استشهد ثلاثة أشخاص في مدينة صيدا جنوبي لبنان، فجر اليوم الجمعة، من جراء غارة جوية إسرائيلية استهدفت شقة سكنية. وقال مصدر في حزب الله لـ"العربي الجديد" إن المستهدف في الغارة هو القيادي في حركة حماس حسن فرحات (أبو ياسر)، وقد استشهد معه ابنه وابنته. وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية في بيان استشهاد ثلاثة أشخاص جراء الغارة الإسرائيلية.
وأظهرت مقاطع مصورة اندلاع النيران في المكان عقب القصف، فيما تمكنت فرق الإطفاء من السيطرة على الحريق. ولا تزال أعمال البحث مستمرة عن ضحايا أو ناجين تحت الأنقاض. وفي بيان، أعلن الجيش الإسرائيلي عن اغتياله "قائد الجبهة الغربية لحماس في هجوم بصيدا في لبنان"، الليلة الماضية.
وفي أول تعليق رسمي لبناني، قال رئيس الوزراء نواف سلام: "مجدداً تستهدف إسرائيل ليل الآمنين، هذه المرة في عاصمة الجنوب. إن استهداف مدينة صيدا، أو أي منطقة لبنانية أخرى، هو اعتداء صارخ على السيادة اللبنانية، وخرق واضح للقرار 1701، ولاتفاق الترتيبات الأمنية الخاصة بوقف الأعمال العدائية". وشدد سلام على "وجوب ممارسة أقصى أنواع الضغوط على إسرائيل لإلزامها بوقف الاعتداءات المستمرة التي تطاول مختلف المناطق، لا سيما السكنية"، مؤكداً أنه "لا بد من وقف كامل للعمليات العسكرية".
ويواصل الجيش الإسرائيلي خروقاته لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، حيث استهدفت سلسلة غارات إسرائيلية ليلاً بلدة الناقورة جنوبي لبنان، وسط تحليق مكثف مستمر لطائرات الجيش الإسرائيلي في الأجواء. وأمس الخميس، شن الجيش الإسرائيلي عدة غارات جوية على مناطق في جنوب لبنان، ما خلّف إصابات في صفوف المواطنين، واستهدف الجيش الإسرائيلي سيارة على طريق بنت جبيل وسيارة أخرى على الشارع العام في بلدة علما الشعب، كما استهدفت الغارات مركزاً صحياً في بلدة الناقورة، جنوبي لبنان، ويأتي ذلك في سياق الانتهاكات الإسرائيلية المستمرّة لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
ودانت وزارة الصحة اللبنانية في بيان "مواصلة العدو الإسرائيلي استهداف القطاع الصحي، والذي تمثل فجر الخميس في استهداف سيارتي إسعاف وسيارة إطفاء، إضافة إلى تدمير مركز صحي مؤقت للهيئة الصحية في الناقورة"، وقالت إنّ "هذا الاعتداء يضاف إلى الاعتداءات المتكررة التي نفذها العدو الإسرائيلي على المراكز الصحية غير العسكرية منذ بدء العدوان مروراً بهذه المرحلة التي أعلن فيها عن توقف الأعمال العدائية من دون توقف الاعتداءات".
وتأتي هذه الانتهاكات وسط ترقّب للزيارة التي ستجريها نائبة المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس على المسؤولين اللبنانيين في بيروت، وما إذا كان من شأن الحراك الدولي المكثف تجاه لبنان أن يؤدي إلى لجم التمادي الإسرائيلي وصولاً إلى وقف الاعتداءات اليومية على الأراضي اللبنانية.