ضبابية إسرائيلية بشأن إمكانية التوصّل إلى اتفاق مع حماس قريباً




 يحافظ المستوى السياسي الإسرائيلي على حالة من الغموض بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس في الأيام المقبلة، يفضي إلى وقف لإطلاق النار في غزة وتبادل للأسرى، وذلك بعد نحو يومين من تصريحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، التي أعرب فيها عن أمله في إمكانية الإعلان عن بُشرى في ما يتعلق بالمحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، "إذا لم يكن اليوم، فغداً"، قبل أن يتراجع ويوضّح لاحقاً أنه لم يقصد الكلام حرفياً، وإنما في الفترة القريبة. واعتبرت عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة تصريحات نتنياهو تلاعباً بمشاعرها، فيما تواصل، اليوم الأربعاء، نشاطاتها الاحتجاجية ومطالباتها بإعادة المحتجزين.

ونقلت صحيفة هآرتس العبرية، مساء أمس الثلاثاء، عن مصدر سياسي إسرائيلي لم تسمّه، أن "المحادثات مستمرة طوال الوقت"، بينما طلب مصدر آخر خفض التوقعات. وقال المصدر الثاني إنّ "المسؤولية عن القدرة على التقدّم الآن (في المفاوضات) تقع على عاتق حماس... ويجب عليها قبول المقترح الذي نقلته إليها إسرائيل، هذا هو الأساس، وبمجرد حدوث ذلك، سيكون من الممكن صياغة مقترح".

في غضون ذلك، أشارت الصحيفة إلى أنّ الإدارة الأميركية تواصل إجراء محادثات عبر قنوات غير رسمية، وتمارس ضغوطاً في محاولة لدفع الأطراف لقبول صيغة مشتركة، لافتة إلى أنّ الخلاف الأساسي بين إسرائيل و"حماس" لا يزال على حاله، والمتمثل بطلب "حماس" الحصول على ضمانات بأن إسرائيل ستلتزم بإنهاء الحرب في إطار الصفقة. ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمّها أنّ الإدارة الأميركية تقوم بدراسة صيغ لضمانات كهذه بحيث تكون مقبولة لدى الطرف الإسرائيلي و"حماس". في المقابل، توضح إسرائيل بالعلن أن الصيغة الوحيدة التي تبدي استعداداً لمناقشتها هي النسخة المحدّثة من مقترح المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، والتي نُقلت قبل حوالي أسبوع، وتنص على إطلاق سراح عشرة محتجزين في اليوم الأول، وإعلان 60 يوماً من وقف إطلاق النار، دون التزام إسرائيلي بإنهاء الحرب.

في سياق متصل، تواصل عائلات المحتجزين الإسرائيليين احتجاجاتها، مطالبة حكومة الاحتلال بإعادة أبنائها وإنهاء الحرب. وتظاهر عدد من أفرادها، اليوم الأربعاء، إلى جانب عدد من النشطاء مع دخول حرب الإبادة الاسرائيلية على قطاع غزة يومها الـ600، وأغلقوا شارعاً رئيسياً في منطقة تل أبيب، مطالبين بإطلاق سراح جميع المحتجزين "دون انتقائية مقابل إنهاء الحرب".

وكتبت العائلات على طريق أيالون المركزي عبارة "المختطفون إلى الديار والحكومة إلى البيت"، في مطالبة صريحة بحلّها، كما عمد أفرادها إلى تلوين جسر في المكان باللون الأحمر، تعبيراً عن "دم المختطفين والمختطفات الذي يُسفك يومياً بينما يتم احتجازهم في الأسر". وأفادت العائلات في بيان: "600 يوم بدون أحبائنا، 600 يوم وهم في أسر حماس، بينما تتخلى حكومة (سفك) الدماء في إسرائيل عنهم للحفاظ على استقرار الائتلاف (الحكومي). أصبحت عائلاتنا ضحية للسياسة الرخيصة بيد رئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو)، بدلاً من إنهاء الحرب وإعادة الجميع، اختار (إيتمار) بن غفير و(بتسلئيل) سموتريتش، اللذين يسعيان إلى احتلال قطاع غزة على حساب المختطفين والمختطفات".

إرسال تعليق

0 تعليقات

تعريف الارتباط

نستخدم ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة.