آخر المواضيع

ضغوط للتهدئة أمام دعوات للتصعيد.. كيف سيتعامل نتنياهو مع تداعيات هجوم القدس؟


 يشكل الهجوم الدامي قرب كنيس يهودي في مدينة القدس المحتلة، مساء الجمعة، تحديا كبيرا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وحكومته اليمينية، ما يثير تساؤلات حول كيفية تعامل الحكومة المتشددة مع تداعيات الحادثة.

ورغم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، صاحب أطول مدة كرئيس حكومة في تاريخ إسرائيل، فإن وزراء حكومته غالبيتهم قليلو الخبرة وأصحاب آراء متشددة في ما يتعلق بالتعامل مع الفلسطينيين.

يمثل تتبع مثل منفذي هذه الهجمات، تحدياً لأجهزة الأمن الإسرائيلية، حيث لا وجود لبنية تنظيمية يمكن اكتشافها أو جمع معلومات عنها من خلال عناصر يتم اعتقالهم خلال العمليات اليومية للجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية.

صحيفة يديعوت أحرنوت

وسلط تقرير لصحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، الضوء على المخاطر المرتبطة بالتعامل الإسرائيلي مع العملية، ومخاوف اتساع وتيرة التصعيد عقبها خاصة مع تحديات جديدة أمام الحكومة الإسرائيلية هذه المرة، مثل إعلان السلطة الفلسطينية وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل.

طبيعة العملية

قالت "يديعوت أحرنوت" إن "الهجوم الذي وقع في القدس، وهو الأكثر دموية منذ 12 عاماً، نفذه فلسطيني ليس له ارتباطات تنظيمية"، وتسمي إسرائيل منفذي مثل هذه الهجمات بـ"الذئاب المنفردة".

ويمثل تتبع مثل منفذي هذه الهجمات، تحدياً لأجهزة الأمن الإسرائيلية، حيث لا وجود لبنية تنظيمية يمكن اكتشافها أو جمع معلومات عنها من خلال عناصر يتم اعتقالهم خلال العمليات اليومية للجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، التي يقول إنها تستهدف عناصر مرتبطين بفصائل فلسطينية، خاصة حركة الجهاد الإسلامي التي تنشط في مدينة جنين شمال الضفة الغربية، وتحاول تكوين خلايا مسلحة ذات فاعلية هناك.

الهجوم جاء بعد يوم واحد من قتل الجيش الإسرائيلي 9 فلسطينيين خلال اقتحام مخيم جنين في الضفة الغربية.
وقالت الصحيفة العبرية إنه "في مثل العمليات التي تنفذها الذئاب المنفردة فإنه ليس هناك الكثير مما يمكن فعله، باستثناء تعزيز مراقبة مواقع التواصل الاجتماعي لكشف نوايا بعض منفذي العمليات، وتعزيز انتشار القوات الإسرائيلية لإحباط مثل هذه العمليات في أماكن وقوعها، من خلال التعامل السريع مع منفذيها".

وتخشى إسرائيل تكرار مثل هذه الهجمات، حيث اشتعلت موجة هجمات مطلع العام الماضي، أسفرت عن سقوط عدد كبير من القتلى الإسرائيليين، وهو ما دفع الجيش الإسرائيلي لإطلاق عملية "كاسر الأمواج" في مارس/آذار الماضي، تخللها عمليات اقتحام مكثفة لمدن الضفة الغربية، ضمن ما يقول الجيش الإسرائيلي إنها ضربات استباقية لخلايا تخطط لتنفيذ عمليات.

مخاوف التصعيد

وبحسب الصحيفة، يبدو اختبار رد إسرائيل أكثر صعوبة من أي وقت مضى، وإذا تم اكتشاف أن منفذ العملية نفذها بتوجيهات من فصائل فلسطينية في قطاع غزة، فإن ذلك سيجبر إسرائيل على الرد ضد هذه الفصائل.

وأوضحت أن العملية جاءت بعد يوم واحد من قتل الجيش الإسرائيلي 9 فلسطينيين خلال اقتحام مخيم جنين في الضفة الغربية، مشيرة إلى ارتباط مؤكد بوقوع لهذه الحادثة مع الهجوم في القدس.

ليس من المتوقع أن تسفر عملية كبرى في المدن الفلسطينية أو في أحياء القدس الشرقية عن نتائج مهمة، وقد تؤدي فقط إلى زيادة التصعيد، خاصة مع اقتراب شهر رمضان.
صحيفة يديعوت أحرنوت
وأشارت الصحيفة إلى أن الأحداث في جنين والقدس لديها القدرة على رفع مستوى العنف بشكل كبير، وهو ما قد يتحول إلى انتفاضة حقيقية تشارك فيها حشود من الفلسطينيين، ويشارك فيها متطرفون يهود، في عمليات عنف متبادلة، لافتة إلى أن الشرطة الإسرائيلية يجب أن تعمل لضبط أية ردات فعل غير محسوبة.

ضغوط للتهدئة

وقالت الصحيفة إن "نتنياهو دعا الكابينيت الإسرائيلي لاجتماع اليوم السبت، لاتخاذ قرارات للرد على العملية، حيث لا يوجد الكثير من الوزراء ذوي الخبرة، إذ تتألف الحكومة بشكل أساسي من وزراء ذوي آراء قومية متشددة، يمكنهم الضغط من أجل إجراءات قد تزيد من وتيرة التصعيد بدلاً من تهدئة المنطقة".

وأضافت: "ليس من المتوقع أن تسفر عملية كبرى في المدن الفلسطينية أو في أحياء القدس الشرقية عن نتائج مهمة، وقد تؤدي فقط إلى زيادة التصعيد، خاصة مع اقتراب شهر رمضان، الذي عادة ما يشهد صدامات في مدينة القدس".

وأوضحت الصحيفة أن رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بيل بيرنز، المتواجد في إسرائيل، ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الذي من المتوقع وصوله إلى إسرائيل منتصف الأسبوع، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الذي التقى نتنياهو الأسبوع الماضي، قد يدفعون لمحاولة التهدئة وعدم تصعيد الأوضاع الميدانية.

تابعنا على وسائل التواصل الاجتماعي

إرسال تعليق

0 تعليقات

تابعنا على وسائل التواصل الاجتماعي

أخر المنشورات

أهم الاخبار

تابعونا على موقعنا اخبارنا سوا