تشهد الناصرة ارتفاعا مستمرا في معدل جرائم القتل مع مرور السنوات، إذ تضاعف معدل الجرائم بنسبة 850% بيني عامي 2020 و2025، ما يمثّل التدهور والواقع المؤلم الذي طرأ على المدينة وشمل كافة مناحي الحياة فيها.
ووقعت خلال العام 2020 جريمة قتل مزدوجة، وفي العام 2021 وقعت 6 جرائم، أما في العام 2022 وقعت 8 جرائم بينها جريمتان مزدوجتان، وفي العام 2023 شهدت الناصرة أعلى عدد جرائم في المجتمع العربي بـ17 جريمة بينها جريمة مزدوجة، وفي العام 2024 وقعت 14 جريمة بينها جريمة خماسية وقتيلة شابة في العشرينيات من العمر، أما في العام الحالي 2025 ولغاية لحظة نشر هذا التقرير في "عرب 48"، فقد اقتُرفت 12 جريمة بينها جريمتان مزدوجتان وقتيل برصاص الشرطة الإسرائيلية.
ويعود هذا التدهور لعوامل عدة، داخلية وخارجية، أهمها الظرف العام الذي يمر به المجتمع العربي وارتفاع معدل الجرائم بأكثر من 200% بين الأعوام 2020 التي ارتُكبت خلالها 100 جريمة قتل وعام 2024 الذي شهد 221 جريمة قتل، والذي يعتبر نتاج سنوات من تساهل الشرطة مع السلاح المنتشر، وتقاعسها عن القيام بواجبها ومكافحة العنف، ثم تواطئها مع المنظمات الإجرامية.
نصار: انخفاض نسبة فكّ ألغاز جرائم القتل يشجع مخططي ومنفذي جرائم القتل على الاستمرار والتصعيد دون خوف ودون أي رادع
وفي هذا السياق، يقول المدير السابق للجنة مواجهة العنف والجريمة في اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية والمختص في علم الجريمة، محمود نصار إن "ما يجري في مدينة الناصرة من ارتفاع في عدد جرائم القتل وحوادث إطلاق النار يأتي في إطار السياق العام لمعضلة تفاقم العنف والجريمة في المجتمع العربي، أي أن هناك ارتفاع غير مسبوق في حصيلة جرائم القتل في السنتين الأخيرتين في مجتمعنا العربي، ومدينة الناصرة هي جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع الذي يعاني من نتائج وإسقاطات تفاقم الجريمة والعنف على جميع الأصعدة".
يكمل نصار أنه "نتج هذا الارتفاع عن التقصير والإهمال المستمر في إنفاذ القانون من قبل مؤسسات الدولة، وفي مقدمتها الشرطة، وأيضا انخفاض نسبة فكّ ألغاز جرائم القتل مما يشجع مخططي ومنفذي جرائم القتل على الاستمرار والتصعيد دون خوف ودون أي رادع، بالإضافة إلى انتشار ووفرة السلاح غير المرخّص، وتمدّد وتطور المنظمات الإجرامية في الناصرة والمجتمع العربي".
يتابع أنه "لا شك أن المتابع لحوادث العنف والجريمة يرى أن هناك ارتفاعا حادا في عدد جرائم القتل في مدينة الناصرة منذ العام 2023، وهذا الارتفاع استمر أيضا في سنة 2024، إذ أدرجت مدينة الناصرة ضمن قائمة البلدات العربية التي نفذت فيها أكثر من عشر جرائم قتل خلال العام الواحد، هذا الارتفاع في عدد جرائم القتل يمكن تفسيره ضمن السياق العام لارتفاع جرائم القتل، ولكن من الواضح أن هناك عدة عوامل بنيوية واجتماعية واقتصادية أثرت بشكل أكبر في الناصرة مما أدى لارتفاع حاد وملحوظ في جرائم القتل".
أما عن الوضع الداخلي في الناصرة، فقد أدت الأزمة التي تمر بها البلدية منذ سنوات والتي انتهت بحل البلدية، لتغلغل منظمات الإجرام في المدينة، الأمر الذي أحدث تأثيرا مباشرا على حركة الزوار والسياحة وتدهور الوضع الاقتصادي، ولاحقا إغلاق محال تجارية عدة أبوابها.
وفي هذا الصدد، يؤكد نصار أنه " لا شك أن الوضع المالي الصعب التي تعاني منه بلدية الناصرة في الفترة الأخيرة والوضع الاقتصادي العام في المدينة أدى إلى التراجع في تنفيذ برامج وقائية وتوعوية محلية وتقليص في الأطر الشبابية، وهذه الأنشطة كان من الممكن أن تؤثر على تقليص ظواهر العنف والجريمة في المدينة".
ويسهب المختص في علم الجريمة "نقطة أخرى ممكن أن تفسّر ارتفاع جرائم القتل في الناصرة، كونها مدينة كبيرة من ناحية عدد السكان، وهذا يتطلب قوة كبيرة من الشرطة للتعامل مع منفذي الجرائم، وكلنا يعلم أن عدد القوة الشرطية المخصصة لمدينة بحجم الناصرة هو عدد قليل جدا، ولذلك استطاعت منظمات الجريمة من العمل بشكل أسهل في المدينة خاصة أن منظمة إجرامية تعي جيدا أن عدد أفراد الشرطة والمحققين في جرائم القتل غير قادر فعليا عل مكافحة الجريمة بشكل ناجع في مدينة الناصرة".
بات ملاحظا في السنوات الأخيرة، حالة اللامبالاة التي يتعامل بها المواطن العربي مع ظاهرة الجريمة على الرغم من تصاعدها، وهذا خلافا للاهتمام الشعبي والإعلامي بموضوع الجريمة في أعوام مثل 2021 حتى 2023.
يفسّر نصار هذا الوضع قائلا إن "مشاهد القتل وإطلاق النار أصبحت مشاهد ومألوفة للأسف، وهذا أدى إلى عدم اهتمام من قبل الجمهور ومن قبل وسائل الإعلام على مختلف أنواعها، والأمر الآخر والأهم باعتقادي هو الوضع الأمني العام في البلاد في ظل الحرب المستمرة التي طغت على جدول أعمال وسائل الإعلام وحيّدت قضية تفاقم العنف والجريمة".
كما يلفت "إضافة إلى ذلك، يبدو أن عددا من وسائل الإعلام قد وصل حالة اليأس، لأنه أيقن أن تغطيته المستمرة في السنوات الأخيرة لم تجد نفعا ولم تؤثر على منسوب حوادث العنف والجريمة في المجتمع العربي، ولذلك تفضل وسائل الإعلام تغطية قضايا أخرى تهم المواطن العربي مثل قضايا تتعلق بإنجازات فردية ومجتمعية في مجال التعليم، والصحة، والرياضة، وغيرها".
قائمة بأسماء القتلى وأعمارهم وتواريخ جرائم القتل والأداة المستخدمة خلال أعوام 2020 - 2025:
2020
مزدوجة
نزار زطمة (38 عاما) من الناصرة
محمد جبارين (22 عاما) إطلاق نار 18.9 من أم الفحم
2021
أدهم بزيع (30 عاما) إطلاق نار 1.2
إياد سعيفان (41 عاما) إطلاق نار 5.5
خالد نخاش (19 عاما) إطلاق نار 3.7
محمود سلام (23 عاما) إطلاق نار 23.8
نعيم السوري (56 عاما) إطلاق نار 24.9
إيهاب سعدي (40 عاما) إطلاق نار 29.11
2022
مزدوجة
علي الفاخوري (19 عاما)
محمد الفاخوري (25 عاما) إطلاق نار 16.6 قرب بسمة طبعون
أحمد فاخوري (25 عاما) إطلاق نار 21.7 في الرينة
راجح عابد (48 عاما) إطلاق نار 25.7
رعد زعبي (33 عاما) إطلاق نار 14.12
مزدوجة
الطفل فارس فراس هيب (عامان)
فراس هيب (33 عاما) إطلاق نار 20.12
مهران أبو خيط (23 عاما) إطلاق نار 22.12 في حيفا
2023
أشرف مشعل (32 عاما) إطلاق نار 12.1
مزدوجة
علي سعدي (31 عاما) إطلاق نار 3.2
خالد سعدي (28 عاما) إطلاق نار 3.2
محمد أبو جبل (26 عاما) إطلاق نار 18.4
ساهر نتفة (25 عاما) إطلاق نار 3.5
أسامة مروات (26 عاما) إطلاق نار 12.5
أيمن زعبي (24 عاما) إطلاق نار 7.6
مروان كنج (25 عاما) إطلاق نار 17.6
عبد عبد الجواد (31 عاما) إطلاق نار 2.7
فاروق خميس (23 عاما) إطلاق نار 8.7
عبد القادر عوايسي (25 عاما) إطلاق نار 12.7
مهران عوايسي (38 عاما) إطلاق نار 18.7
محمد عامر (21 عاما) دهس متعمد 21.8 في الرينة
يزن سندياني (22 عاما) إطلاق نار 27.10
مؤنس مروات (29 عاما) إطلاق نار 28.11
عيسى نصرة (38 عاما) إطلاق نار 3.12
محمد عطالله (25 عاما) إطلاق نار 24.12
2024
خماسية
عبد ارشيد (55 عاما)
محمد محمود ارشيد (37 عاما)
خير ارشيد (48 عاما)
شريف ارشيد (44 عاما)
محمد إبراهيم ارشيد (72 عاما) إطلاق نار 9.4
وسيم رشرش (31 عاما) إطلاق نار 20.4
محمد أبو ربيع (54 عاما) إطلاق نار 5.5
أحمد نجار (21 عاما) إطلاق نار 7.6
ساهر عرار (23 عاما) إطلاق نار 4.7
رامي مرّة (31 عاما) إطلاق نار 5.7
طارق بشر (23 عاما) إطلاق نار 21.8
أصالة فاخوري (21 عاما) إطلاق نار 29.8
محمد عباس (28 عاما) إطلاق نار 18.9
أشرف راغب (34 عاما) إطلاق نار 14.10
2025
وسام يزبك (38 عاما) إطلاق نار 29.1
مزدوجة
وسيم مروات (38 عاما) إطلاق نار
عبد أبو أحمد (34 عاما) إطلاق نار 26.2
فرسان هيب (35 عاما) إطلاق نار 4.4 في الرينة
إلياس مطران (31 عاما) إطلاق نار 13.4
محمد عدنان موسى جبارين (25 عاما) إطلاق نار 17.4 من الخليل
عنان عطية (45 عاما) إطلاق نار وحرق 5.5
مزدوجة
طه عمر غزاوي (22 عاما)
عمر غزاوي (50 عاما) إطلاق نار 17.6
توفيق أبو لاشين (30 عاما) إطلاق نار 25.6
عاطف أبو جابر (71 عاما) إطلاق نار 9.7
إياد لوابنة (19 عاما) برصاص الشرطة 17.7.
0 تعليقات