مجزرة المساعدات في رفح: 35 شهيدا و150 جريحا برصاص الجيش الإسرائيلي




 ارتكب الجيش الإسرائيلي صباح اليوم الأحد، مجزرة جديدة في قطاع غزة، حيث أفاد الدفاع المدني باستشهاد 35 فلسطينيا وإصابة 150 آخرين، جراء إطلاق نار مباشر على شبان تجمعوا قرب موقع لتوزيع مساعدات أميركية غرب مدينة رفح، جنوبي القطاع.

من جانبه، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن حصيلة المجزرة بلغت 26 شهيدا وأكثر من 115 جريحا حتى الآن، في الموقع ذاته الذي يستخدم لتوزيع مساعدات إنسانية بدعم أميركي وإسرائيلي.

وفي بيان رسمي، وصف المكتب الإعلامي ما جرى بأنه "جريمة جديدة" تضاف إلى سلسلة المجازر الإسرائيلية المرتكبة بحق المدنيين العزل، مؤكدا أن الاستهداف المباشر للمدنيين المحتشدين عند نقاط توزيع المساعدات الإنسانية يعد دليلا واضحا على مضي إسرائيل في تنفيذ خطة ممنهجة للإبادة الجماعية عبر سلاح التجويع.

وأشار البيان إلى أن عدد الضحايا في مواقع توزيع المساعدات ارتفع خلال أقل من أسبوع إلى 39 شهيدًا وأكثر من 220 مصابًا، ما يكشف عن فشل المنظومة الدولية في حماية المدنيين وتوفير الحد الأدنى من المساعدات الإنسانية بشكل آمن.

ووفق شهود عيان، أطلقت القوات الإسرائيلية النار بشكل مباشر على المدنيين أثناء محاولتهم الوصول إلى نقطة توزيع تابعة لشركة أميركية في منطقة المواصي، ما أسفر عن سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا.

حماس: مجزرة رفح تكشف فاشية الاحتلال وندعو لتحقيق دولي وتحرك عربي عاجل

أكدت حركة حماس، في تصريح صحفي، أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجزرة مروعة، عقب استهدافه لآلاف المواطنين الذين توافدوا إلى مراكز توزيع المساعدات الإنسانية غرب مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.

وأوضحت الحركة أن هذه المجزرة أسفرت عن استشهاد أكثر من 35 مواطنا، وإصابة ما يزيد عن 150 آخرين، مشددة على أن ما جرى يعكس الطبيعة الفاشية للاحتلال الإسرائيلي، ويؤكد أن آلية توزيع المساعدات باتت وسيلة إجرامية إضافية ضمن حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في القطاع.

ودعت حماس الدول العربية والإسلامية إلى تحرك عاجل من أجل إغاثة سكان قطاع غزة، ووقف العدوان المتواصل، وفرض كسر الحصار، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون شروط أو قيود.

كما طالبت الحركة الأمم المتحدة بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة، تدخل قطاع غزة فوراً للتحقيق في هذه الجرائم الممنهجة بحق المدنيين، والعمل على محاسبة مرتكبيها كمجرمي حرب.

أطباء بلا حدود: إسرائيل تستخدم المساعدات أداة للتهجير القسري ضمن إستراتيجية تطهير عرقي

أكدت منظمة "أطباء بلا حدود" أن بداية توزيع المساعدات الغذائية في قطاع غزة كانت كارثية، مشيرة إلى أن ما جرى يُظهر فشل الخطة الأميركية الإسرائيلية ويُبرهن أنها غير مجدية.

وأوضحت المنظمة في بيان لها أن إسرائيل تستخدم المساعدات الإنسانية كأداة لتهجير السكان قسراً، في سياق ما وصفته بـ"استراتيجية تطهير عرقي واضحة".

جاء هذا التصريح في أعقاب المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال صباح اليوم الأحد، أثناء تجمع آلاف المواطنين في منطقة مواصي رفح جنوب القطاع لتسلُّم مساعدات غذائية، والتي أسفرت عن استشهاد ما لا يقل عن 30 مدنيا وإصابة أكثر من 150 آخرين، في مشهد دموي جديد يعكس عمق الكارثة الإنسانية في غزة.

ويأتي ذلك في ظل سياسة تجويع ممنهجة تمارسها إسرائيل، بحسب الأمم المتحدة، بهدف التمهيد لتهجير قسري لسكان القطاع.

فقد أغلقت إسرائيل المعابر منذ أكثر من 90 يوما، مانعة دخول المساعدات الإنسانية، وعلى رأسها المواد الغذائية، ما دفع 2.4 مليون فلسطيني نحو المجاعة، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

ومنذ 27 أيار/مايو، بدأت إسرائيل تنفيذ خطة توزيع مساعدات خارج إطار الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، عبر ما يعرف بـ"مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية" المدعومة إسرائيليا وأميركيا، والتي لا تحظى بأي اعتراف أممي.

ويجري توزيع هذه المساعدات في مناطق تسمى "عازلة" جنوب القطاع، إلا أن العملية تواجه فشلا متزايدا، إذ تتوقف مرارا بسبب تدافع الجوعى، ما يدفع القوات الإسرائيلية لإطلاق النار عليهم، متسببة بوقوع قتلى وجرحى.

كما توصف الكميات الموزعة بأنها ضئيلة ولا تفي بالحد الأدنى لاحتياجات مئات الآلاف من السكان الذين يعيشون أوضاعًا إنسانية كارثية.

يذكر أن إسرائيل، ومنذ بدء عدوانها في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ترتكب، بدعم أميركي غير مشروط، مجازر يومية وجرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، أسفرت عن أكثر من 178 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين الذين باتوا بلا مأوى أو مصدر للغذاء.

إرسال تعليق

0 تعليقات

تعريف الارتباط

نستخدم ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة.