إسرائيل تستعد لتوجيه ضربة لإيران وأمريكا تتأهب! هل وصلت لعبة حافة الهاوية إلى نهايتها؟
وسط تهديدات متبادلة، تتسارع الأحداث في الشرق الأوسط بشكل غير مسبوق بين إيران من جهة وإسرائيل والولايات المتحدة من جهة أخرى، حيث يقول مسؤولون أمريكيون وغربيون إن إسرائيل تستعد لشن هجوم وشيك على إيران، وسط عدم تحقيق أي تقدم في المفاوضات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني بين طهران وواشنطن.
ودفعت المخاوف بشأن ضربة إسرائيلية محتملة واحتمال الرد الإيراني، الولايات المتحدة يوم الأربعاء 11 يونيو/حزيران 2025 إلى سحب دبلوماسييها من العراق والسماح بالمغادرة الطوعية لأفراد عائلات العسكريين الأميركيين من دولة عدة بالشرق الأوسط، وإصدار تحذيرات لدبلوماسييها ورعاياها بالمنطقة بما في ذلك إسرائيل.
حتى اللحظة، ليس من الواضح مدى ونوع الهجوم الذي تُعدّه إسرائيل وإن كان بضوء أخضر أمريكي أو ربما مساعدة مباشرة من واشنطن، لكن التهديدات المتبادلة والتوترات المتصاعدة تأتي بعد أشهر من حثّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حليفه ترامب على "استغلال" ما تراه إسرائيل "لحظة ضعف إيران" وتوجيه ضربة قوية لمنشآتها النووية. حيث تعتقد إسرائيل أن لديها فرصة تاريخية للقضاء على البرنامج النووي لطهران، لكن المتشككين يتساءلون عما إذا كانت الغارات الجوية الإسرائيلية قادرة على تدمير المنشآت النووية المحصنة بعمق والمنتشرة في مختلف أنحاء إيران.
طبول الحرب تقرع.. ما الذي يحدث في الشرق الأوسط؟
- تعيش الولايات المتحدة تعيش حالة تأهب قصوى تحسباً لهجوم إسرائيلي محتمل على إيران كما تقول صحيفة "واشنطن بوست"، حيث وافقت وزارة الخارجية الأمريكية على إجلاء بعض الموظفين في العراق وأعطت وزارة الدفاع الضوء الأخضر لمغادرة أفراد عائلات العسكريين في مختلف أنحاء الشرق الأوسط.
- كما نصحت السفارة الأمريكية في بغداد مواطني الولايات المتحدة اليوم الخميس 12 يونيو/حزيران بعدم السفر إلى العراق بعد أن قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يجري نقل موظفين أمريكيين من الشرق الأوسط. وقال ترامب لصحيفة "نيويورك بوست": "أنا الآن أقل ثقة مما كنت عليه قبل شهرين في الوصول إلى اتفاق، لقد حدث لهم أمرٌ ما، لكنني أقل ثقةً بكثير في إمكانية التوصل إلى اتفاق". وعندما سُئل عن إيران في فعالية بواشنطن مساء الأربعاء، أقرّ ترامب بنقل مواطنين أمريكيين من الشرق الأوسط، قائلاً: "قد يكون مكاناً خطيراً… لقد أصدرنا إشعارًا بالمغادرة؛ سنرى ما سيحدث".
- وكان ترامب قد زعم رفضه ترامب خطة طرحتها إسرائيل قبل عدة أشهر لمهاجمة إيران، مُصرّاً على رغبته في فرصة للتفاوض على اتفاق مع طهران يُضعِف قدرتها على إنتاج المزيد من الوقود النووي لصنع قنبلة. وقبل أسبوعين، صرّح ترامب بأنه حذّر نتنياهو من شنّ ضربةٍ أثناء المفاوضات الأمريكية مع إيران.
