روَت المربيه سوسن مصاروه من مدينة الطيبه ما تعرضت له من معامله مهينه وعنصريه عند زيارتها لمتحف في مدينة تل أبيب، حيث تحوّلت زيارتها الثقافيه إلى استجواب أمني مهين داخل قاعده عسكريه (هكرياه).
وجاء في شهادتها: “وصلت لمشاهدة الفن،فإذا بي أتلقى تذكيراً لاذعاً في أي دولة أعيش.
أوقفت سيارتي مقابل متحف تل أبيب،وجلست فيها لبضع دقائق قبل الدخول إلى المعرض.
فجأه،اقترب مني جنديان،من كل جانب،وطلبا بطاقة هويتي،وبدآ بطرح الأسئلة:
– ماذا تفعلين هنا؟
– من أين أتيتِ؟
– ما الذي تبحثين عنه في المتحف؟
وأسئله كثيره أخرى لن أذكرها جميعاً.
أجبت وتعاونت بكل وضوح.
أخبرتهم أي معرض أتيتُ لزيارته،وذكرت اسم الفنانه،وقدّمت الدعوة.
لكن ذلك لم يكن كافياً. تغيرت نبرة الحديث،وتحولت الأسئله إلى شك،وأصبح التفتيش تحقيقاً.
فتحوا السياره وأخرجوا كل شيء منها،الحقائب والأغراض الشخصية،وكأنني خطر.
بدأت أوثّق ما يحدث،ثم بدأ التصعيد:
– أغلقوا الممر الملاصق لسيارتي
– استدعوا الشرطه
– حضر ضباط أمن من القاعدة العسكرية بزيّ رسمي ووجوه جامده
أُبلغت بأنني “محتجزه لإجراء فحص أمني شامل" وتم نقلي إلى داخل القاعده العسكريه.
هناك،خضعت لتفتيش جسدي،نعم – تفتيش جسدي.
مهين،بارد،ونافذ.
مررت في حياتي بالكثير من الفحوصات الأمنية، لكن ألمًا كهذا،وتجربه كهذه،لم أعشها من قبل.
ليس لأنني خالفتُ القانون.
ليس لأنني ارتكبتُ شيئًا.
بل فقط لأن مظهري معيّن، ولأنني وقفتُ بالخطأ في الشارع الخطأ.
في هذا الواقع،كل ما يلزم لتحويلك من “مواطنة” إلى “مشتبه بها” هو أن تتنفسي في المكان الخطأ، في الوقت الخطأ،بهويخ خاطئه.
يحدث هذا دون إنذار، دون تفسير،ودون حمايه.
بعد ساعه وأربعين دقيقه،أُطلق سراحي،بلا تفسير،بلا اعتذار،فقط ثلاث كلمات: “بإمكانك الذهاب”
دخلتُ المعرض بجسدٍ مرتجف وقلبٍ منقبض.
شاهدت الأعمال الفنيه لكن القلب لم يعد متاحاً للإلهام.
لم يكن منشغلاً إلا بشيء واحد:
إدراك كم هو سهل أن تفقد صفتك كمواطنه.
كم هو سريع أن يُسلب منك إنسانيتك.
كم يمكن أن يتحوّل الجمال والثقافه إلى طوق أمني مغلق حولك.
ليس بسبب ما فعلتِ،بل بسبب شكلك،وصوتك،والطريقه التي يُنظر بها إليك.
إلى كل من يعظني عن “قوات الأمن” و”أهمية النظام”،
حتى تقفوا في موقفي،حتى تشعروا بالعيون التي تخترقكم،بالجسد الذي يُفتَّش،وبالروح التي تنكمش،لن تعرفوا ما معنى أن تكونوا “مشتبهين” فقط لأنكم موجودون.
وأتمنى من أعماق قلبي،أن يمر كل من يعظ من بعيد، بما مررتُ به بالضبط،
ربما حينها فقط يبدأ بالفهم.
وإلى من يتحدثون عن “التخلي” أنتم لا تعرفون ما هو التخلي،حتى تشعروا كيف يكون التخلي عن إنسانيتكم عندما تُتركون وحدكم أمام وجوه جامده وأسلحه موجهه.
عندما ينسى من يملك القوة أن من أمامه إنسان.
يحدث في إسرائيل اليوم
المربية سوسن مصاروة .. ذهبت للمتحف فوجدت نفسها معتقلة في قاعدة عسكرية قي تل أبيب( هكرياه)
تروي ما حدث معها في اللغة العبرية، عندما زارت متحف تل ابيب وكيف كان التعامل معها بشكل عنصري حتى الإهانة.
تم تحديث الموضوع في
0 تعليقات