إذا كانت الأم تتحمل مسئولية رعاية الطفل منذ ولادته؛ حيث تقوم بإرضاعه وتمريضه وتنظيف جسمه؛ حتى يصبح قادراً على أن يفعل ذلك بنفسه، وحين يُتم العامين من عمره تقريباً، فهو يبدأ في تناول الطعام الخارجي بنفسه واستخدام الحمام، وهكذا يخطو أولى خطواته في أن يكون شخصية مستقلة ومستعدة لمواجهة الحياة، وهنا يأتي دور الأم وهو إرساء قواعد التربية التي سوف تسهل عليها التعامل مع الطفل وتساعده في التفاعل والتواصل مع المجتمع.
هناك عدة قواعد وأسس تربوية يجب أن تتبعها الأم حين ترغب في أن تربي إنساناً للمستقبل وليس شخصاً مشوهاً، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها بالمرشد التربوي عارف عبد الله؛ حيث أشار إلى أسس تربوية هامة تساعدك على التعامل مع طفلك منذ سن مبكرة، ومن بينها السماح له بالبكاء والحفاظ على خصوصيته وغيرها في الآتي:
1- دعيه يبكي ليعبر عن مشاعره
- اتركي طفلك لكي يبكي ويعبر عن مشاعره، فالطفل بعد عمر العامين يكون لديه أسباب نفسية للبكاء غير الأسباب التي كان يبكي من أجلها حين كان رضيعاً مثل الشعور بالجوع أو المغص أو ألم التسنين، ولذلك يجب أن تتركيه يبكي لكي يعبر عن مشاعره من جهة؛ ولكي تستطيعي التعامل معه وتفهم متطلباته النفسية من جهة أخرى، فلا تصرخي في وجهه وتعاقبيه على البكاء مهما كانت وتيرة البكاء مزعجة بالنسبة لك.
- تجاهلي بهدوء البكاء الذي لا ينقطع واتركي الطفل يعبر عن مشاعره، ثم بعد ذلك سوف تجدين أن وتيرة البكاء تنخفض، ويمكنك بعدها أن تتحدثي معه في هدوء، ولكن لا تصرخي في وجهه وتقولي له: أنت رجل والرجال لا يبكون، ولا تعاقبي بكاءه بالأذى الجسدي مثل الضرب على الإطلاق لأن تأثير الضرب والصراخ على الأطفال يكون فادحاً ولا يوازي ما يسببه بكاءهم المستمر من قلق وتوتر في البيت.
- توقفي عن عادة تتبعها الكثير من الأمهات وهي عادة خاطئة وضارة؛ حيث يضعن الأجهزة اللوحية والشاشات بين يدي الأطفال في سن مبكرة، وذلك من أجل أن ينشغل بها الطفل عن البكاء وملاحقة الأم، والنتيجة أن هذا التصرف يتسبب بأضرار صحية ونفسية وسلوكية على الطفل؛ حيث إن هناك 7 أسباب لإبقاء شاشات الهاتف بعيدة عن أطفالك وتبدأ هذه الأسباب بضعف النظر وآلام الرقبة إضافة لزيادة احتمالية إصابته بفرط الحركة والتوحد.
- خصصي لطفلك وقتاً محدداً يقضيه كل يوم مع الشاشات مع تحديد السن المناسبة لذلك؛ حيث يمنع الطفل قبل عمر العامين من استخدام أي جهاز إلكتروني، أما بعد عمر السنتين فيجب أن تخصصي لطفلك ساعة في اليوم فقط لكي يقضيها مع الشاشات وألا تكون ساعة متواصلة بل يجب أن تكون متقسمة على فترتين.
- توقفي تماماً عن إرضاء الآخرين على حساب طفلك مهما كانت محبتك وتقديرك لهؤلاء الغرباء، فهناك أمهات يقمن بضرب الطفل وعقابه في حال لم يمنح لعبته المفضلة لطفل آخر هو ابن صديقة أو قريبة، فهنا يشعر الطفل بالمهانة وأنه بلا كرامة، كما أنه يفقد ثقته بك وبنفسه؛ لأنه يرى أن كل ما يملكه مباح وأنك تستهرين به وبمشاعره.
- استخدمي أفضل الأسماء والألقاب لطفلك أمام الغرباء؛ لكي لا تقللي من قيمته بل اهتمي بأن تمتدحي طفلك دون مبالغة، وأن يحترم الآخرون طفلك ولا تذكري عيوبه أمامهم؛ لأنه سوف يكبر ويتغير وسوف تنسين، ولكن الغرباء لن ينسوا أي موقف سيء أو عيب صدر من طفلك، ولذلك يجب أن تحافظي على أسراره والتي هي جزء من كرامته.
0 تعليقات