- في الآونة الأخيرة، ازداد قلق مسؤولي الاستخبارات الأمريكية من احتمال اختيار إسرائيل ضرب المنشآت النووية الإيرانية دون موافقة الولايات المتحدة. ومن شبه المؤكد أن مثل هذه الخطوة ستُفسد المفاوضات النووية الحساسة التي تُجريها إدارة ترامب، وستدفع إيران إلى رد انتقامي باستهداف الأصول الأمريكية في المنطقة.
- وفي إشارات متصاعدة على قرع طبول الحرب، قال دبلوماسي كبير في المنطقة لـ"واشنطن بوست": "نحن نراقب الوضع بقلق، نعتقد أن الوضع أخطر من أي وقت مضى". وأصدرت وزارة الخارجية الأميركية أوامر إلى جميع السفارات الموجودة ضمن مسافة قريبة من الأصول الإيرانية ــ بما في ذلك البعثات في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية وشمال أفريقيا ــ بتشكيل لجان عمل طارئة وإرسال برقيات إلى واشنطن بشأن التدابير اللازمة للتخفيف من المخاطر.
- أدى هذا الإجراء إلى اتخاذ وزير الخارجية ماركو روبيو قرارا يوم الأربعاء بالسماح بمغادرة الموظفين غير الأساسيين في العراق. وقال مسؤول في وزارة الخارجية، لصحيفة واشنطن بوست: "نُقيّم باستمرار الوضعَ المناسب للموظفين في جميع سفاراتنا. واستنادًا إلى تحليلنا الأخير، قررنا تقليصَ حجم بعثتنا في العراق". وصباح يوم الخميس نصحت السفارة الأمريكية في بغداد مواطني الولايات المتحدة بعدم السفر إلى العراق حتى إشعار آخر.
- كما أعلنت السفارة الأمريكية في إسرائيل اليوم الخميس أن الولايات المتحدة فرضت قيوداً على حركة موظفي الحكومة وأفراد عائلاتهم خارج المدن الإسرائيلية الكبرى مثل تل أبيب الكبرى والقدس المحتلة وبئر السبع حتى إشعار آخر بسبب التوتر الإقليمي المتزايد.
- في الوقت نفسه، صرح مسؤول دفاعي بأن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث سمح "بالمغادرة الطوعية" لأفراد عائلات العسكريين من المنشآت في مختلف أنحاء الشرق الأوسط. وأضاف المسؤول أن القيادة المركزية الأميركية، المقر العسكري المشرف على المنطقة، تعمل بالتنسيق الوثيق مع نظرائها في وزارة الخارجية والحلفاء للحفاظ على حالة استعداد دائمة لدعم العديد من المهام في أي وقت.
- لكن التكهنات لا تقف عند ضربة من جهة إسرائيل فقط، حيث أثارت شهادة أدلى بها الجنرال الأمريكي مايكل كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية، أمام لجنة في مجلس النواب الأمريكي، غضباً إيرانياً كبيراً يوم الثلاثاء، إذ قال كوريلا إنه عرض على ترامب ووزير دفاعه هيغسيث "مجموعة واسعة من الخيارات لشن ضربة محتملة على إيران". وكان من المقرر أن يدلي الجنرال كوريلا بشهادته مجدداً يوم الخميس أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، لكن شهادته أُجِّلت دون إبداء أي توضيح.
كيف ردت إيران على هذه التحركات والتهديدات؟
- تأخذ إيران جميع التهديدات والتحركات الأمريكية والإسرائيلية على محمل الجد، حيث قال مسؤول إيراني كبير لصحيفة "نيويورك تايمز" إن مسؤولين عسكريين وحكوميين إيرانيين اجتمعوا بالفعل لبحث ردهم على ضربة إسرائيلية محتملة. وقال المسؤول إن طهران وضعت خطة رد تتضمن هجوماً مضاداً فورياً على إسرائيل بمئات الصواريخ الباليستية.
