آخر المواضيع

نتنياهو في القصر الملكي والأردن في “مسار التكيف”: خضوع “يميني” أم “سحب رجل” المملكة؟


 “مفاجأة” بالتأكيد من العيار الثقيل لا تعني إلا أن مستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سوليفان نجح في أول مساعيه التي أوفد من أجلها للمنطقة بسحب رجل الأردن إلى خطوة كبيرة في مسار التكيف مع البرنامج المقبل وتحت عنوان التهدئة، تمثلت في استقبال رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو خصم الأردن الأكبر في إسرائيل، وفي عمان العاصمة وأيضا في القصر الملكي الأردني.


 صدر مختصر إعلامي عن اللقاء المباغت بين الملك عبد الله الثاني ونتنياهو.

 وفي مختصر الرواية الأردنية أساسا في المسألة برمتها تكرار للثوابت المعلنة وتشديد بصفة خاصة على ضرورة احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى.

 لم يعرف بعد ما إذا كان نتنياهو التزم أمام ملك الأردن بأن يحترم الوضع القانوني والتاريخي في المسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف خصوصا وأنه وقع إحدى وثائق بروتوكولات الائتلاف المتطرف بصيغة تؤكد عكس التشديد على الالتزام لأن احترام الوضع التاريخي والوضع القائم في القدس يعني عمليا الالتزام ببروتوكولات الوصاية الهاشمية التي وقعت مع نتنياهو نفسه عام 2015.

 فعلها جاك سوليفان بالتأكيد حيث زار عمان خلف الستارة قبل لقاء نتنياهو في الأرض المحتلة أمام الميكرفون.

لكن ما هو غير واضح بعد سياسيا الإجابة المباشرة على السؤال التالي: هل خضع نتنياهو وأحضر “جلبا” بمذكرة خاصة إلى الأردن لتقديم ضمانات أم سحبت رجل الأردن بهذه الزيارة لضيف غير محبب إطلاقا باتجاه مسارات التكيف؟

أي إجابة متسرعة على سؤال من هذا الصنف قد تورط المراقب باستنتاجات لكن قرار إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن واضح الملامح حسب مصادر رسمية أردنية أبلغت “القدس العربي” فكرة الأمريكيين عن إلزامية التهدئة بين الأردن وإسرائيل تمهيدا لتطبيع العلاقات بين الأردن وحكومة نتنياهو، في خطوة تسبق الآن بصورة مرجحة تغيير وتبديل موقف الأردن باتجاهين.

 الأول هو وقف حملته الدبلوماسية الدولية ضد الإسرائيليين.

 والثاني هو الاستعداد للجلوس وعدم المقاطعة على طاولة مؤتمر النقب 2.

 تطور دراماتيكي ومفاجئ خلط الأوراق في الاتجاه المعاكس ليس لرغبة الشعب الأردني فقط ولكن أيضا تموقع الموقف الرسمي، لكن عمان تريد أن تقول إنها مرنة ولديها ثوابت وخطوط حمراء ستحترم، وهو تعبير استخدمه في نقاش “القدس العربي” رئيس الديوان الملكي الأسبق الدكتور جواد العناني وهو يحاول تفكيك ألغاز المشهد قبل زيارة نتنياهو إلى عمان التي ستصدر فيها بالتأكيد لاحقا بيانات بالجملة توضح بأن الرأي العام الأردني في موقع يختلف عن الموقف الرسمي.

 هذه الزيارة تعني الكثير في مسلسل التقريب بين عمان وتل أبيب، وإذا لم يقدم نتنياهو تنازلات تخص على الأقل خطوط الأردن الحمراء لاحقا ستصبح الزيارة مجرد استجابة أردنية تكتيكية لضغط أمريكي.

تابعنا على وسائل التواصل الاجتماعي

إرسال تعليق

0 تعليقات

تابعنا على وسائل التواصل الاجتماعي

أخر المنشورات

أهم الاخبار

تابعونا على موقعنا اخبارنا سوا