حظيت الفنانة السورية القديرة منى واصف بتكريم استثنائي في دمشق، حيث مُنحت لقب “سفيرة السلام في العالم” من قِبَل المنظمة العالمية لحقوق الإنسان، تقديرًا لمسيرتها الفنية الطويلة وما قدّمته للدراما السورية والعربية من أعمال بارزة، إلى جانب إسهاماتها الثقافية والإنسانية، وحضورها كصوت يعكس قيم المحبة والتآخي.
وجرى التكريم ضمن حفل حمل عنوان “سوريا الأمل”، أُقيم على مدرّج رئاسة جامعة دمشق، برعاية مؤسسة “أصدقاء سوريا واليابان والعالم” وبالتعاون مع شركة “شاين” للإنتاج والتوزيع الفني. وقد حضر المناسبة نخبة من الفنانين السوريين والعرب إلى جانب شخصيات رسمية، من بينهم وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل هند قبوات التي سلّمت واصف الدرع التكريمية. وشهد الحفل مشهدًا مؤثّرًا حين بادرت الوزيرة إلى تقبيل يد الفنانة واحتضانها عربونَ تقدير لمسيرتها الطويلة ومكانتها الفنية والإنسانية، وسط تفاعل كبير من الحاضرين.
وفي كلمتها، أعربت واصف عن اعتزازها بهذا اللقب، مشيرةً إلى أنّ تحمّل المسؤولية طوال هذه السنوات لم يكن أمرًا سهلًا، لكن حبّها لمهنتها كان مصدر القوة الذي مكّنها من الاستمرار. كما تطرّقت إلى خلفيتها العائلية ونشأتها في بيت كان الأب فيه سنّيًا كرديًا والأم مسيحية، معتبرة أنّ هذا المزيج صقل شخصيتها ووسّع رؤيتها.
وفي مقابلات صحافية أعقبت الحفل، أوضحت واصف أنها لم تكن تتصوّر أنّ التمثيل سيكون مسارها منذ البداية، لكنها سعت لتكون شخصية مؤثرة وذات حضور قبل أي شيء. كما تناولت انعكاسات الحرب التي عصفت بسوريا وما خلّفته من فقدان وألم، مؤكدة أنّ الخوف هو أكثر ما يثقل حياتها، وأنّ الصمت قد يكون أحيانًا وسيلة للحفاظ على السلام.
ولم تُخفِ واصف تأثّرها العميق بغياب ابنها عمّار عن سوريا لما يقارب عشرين عامًا قبل أن يعود أخيرًا، واصفة تلك اللحظة بأنها من أجمل لحظات حياتها. وقد جاء هذا التكريم فيما بدت الفنانة الثمانينية بصحة جيدة، بعد أن لاحقتها في مايو الماضي شائعات عن وفاتها، قبل أن تنفيها نقابة الفنانين السوريين رسميًا.
بهذا المشهد المعبّر، رسّخت منى واصف مكانتها كواحدة من أبرز وجوه الدراما السورية والعربية، وكفنانة استطاعت أن تجمع بين الإبداع الفني والرسالة الإنسانية في بلد أنهكته الحروب والتحولات العصيبة.
0 تعليقات