- تقول طهران منذ فترة طويلة إن الولايات المتحدة، باعتبارها أكبر داعم عسكري وسياسي لإسرائيل، سوف تعاني من العواقب في حال شن إسرائيل هجوما على إيران. ودقّ وزير الدفاع الإيراني، الجنرال عزيز نصير زاده، ناقوس الخطر يوم الأربعاء محذراً من أنه في حال نشوب صراع عقب فشل المحادثات النووية، "ستتكبد الولايات المتحدة خسائر فادحة". وصرح للصحفيين: "ستضطر أمريكا إلى مغادرة المنطقة لأن جميع قواعدها العسكرية في متناول أيدينا، وسنستهدفها في الدول المضيفة دون أي اعتبار".
- وأعلنت طهران الإثنين 10 يونيو/حزيران، امتلاكها معلومات استخبارية مفصلة حول منشآت إسرائيل النووية، مؤكدة استعدادها لتنفيذ ضربات دقيقة ومماثلة في حال تعرضت لهجوم إسرائيلي. وقال المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني إن هذا الرد قد يشمل منشآت نووية سرية أو بنى تحتية عسكرية واقتصادية إسرائيلية، بشكل يتناسب مع طبيعة الاعتداء.
- كما هدد قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي الخميس 12 يونيو/حزيران بالرد على أي هجمات على بلاده، وصرح لوسائل إعلام إيرانية بالقول: "إذا ارتكب الصهاينة أي أخطاء فسنجعلهم عبرة للتاريخ.. طورنا قدراتنا العسكرية الشهور الماضية بمستوى يذهل الجميع، وردنا سيكون أقوى من عملية "الوعد الصادق"، وسيكون أشد قوة وتدميرًا
- وأضاف سلامي: "نقول لأمريكا وإسرائيل إن مزاعم ضعف إيران والمقاومة في المنطقة مجرد أحلام، وإن المقاومة في المنطقة ستزداد قوة كلما حوربت… نحن لسنا دعاة حرب ولكننا سنواصل دعم المقاومة، ونحن صامدون في التفاوض، وإذا كان الطرف المقابل يقدم طرحًا منطقيًا فنحن مستعدون للاتفاق".
- سبق هذه التهديدات، تصريحات للمرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية آية الله علي خامنئي يوم الأربعاء 4 يونيو/حزيران 2025 قال فيها إن الولايات المتحدة لا يمكن أن يكون لها رأي في تخصيب اليورانيوم الخاص بإيران. ورأى خامنئي أن المقترح الأمريكي للتوصل إلى اتفاق مع طهران بشأن ملفها النووي يتعارض والمصالح الوطنية الإيرانية. مشيراً إلى أن المقترح الذي طرحه الأمريكيون يتعارض 100 % مع شعارنا 'نحن قادرون'" مشدداً على أن إيران لا تنتظر "الضوء الأخضر" الأمريكي لاتخاذ قراراتها.
- في السياق، قال مسؤول إيراني كبير لوكالة رويترز صباح الخميس 12 يونيو/حزيران، إن دولة "صديقة" في المنطقة حذرت طهران من هجوم إسرائيلي محتمل. وأضاف أن طهران لن تتخلى عن حقها في تخصيب اليورانيوم رغم تصاعد التوتر الإقليمي. ورداً على التحركات الأخيرة، قال المسؤول الإيراني إن التوتر الإقليمي المتصاعد "حرب نفسية" تهدف إلى "التأثير على طهران لتغيير موقفها بشأن حقوقها النووية" خلال المحادثات المقررة مع الولايات المتحدة يوم الأحد في عُمان.
