استشهد 57 شخصا وأصيب 363 آخرون من طالبي المساعدات في غزة بنيران الجيش الإسرائيلي منذ صباح الأربعاء، لترتفع حصيلة ضحايا شهداء لقمة العيش ممن وصلوا المستشفيات من المناطق المخصصة لتوزيع المساعدات إلى 224 شهيدا وأكثر من 1858 إصابة؛ حسبما أحصت وزارة الصحة في القطاع.
وارتفعت حصيلة ضحايا حرب الإبادة المتواصلة على غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إلى 55,104 شهداء و127,394 إصابة، وذلك بعد استشهاد 123 شخصا وإصابة 474 آخرين خلال الـ24 ساعة الماضية.
وتواصل إسرائيل عدوانها الشامل على قطاع غزة في يومه الـ86 من استئناف العمليات العسكرية، حيث يشن الجيش الإسرائيلي غارات جوية وقصفا عنيفا على مناطق متفرقة من القطاع، بالتزامن مع فرض حصار مشدد، تسبب في أزمة إنسانية خانقة وحالة تجويع غير مسبوقة، طالت مئات الآلاف من السكان، وخاصة النازحين.
وفي تقرير صادر عن خبراء تابعين للأمم المتحدة، اتُّهمت إسرائيل بارتكاب جريمة ضد الإنسانية تنطوي على "إبادة"، نتيجة استهدافها المدنيين الذين لجأوا إلى المدارس والمواقع الدينية، ضمن "حملة منظمة لمحو الحياة الفلسطينية"، حسب ما نقلته وكالة "رويترز".
وأشارت اللجنة الأممية إلى أن إسرائيل دمرت أكثر من 90% من مباني المدارس والجامعات، وأكثر من نصف المواقع الدينية والثقافية في غزة، مؤكدة ارتكاب قوات الجيش الإسرائيلي لجرائم حرب تمثّلت في الهجمات المتعمدة على المدنيين، والمرافق التعليمية، والقتل العمد.
في ظل هذا المشهد الدامي، يستمر القصف الإسرائيلي بلا هوادة، تاركا خلفه ضحايا من المدنيين في كل مكان من القطاع، وسط تدهور متسارع في الأوضاع الإنسانية، وغياب لأي أفق لوقف العدوان أو تخفيف معاناة السكان.
زامير من غزة: المعركة لم تنتهِ وسننتقل إلى أنماط قتال جديدة
قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، اليوم الأربعاء، إن الجيش سيُدخل "أنماط قتال جديدة" في المرحلة المقبلة من الحرب في قطاع غزة، وذلك بهدف "تحقيق الأهداف وتقليص العبء عن الجنود"، في تصريحات تأتي في ظل الأزمة الداخلية في الحكومة الإسرائيلية حول تجنيد الحريديين.
وشدد زامير على أن "دولة إسرائيل لا يمكنها الاعتماد على حد أدنى من القوى النظامية، بل تحتاج إلى هامش أمان واسع"، مضيفًا أن "توسيع القوات النظامية والاحتياطية سيخفف من الضغط الكبير الواقع على جنود الاحتياط".
وأضاف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي خلال جولة ميدانية أجراها في شمالي قطاع غزة، برفقة قائد المنطقة الجنوبية، وقادة فرق وألوية، "أقريت هذا الأسبوع خطة شاملة لبناء القوة وتنظيم الجيش، تشمل إنشاء فرقة إضافية، ولواء مدرعات، ولواء مشاة، وتشكيلات أخرى".
وتحدث زامير عن ضرورة "التعلم والتطور بناء على الحاجة العملياتية"، كما صادق على خطط عملياتية جديدة لاستمرار الحرب، مشددًا على أن "المعركة لم تنتهِ بعد، وعلينا مواصلة العمل من أجل استعادة جميع المخطوفين وحسم المعركة ضد العدو".
وقال زامير "نعمل على تقصير أمد المعركة، وسننتقل إلى أنماط قتال جديدة تتيح لنا تحقيق أهدافنا وتقليل العبء الملقى على كاهل الجنود". وأضاف "هذا الأسبوع نفذنا عمليات في بيروت، وقصفنا في الضاحية، وهاجمت قوات البحرية في اليمن، وأيضًا في مواقع أخرى، لكن غزة تبقى الساحة المركزية. لا يمكن السماح ببقاء تهديد حماس خلف السياج".
وتابع "علينا مواصلة العمل لحسم المعركة ضد حماس، وتدمير البنية التحتية الإرهابية وقادتها"، على حد تعبيره، ولفت إلى أن الجيش يقوم بـ"تعديلات تنظيمية وتشكيلات جديدة لتلبية متطلبات المعركة وتحديات المستقبل".
وأضاف "استعدنا جثامين ثلاثة من المخطوفين الأسبوع الماضي، وعلينا واجب استعادة جميع المخطوفين، سواء عبر الوسائل العملياتية أو من خلال تهيئة ظروف تفاوض مناسبة". وأردف أن جنود الاحتياط "يُلبّون النداء مرة تلو الأخرى بدافع الوعي لحجم المرحلة، وهم يعكسون تماسك المجتمع الإسرائيلي".
0 تعليقات