اليمن: مقتل عشرات المهاجرين الأفارقة بغارات أميركية على سجن صعدة والجيش الأميركي لن نكشف التفاصيل
اليمن: مقتل عشرات المهاجرين الأفارقة بغارات أميركية على سجن صعدة
أفادت قناة المسيرة، الإثنين، عن تعرض السجن الاحتياطي في صعدة لغارات أميركية أسفرت عن سقوط عشرات الضحايا من نزلاء مركز توقيف خاص بالمهاجرين الأفارقة في المدينة. وأوضحت القناة أن مركز التوقيف الذي كان يضم 115 نزيلا تعرض لسلسلة غارات أميركية، مما أسفر عن مقتل العشرات.
فرق الإسعاف من الهلال الأحمر اليمني والدفاع المدني واصلت جهودها لانتشال الضحايا من تحت الأنقاض، حيث تم نقل أكثر من 50 جريحا إلى هيئة المستشفى الجمهوري، وكانت غالبية الإصابات حرجة. ورغم الجهود، واجهت الفرق صعوبة في الإسعاف بسبب الدمار الهائل الذي خلفته الغارات.
من جانبها، أكدت وزارة الداخلية اليمنية أن استهداف مركز إيواء المهاجرين يمثل جريمة حرب مكتملة الأركان، وانتهاكا صارخا للقوانين والمواثيق الإنسانية الدولية.
في ذات السياق، أفادت وكالة مهر للأنباء أن الطائرات الأميركية استهدفت مركز توقيف المهاجرين في إصلاحية السجن الاحتياطي بصعدة، مما أسفر عن سقوط العشرات من الشهداء والجرحى، وتم نقل العديد منهم إلى مستشفيات المدينة. كما أكدت الوكالة أن المستشفيات في صعدة امتلأت بالجرحى جراء هذا الهجوم.
وقال مصدر محلي إن الهجوم يمثل "مذبحة جديدة في صعدة"، في إشارة إلى مستوى الإجرام الأميركي في المنطقة.
وكانت الغارات الأميركية قد استهدفت قبل هذه المجزرة، مديرية برط العنان في محافظة الجوف بعدة غارات متتالية.
من جهة أخرى، أفادت وزارة الصحة اليمنية، الأحد، باستشهاد وجرح 12 شخصا بينهم امرأتان و3 أطفال نتيجة العدوان الأميركي على محافظة أمانة العاصمة.
منذ منتصف آذار/مارس الماضي، شنت الولايات المتحدة أكثر من 800 غارة على أهداف في اليمن، مما أسفر عن مقتل مئات الحوثيين، بمن فيهم قيادات في جماعتهم، وفقًا للجيش الأميركي.
وذكر بيان صادر عن مركز القيادة الأميركية في الشرق الأوسط أن الحملة العسكرية مستمرة بهدف استعادة حرية الملاحة البحرية، مشيرًا إلى أن العمليات تستهدف تفكيك قدرات الحوثيين مع تقليل المخاطر على المدنيين.
الجيش الأميركي بعد غارات جديدة ضد الحوثيين في اليمن: لن نكشف التفاصيل
قال الجيش الأميركي إنه لن يكشف عن تفاصيل محددة بشأن ضرباته العسكرية ضد الحوثيين في اليمن، مشيراً إلى ما وصفه بالحاجة إلى "الحفاظ على أمن العمليات".
وذكرت وسائل إعلام تابعة للحوثيين في اليمن أن القصف الأميركي على منطقة ثقبان بمديرية بني الحارث في صنعاء أودى بحياة 8 أشخاص، بينهم أطفال ونساء، إضافة إلى عدد من الإصابات.
وأضافت أن القصف الأميركي استهدف، صباح الاثنين، إصلاحية سجن صعدة الاحتياطي، ما أسفر عن "عشرات الضحايا من نزلاء إحدى مراكز التوقيف الخاص بالمهاجرين الأفارقة"، مشيرة إلى أن فرق الدفاع المدني تعمل على إخماد الحريق.
من جانبها، أعلنت القيادة المركزية الأميركية (USCENTCOM)، في بيان، أنها شنت منذ 15 مارس حملةً عسكرية مكثفةً ومتواصلةً ضد جماعة الحوثي في اليمن، لـ "استعادة حرية الملاحة وتعزيز الردع الأميركي في المنطقة".
وقالت القيادة الأمريكية، في بيان، إن الحفاظ على الأمن العملياتي فرض تقليل الإفصاح عن تفاصيل العمليات الجارية أو المُخطط لها مستقبلاً "بشكل متعمد".
زيادة الضغط
وأكدت "سنتكوم" أنها "لن تكشف عن تفاصيل مُحددة حول ما تم تنفيذه أو ما سيتم، وستواصل زيادة الضغط وتفكيك قدرات الحوثيين بشكل أكبر، طالما استمروا في عرقلة حرية الملاحة"، بحسب تعبيرها.
وذكرت القيادة المركزية الأميركية أن العملية، التي تحمل اسم "الراكب الخشن"، أسفرت حتى الآن عن ضرب أكثر من 800 هدف، ما أودى بحياة مئات من عناصر جماعة الحوثيين والعديد من قادتهم، بينهم قياديين مسؤوليين عن تشغيل الصواريخ والطائرات المُسيَّرة، بحسب البيان.
وأضافت أن الضربات أدت إلى تدمير العديد من منشآت القيادة والسيطرة، وأنظمة الدفاع الجوي، ومرافق تصنيع الأسلحة المُتطورة، بالإضافة إلى مواقع لتخزين الأسلحة المتقدمة.
وذكر البيان أن مرافق التخزين المستهدفة كانت تحتوي على ترسانة أسلحة تقليدية متطورة، بما في ذلك صواريخ باليستية وصواريخ كروز مضادة للسفن، وطائرات مُسيَّرة، وسفن سطحية بدون طيار، مشيرة إلى أنه "يتم استخدامها في هجمات الحوثيين على ممرات الشحن الدولية".
"تراجع هجمات الحوثيين"
وتابعت القيادة المركزية الأميركية: "بينما استمر الحوثيون في مهاجمة سفننا، أدت عملياتنا إلى تقليل وتيرة وفعالية هجماتهم، حيث انخفضت عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية بنسبة 69%، كما تراجعت الهجمات بالطائرات المُسيَّرة الهجومية بنسبة 55%".
وأشارت القيادة إلى أن الضربات الأميركية دمّرت قدرة ميناء رأس عيسى على استقبال النفط، مما قالت إنه سيؤثر سلباً على قدرة الحوثيين ليس فقط على تنفيذ العمليات، بل أيضاً على "جني إيرادات تُقدّر بملايين الدولارات تُستخدم في دعم أنشطتهم الإرهابية"، بحسب وصفها.
وذكرت القيادة المركزية الأميركية أنه "من المؤكد أن طهران تواصل دعم الحوثيين"، معتبرة أنه لا يمكن للجماعة اليمنية "الاستمرار في مهاجمة قواتنا دون دعم من النظام الإيراني". وأضافت: "سنواصل تشديد الضغط حتى تحقيق هدفنا، الذي يتمثل في استعادة حرية الملاحة وتعزيز الردع الأميركي في المنطقة".
وتشن جماعة "الحوثيين" هجمات على السفن في البحر الأحمر منذ نوفمبر 2023 دعماً للفلسطينيين في قطاع غزة، بحسب قولها.
إخفاق أميركي
في المقابل، نقلت شبكة CNN الأميركية، الجمعة، عن مسؤولين أميركيين أنه خلال الشهر الماضي، نجحت الجماعة اليمنية في إسقاط ما لا يقل عن 7 مسيرات أميركية بكلفة ملايين الدولارات، مما أعاق قدرة واشنطن "على الانتقال إلى المرحلة الثانية من العملية".
وقال المسؤولون إن الولايات المتحدة تأمل في تحقيق التفوق الجوي فوق اليمن خلال 30 يوماً، وإضعاف أنظمة الدفاع الجوي "الحوثية" بما يكفي لبدء مرحلة جديدة تركز على تكثيف الاستخبارات والاستطلاع والمراقبة لكبار القادة في الجماعة من أجل استهدافهم.
وأشاروا إلى أن "المسيرات MQ9 Reaper الأكثر ملاءمة لهذه المرحلة، ولكنها تتعرض للإسقاط"، لافتاً إلى أن "الحوثيين تحسنوا كثيراً في استهداف المسيرات الأميركية".