- وأكدت سلطنة عمان، أنها ستستضيف الأحد 15 يونيو/ حزيران الجاري الجولة السادسة من محادثات واشنطن وطهران بشأن برنامج إيران النووي. وقال وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي عبر منصة إكس: "يسعدني أن أؤكد أن جولة المحادثات الإيرانية الأمريكية ستعقد الأحد المقبل في مسقط"، دون تفاصيل أخرى. لكن مصادر أمريكية مطلعة أفادت لصحيفة "واشنطن بوست" يوم الأربعاء بإمكانية عدم انعقاد هذه المحادثات. ومراراً هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بضرب إيران إذا فشلت المحادثات المتعثرة بشأن برنامجها النووي.
- وحثت البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة واشنطن على إعطاء الأولوية للحل التفاوضي، وقالت إن "الدبلوماسية – وليس العسكرة – هي الطريق الوحيد للمضي قدماً". وأضافت البعثة على مواقع التواصل الاجتماعي: "إيران لا تسعى لامتلاك سلاح نووي، والعسكرة الأمريكية لا تؤدي إلا إلى تأجيج عدم الاستقرار". وأضافت: "إن إرث القيادة المركزية الأمريكية في تأجيج عدم الاستقرار الإقليمي، من خلال تسليح المعتدين وتمكين الجرائم الإسرائيلية، يجردها من أي مصداقية للحديث عن السلام أو منع الانتشار".
- وتسعى إيران إلى رفع العقوبات الدولية المفروضة عليها، مقابل الحد من بعض أنشطتها النووية، بما لا يمس حقها في الاستخدام السلمي للطاقة الذرية. وتعد إسرائيل الدولة الوحيد في المنطقة التي تمتلك ترسانة نووية، وهي غير خاضعة لرقابة دولية ولم تعلن عنها رسميا.
توقيت حساس.. قرار تاريخي من الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول المشروع النووي الإيراني
- على وقع التوتر المتصاعد أيضاً، أعلن مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الخميس "انتهاك إيران لالتزاماتها في مجال منع انتشار الأسلحة النووية"، وذلك للمرة الأولى منذ ما يقرب من 20 عاماً. وهذه الخطوة الكبرى ذروة مواجهات متفاقمة بين الوكالة التابعة للأمم المتحدة وإيران، والتي بدأت منذ انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي بين طهران والقوى الكبرى عام 2018 خلال فترة رئاسته الأولى، وتداعى الاتفاق بعد انسحاب الولايات المتحدة.
- وجاء في نص القرار الذي اطلعت عليه رويترز أن إيران خالفت إلتزاماتها السابقة، وأضاف النص "(المجلس) خلص إلى أن إخفاقات إيران العديدة منذ عام 2019 في الوفاء بالتزاماتها بالتعاون الكامل وفي الوقت المناسب مع الوكالة في ما يتعلق بالمواد والأنشطة النووية غير المعلنة في مواقع متعددة غير معلنة في إيران… يشكل عدم امتثال لالتزاماتها بموجب اتفاق الضمانات مع الوكالة".
- وسبق القرار تصريحات للمدير العام للوكالة رافائيل جروسي قال فيها إن إيران زادت بشكل كبير من كمية المواد التي تقترب من درجة صنع الأسلحة والتي تمتلكها. فيما علقت إسرائيل بالقول إن "إيران تراكم بسرعة اليورانيوم المخصب بدرجة عالية مما يثبت أن طبيعة برنامجها ليست سلمية"، وقالت الخارجية الإسرائيلية إن "هذه الأفعال تقوض نظام عدم انتشار الأسلحة النووية وتهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي".
- وبموجب الاتفاق النووي الذي تم توقيعه عام 2015 مع إدارة أوباما وقوى عالمية أخرى، وافقت إيران على الحد من تخصيب اليورانيوم إلى مستوى منخفض للأغراض الطبية والطاقة والبحثية مقابل رفع العقوبات الاقتصادية القاسية. لكن بعد انسحاب ترامب من الاتفاق عام 2018 خلال ولايته الأولى وإعادة فرض العقوبات الأمريكية، بدأت طهران بإنتاج وتخزين اليورانيوم عالي التخصيب.
- وأفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران تمتلك الآن مخزونًا من الوقود يبلغ 900 رطل، وهو على بُعد خطوة واحدة فقط مما يمكن استخدامه في صنع سلاح نووي. وخلصت الوكالة أيضًا إلى أن إيران نفذت أنشطة سرية ذات صلة بالمجال النووي منذ أكثر من عقدين من الزمن باستخدام مواد نووية غير معلنة في ثلاثة مواقع داخل البلاد.
- وفي منشور منفصل يوم الأربعاء، قال عراقجي إنه "بدلاً من إظهار الندم أو الرغبة في تسهيل الدبلوماسية، فإن الأوروبيين يشجعون المواجهة من خلال المطالبة السخيفة بمعاقبة إيران على ممارسة حقها بموجب الاتفاق في الرد على عدم الأداء من قبل نظرائها". وأضاف عراقجي أنه "إذا مضت لجنة حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية قدمًا في خططها للتصويت على قرار ضد إيران في ختام اجتماعها الذي استمر أسبوعًا يوم الجمعة، فإن إيران سترد بقوة، وسيقع اللوم بالكامل على الجهات الخبيثة التي تُقوّض مكانتها".
- وبالفعل، ردت إيران فوراً على قرار وكالة الطاقة بالإعلان عن تشغيل مركز جديد لتخصيب اليورانيوم، وكذلك استبدال أجهزة الطرد من الجيل الأول بموقع فوردو بأجهزة من الجيل السادس. وقال المتحدث باسم هيئة الطاقة الذرية الإيرانية إن تخصيب اليورانيوم في إيران سيزداد بشكل ملحوظ من الآن فصاعداً.
- وأدانت كل من الخارجية الإيرانية وهيئة الطاقة الذرية الإيرانية في بيان قرار وكالة الطاقة الدولية، وقالت إن القرار سياسي ويكشف طبيعة الوكالة. وأضافت الخارجية الإيرانية: "حذرنا الدول الغربية بأن النهج الذي تتبعه لن يؤدي إلى تحقيق أي نتيجة". وأكدت الخارجية: "سنتخذ إجراءات للرد على القرار حفاظا على مصالحنا وللاستفادة من الطاقة النووية السلمية".
هل إسرائيل قادرة وحدها على تدمير المنشآت النووية الإيرانية؟
- يُحذّر محللون من أن إيران تُعيد بناء دفاعاتها بشكل متسارع بعد الضربات التي وجهتها إسرائيل لها العام الماضي رداً على الهجوم الذي شنته إيران بالصواريخ الباليستية على مواقع إسرائيلية في أكتوبر الماضي، مما يزيد من خطورة أي عمل إسرائيلي جديد ضد البرنامج النووي الإيراني أسبوعًا بعد آخر. كما أنه من غير الواضح ما إذا كانت إسرائيل قادرة على إلحاق ضرر بالغ بالبرنامج النووي الإيراني دون مساعدة عسكرية أمريكية.
- وأشار تقرير سابق نشرته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، في 4 أكتوبر/تشرين الأول 2024، إلى أنه بدون دعم الولايات المتحدة، فإن أي ضربة جوية إسرائيلية منفردة على المنشآت النووية الإيرانية ستكون محفوفة بالمخاطر، وفي أفضل الأحوال لن تؤدي إلا إلى تأخير برنامجها بدلاً من تدميره، وهو ما أكده محللون عسكريون.
- تبعد إسرائيل عن القواعد النووية الرئيسية الإيرانية أكثر من 1600 كيلومتر، وللوصول إليها، يتعين على الطائرات الإسرائيلية عبور المجال الجوي السيادي للسعودية والأردن والعراق وسوريا وربما تركيا. ووفقاً لتقرير صادر عن دائرة أبحاث الكونغرس، فإن الطيران إلى الأهداف والعودة من شأنه أن يستنزف كل قدرة إسرائيل على التزود بالوقود جوًّا ولا يترك مجالاً للخطأ. فيما تخضع المواقع النووية الرئيسية في البلاد لحراسة مشددة، وسوف تحتاج القاذفات الإسرائيلية إلى الحماية بواسطة طائرات مقاتلة.
