كشف مصدر قيادي في المقاومة الفلسطينية لـ"العربي الجديد"، عن بروز خلاف في المراحل الأخيرة من عملية التفاوض حول اتفاق وقف النار في غزة بشأن إدراج أسرى فلسطينيين من "أصحاب الأوزان القيادية الثقيلة" في صفقة التبادل، لافتاً إلى الاتفاق على إرجاء البت في هذه المسألة خلال المرحلة الثانية من الاتفاق.
وقال المصدر إن وفد التفاوض الإسرائيلي كان يتمسك بـ"فيتو" على رموز قيادية في السجون الإسرائيلية، فيما طالب وفد حركة حماس بإرجاء التفاوض بشأن تلك الأسماء المرحلة الثانية. وأشار المصدر إلى اعتراض إسرائيلي على بعض الأسماء، "ولكن كل ذلك سيكون مطروحاً للتفاوض في المرحلة الثانية وهو الموقف الأخير الذي تم حسمه في الساعات الأخيرة". وأوضح القيادي أن إسرائيل لا تزال متمسكاً برفض كامل لإطلاق سراح أي مقاتل من الذين عبروا في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، لكن جرى الاتفاق على ترحيل النقاش للمرحلة الثانية.
من جهة أخرى، كشفت مصادر مصرية في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن الجانب الإسرائيلي طالب خلال المفاوضات المتعلقة بتنفيذ بنود الاتفاق بأن يكون تسليم الأسرى الإسرائيليين على الحدود المصرية، ومن ثم نقلهم لإسرائيل عبر معبر كرم أبو سالم، أو عبر مروحيات، لافتة إلى أن ذلك يأتي في محاولة من الجانب الإسرائيلي لتجنب المشاهد الاحتفالية التي أثارت مشكلات داخلية في التحالف الحكومي خلال الهدنة الأولى في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023.
وأعلنت حركة حماس، اليوم الجمعة، حلّ العقبات التي نشأت عقب الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق للنار في غزة بسبب عدم التزام إسرائيل. وقال زاهر جبارين عضو المكتب السياسي، مسؤول ملف الأسرى بالحركة في بيان إنه "بمساعٍ كريمة من الوسطاء، تم فجر اليوم حل العقبات التي نشأت بسبب عدم التزام إسرائيل في بنود اتفاق وقف إطلاق النار". وأضاف "سعت الحركة إلى صفقة تبادل وطنية من كافة فصائل وأبناء شعبنا". وتابع: "نؤكد أن قوائم أسرانا المفرج عنهم في المرحلة الأولى في صفقة التبادل ضمن اتفاق وقف إطلاق النار ستنشر عبر مكتب الأسرى وفق مراحل وإجراءات التبادل".
وفي وقت سابق اليوم، بدأ اجتماع المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي المصغر (الكابينت)، للمصادقة على اتفاق وقف إطلاق النار، قبل اجتماع الحكومة للغرض ذاته، وذلك عقب إعلان مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، فجراً، التوصل إلى اتفاق بشأن إطلاق سراح المحتجزين في القطاع. وسبق انعقاد الكابينت، جلسة لتقييم الوضع الأمني، بشأن تنفيذ الصفقة، ترأسها نتنياهو، إلى جانب فريق التفاوض الإسرائيلي العائد من الدوحة.