الدعوات لتحقيق العدالة للضحايا، خاصة في سوريا، حيث لم تصل أي مساعدات إلا بعد عدة أيام من وقوع الكارثة.

ونقلت الصحيفة عن جماعات إنسانية أن التأخير أعاق بشدة قدرة رجال الإنقاذ على انتشال الناس أحياءً من تحت الأنقاض، مشيرة إلى أن السوريين ينتظرون في الوقت الحالي الآلات الثقيلة والأدوات المتخصصة المتوفرة على الجانب التركي من الحدود.

وأضافت الصحيفة أن مئات الآلاف من الناس في كلا البلدين مصابون أو بلا مأوى، كما يعيش الكثير منهم في خيام مؤقتة أو في سياراتهم، مشيرة إلى أن هناك تقارير متزايدة عن النهب وانعدام الأمن في بعض المناطق الأكثر تضرراً، ما يعمق الشعور باليأس بين الناجين.

وتابعت الصحيفة أنه بالنسبة لأولئك الذين عملوا على مدار الساعة في المناطق السورية المتضررة، اعتبرت وكالات الإغاثة هناك أن المساعدات التي وصلت إلى البلاد "قليلة جدًّا ومتأخرة جدًّا، حيث فقدت أرواح لا تعد ولا تحصى".

وحذرت الصحيفة أنه بينما تحوّل مجموعات الإغاثة تركيزها من الإنقاذ إلى الاستجابة طويلة المدى، هناك مخاوف من سهولة انتشار الأمراض بين النازحين. وقالت إنه بالرغم من أن اللقاحات تعد من بين الإمدادات التي يتم إرسالها إلى المناطق المنكوبة، إلا أن أنظمة الرعاية الصحية في كلا البلدين تتعرض لضغوط شديدة.

الناتو أجرى أخيرًا مسحًا كبيرًا لمخزونات الذخيرة لديه "ووجد أن الإمدادات قد استنفدت بشكل كبير بسبب الحرب في أوكرانيا"
نيوزويك
اعتراف "خطير" للناتو.. وانقسام غربي "وشيك"

وفي هذا الصدد، نشرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية تقريرًا يكشف عن "اعتراف خطير" من قبل "الناتو" فيما يتعلق بسباق التسلح مع روسيا، إذ قال مسؤول غربي إن الدول الأعضاء قد "تنفد ذخيرتها في غضون أيام" جراء الحرب الأوكرانية؛ ما أثار مخاوف كييف قبل هجوم روسي كبير متوقع خلال أيام.

وذكرت المجلة الأمريكية، نقلاً عن تقارير غربية، أن "الناتو" أجرى أخيرًا مسحًا كبيرًا لمخزونات الذخيرة لديه "ووجد أن الإمدادات قد استنفدت بشكل كبير بسبب الحرب في أوكرانيا"، مشيرة إلى أن العديد من الدول الأعضاء كان لديها بالفعل مخزونات أسلحة لا تلبي أهداف التحالف العسكري، حتى قبل الحرب الأوكرانية.

وقال مسؤول كبير في "الناتو"، وفقًا للتقارير، إن الحلف وجد أن أعداد هذه المخزونات قد تضاءلت أكثر مع استمراره في تسليح أوكرانيا بمعدل لا يتناسب مع إنتاج الأسلحة. وحذر المسؤول الغربي من صعوبة الأيام المقبلة بالنسبة لأوكرانيا، وأضاف: "إذا كانت أوروبا ستقاتل روسيا، فإن ذخيرة بعض الدول ستنفد في غضون أيام."

وقالت المجلة الأمريكية إنه يُطلب من كل حلفاء "الناتو" الحفاظ على درجة من القدرة الدفاعية. وأضافت أن العديد من الأعضاء "اعتبروا حروب الاستنزاف مع المعارك المدفعية واسعة النطاق شيئًا من الماضي، لذلك تركت العديد من الدول مخزوناتها تنخفض حتى قبل أن تشن روسيا الحرب."

جاء ذلك بعدما اعترف الأمين العام للناتو، ينس ستولتنبرغ، أمس أن مخزونات الحلف قد نفدت في سباق ذخيرة مع روسيا، حيث تستخدم أوكرانيا الذخيرة بمعدل غير مسبوق بسبب اشتداد القتال.

 وأشار المسؤول الغربي – الذي طلب عدم الكشف عن هويته – إلى أن أعضاء "الناتو" يناقشون الآن تعويض الإمدادات المخفضة من خلال زيادة إنتاج الأسلحة. وأوضح أن الأعضاء يعانون بشكل أكبر من نقص ذخائر مدافع "الهاوتزر" وصواريخ "هيمارس"، وذخائر أنظمة الدفاع، مثل "باتريوت" الأمريكية الصنع و"جيراردز" الألمانية.

الكرملين "يبالغ" في تحقيق انتصارات طفيفة في جهوده للسيطرة على مدينة باخموت الأوكرانية في محاولة لتقسيم الغرب
تقرير صادر عن مركز "دراسة الحرب"
وفي تقرير منفصل، نقلت "نيوزويك" عن مركز أبحاث أمريكي زعمه أن ثمة انقسامًا وشيكًا يلوح في الأفق بين حلفاء أوكرانيا، حيث تكثف القوات الروسية من وتيرة هجماتها في ساحات المعركة لاستنزاف قدرات كييف، الأمر الذي يقوم بدوره بممارسة ضغوط على الدول الغربية.

ووفقًا للمجلة، خلص تقرير صادر عن مركز "دراسة الحرب"، ومقره واشنطن، إلى أن الكرملين "يبالغ" في تحقيق انتصارات طفيفة في جهوده للسيطرة على مدينة باخموت الأوكرانية في محاولة لتقسيم الغرب، إذ لا تزال المدينة المحاصرة بشرق البلاد نقطة محورية في الحرب.

وقال التقرير إنه في حين أن العديد من المحللين جادلوا بأن المدينة ليس لها أهمية عسكرية كبيرة، تواصل روسيا شن حملات إعلامية "تدعم هدفًا إستراتيجيًّا مستمرًّا لردع أو إبطاء المساعدات الغربية." وأضاف أن روسيا "ستواصل تسليح الحملات الإعلامية لتقديم الدعم المباشر للعمليات العسكرية، خاصة بعد أن استعادت زمام المبادرة على الخطوط الأمامية في شرق البلاد."

وتابع التقرير أن تأثير مثل هذه الحملات الإعلامية يتضاءل، مشيرًا إلى أن كلاً من أوكرانيا والقوميين الروس المؤيدين للحرب أصبحوا "أقل استعدادًا لقبول مزاعم النصر الروسي المحتوم في ظاهرها بسبب عدم الكفاءة العسكرية خلال العام الأول من الحرب."

وأردف: "لكن هذه الحملات يمكن أن تستعيد زخمها إذا بدأت القوات الروسية في تحقيق مكاسب كبيرة. وخلص التقرير أيضًا إلى أن الحملات الإعلامية "تدعم أهداف الكرملين الإستراتيجية الشاملة المتمثلة في فصل الغرب عن أوكرانيا، وردع أو تأخير تقديم المساعدة العسكرية الغربية، وتقويض وزعزعة تماسك التحالف الغربي."

تصاعد حدة التوترات بين الصين وأمريكا

ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن التلاسن حول أزمة "المناطيد" بين الصين والولايات المتحدة قد زاد من حدة التوترات بين القوتين العظميين، وذلك بعدما حاولت واشنطن تفسير إسقاطها لثلاثة أجسام طائرة مجهولة الهوية، بينما اتهمتها بكين بإرسال "مناطيد غير مصرح بها" فوق المجال الجوي الصيني.

ورأت الصحيفة الأمريكية أن الصين وجهت "ضربة قوية" لإدارة الرئيس جو بايدن، عندما أعلنت أنه من "الشائع" أن تدخل المناطيد الأمريكية بشكل غير قانوني المجال الجوي لدول أخرى وأن مناطيد أمريكية عالية الارتفاع حلقت فوق الصين دون إذن أكثر من 10 مرات منذ العام الماضي، في إشارة إلى "المبالغة" التي تعاملت بها واشنطن مع "المنطاد الصيني".

وأشارت الصحيفة إلى أن أزمة "منطاد التجسس الصيني" المزعوم – الذي أسقطته واشنطن الأسبوع الماضي فوق المحيط الأطلسي وأثار غضب بكين – "قد أدت دون داع إلى تصعيد دبلوماسي أعاق جهود إعادة العلاقات بين البلدين." ولم ينشر الجيش الأمريكي حتى الآن صورًا للأجسام المزعومة التي تم إسقاطها فوق أمريكا الشمالية منذ الجمعة.

أول شيء يتعين على الولايات المتحدة القيام به هو تغيير أساليبها والتفكير في نفسها، وعدم التشهير والتحريض على المواجهة
المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ ون
وفي تلاسن صريح بين البلدين، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ ون، أمس إن المناطيد الأمريكية تحلق بانتظام عبر المجال الجوي لدول أخرى دون إذن. وأوضحت الصحيفة أن هذه هي المرة الأولى التي تواجه فيها الصين مثل هذا الاتهام منذ أن شوهد منطاد مراقبة مشتبه فيه فوق الولايات المتحدة أوائل الشهر الجاري.

ونقلت "الجورنال" عن وانغ قوله: "أول شيء يتعين على الولايات المتحدة القيام به هو تغيير أساليبها والتفكير في نفسها، وعدم التشهير والتحريض على المواجهة." ولم يقدم وانغ تفاصيل حول كيفية رد بلاده على المناطيد الأمريكية المزعومة، لكنه أكد أنه تم التعامل مع الأمر بمسؤولية ومهنية، متهمًا واشنطن بأنها تصرفت دون إذن من بكين.

واعتبرت الصحيفة أن تصريحات الجانب الصيني أمس تشير إلى عودة محتملة "إلى الأسلوب الأكثر عدوانية ضد الولايات المتحدة"، مشيرة إلى أنها اللغة التي أصبحت في السابق عنصرًا أساسيًّا في الخطاب الدبلوماسي الصيني في عهد الزعيم، شي جين بينغ.

وقالت الصحيفة إن إستراتيجية المناطيد تعكس طموحات بكين فيما يتعلق بـ"الفضاء القريب" (جزء معين من الغلاف الجوي)، حيث يرى الإستراتيجيون الصينيون فيه ساحة للتنافس المتزايد بين القوى العظمى في المراقبة، بدلاً من الأساليب التقليدية التي تعتمد على الطائرات والأقمار الصناعية والتي قد تكون عرضة للاكتشاف والاستهداف.

تابعنا على وسائل التواصل الاجتماعي

إرسال تعليق

0 تعليقات

تابعنا على وسائل التواصل الاجتماعي

أخر المنشورات

أهم الاخبار

تابعونا على موقعنا اخبارنا سوا