- ووفقاً للتقرير فإن هذا يتطلب حزمة من الضربات التي يتطلب القيام بها نحو 100 طائرة، وهو ما يعادل ثُلث الطائرات القادرة على القيام بعمليات قتالية، والتي تمتلكها القوات الجوية الإسرائيلية والتي يبلغ عددها 340 طائرة.
- بينما تمتلك إسرائيل قنابل خارقة للتحصينات، مثل قنابل جي بي يو 31 التي يبلغ وزنها 2000 رطل، والتي ألقتها القوات الجوية الإسرائيلية العام الماضي على أربعة مبانٍ في بيروت لقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله، إلا أن التقارير الإسرائيلية أشارت إلى أن 80 قنبلة استخدمت في تلك الضربة، ومن غير المرجح أن يؤدي وابل مماثل الحجم إلى تدمير المنشآت النووية الإيرانية الأكثر حماية.
- ويقول محللون إن هناك سلاحاً تقليدياً واحداً فقط قادر على القيام بهذه المهمة وهو القنبلة العملاقة الموجهة بدقة جي بي يو 57. ويبلغ طول هذه القنبلة العملاقة الموجهة بدقة وتزن 30 ألف رطل، ويمكنها أن تخترق 60 متراً من الأرض قبل أن تنفجر، وفقاً للجيش الأمريكي.
- من غير الواضح ما إذا كانت إسرائيل تمتلك مثل هذه القدرات. وقد اقترح بعض صنَّاع السياسات الأمريكيين السابقين مرارًا وتكرارًا أن واشنطن لابد أن تزودها بهذه القنابل. ولكن يقول إيهود إيلام، الباحث السابق في وزارة الدفاع الإسرائيلية، إنه حتى لو تمكنت إسرائيل من الحصول على القنبلة الخارقة للدروع، فإن "طائراتها المقاتلة من طراز إف-15 وإف-16 وإف-35 لن تتمكن من حملها".
- وعلاوةً على ذلك، قال إيلام إنه "لا توجد فرصة" لأن تتمكن إسرائيل من شراء قاذفة أمريكية استراتيجية، مثل B-2 سبيريت، اللازمة لإسقاط مثل هذه القنبلة. ولكن حتى القنبلة GBU-57 قد لا تكون كافية لتدمير المنشآت النووية. فقد أشارت دراسة أجراها مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، وهو مؤسسة بحثية أمريكية، في عام 2010 إلى أن بعض الخبراء يعتقدون أن الأسلحة النووية هي "الأسلحة الوحيدة القادرة على تدمير الأهداف في أعماق الأرض أو في الأنفاق".
- ومن الناحية النظرية، يمكن لإسرائيل بدلاً من ذلك استخدام واحدة من طائرات النقل C-130J هيركوليز لإسقاط قنبلة خارقة للدروع من أبواب الشحن، وهي عملية معقدة تعرف باسم "إسقاط المنحدَر". ولكن القنبلة الخارقة للدروع ليست مُصمَّمة لهذا النوع من الإسقاط.
- في نهاية المطاف، فإن حجم القوة المطلوبة لإلحاق أضرار جسيمة بالمنشآت الرئيسية في إيران "سيتطلب دعماً أمريكياً واسع النطاق، إن لم يكن مشاركة مباشرة"، حسبما ذكر المحللان يول داريا دولزيكوفا وماتيو سافيل من معهد رويال يونايتد للخدمات في ورقة بحثية حديثة. اللذان أكدا أن "حتى هذا لن يضمن التدمير الكامل".
0 تعليقات