مع تسجيل إسبانيا لرقم قياسي جديد في عدد الزائرين الدوليين، قد يسأل البعض عن الأسباب، التي جعلت من عام 2024 الأفضل في تاريخ السياحة الإسبانية؛ فكيف استطاعت إسبانيا، بعد سنوات من التحديات التي فرضتها جائحة كوفيد-19، استعادة مكانتها كإحدى الوجهات السياحية الرائدة في العالم؟ وما الذي يجعلها قادرة على جذب هذا العدد الضخم من الزائرين، وتحديداً في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها؟
إسبانيا، التي تحتل المرتبة الثانية عالمياً في جذب السائحين، تتميز بمزيج من التراث الثقافي الغني، المناظر الطبيعية الخلابة والمناخ المعتدل طوال العام؛ ما يجعلها وجهة مفضلة لجميع أنواع السياحة. من الشواطئ الخلابة إلى المواقع التاريخية العريقة، ومن المهرجانات المميزة إلى المأكولات الشهية، تقدم إسبانيا تجربة سياحية متكاملة؛ فهل هو التنوع الثقافي والجغرافي الذي يجعلها تبرز بين باقي الوجهات السياحية؟ أم أن العروض السياحية المميزة مثل الطهي والفلامنكو والجزر المميزة هي السبب في هذا الإقبال الكبير؟
94 مليوناً زاروا إسبانبا في 2024
- فن الطهي: إن مجرد التفكير في الأطباق الإسبانية الشهية مثل التاباس والتورتيلا والباييلا وحلوى التورون كافية لتشجيع المسافرين، الذين يفضلون السياحة من أجل استكشاف الأطعمة المحلية. يدرك عشاق الطعام أن الانغماس في المأكولات الشهية التي تشتهر بها أي دولة أو وجهة هو أحد أفضل الطرق لاكتشاف جوهرها. لذا؛ لا تتردد في أن تكون جريئاً وتدلل براعم التذوق لديك بتقاليد المطبخ الأيبيري.
- المناخ المعتدل: بفضل عدد قياسي من ساعات سطوع الشمس سنوياً، تُعَد إسبانيا الوجهة المثالية إذا كنت ترغب في تخزين فيتامين "د" في أي وقت من العام. تتغير أجواؤها مع الفصول، فالتنزه على الشاطئ في الشتاء ليس كما هي الحال في الصيف، كما تقدم رياضة المشي لمسافات طويلة في الخريف تجربة مختلفة عن الربيع. ابتعد عن المسار المطروق؛ أي قم بزيارة إسبانيا في ذروة الصيف وشاهد البلاد في ضوء مختلف.
- أسلوب حياة مريح: في إسبانيا، لا يوجد جدول زمني صارم يجب الالتزام به؛ اتبع رغباتك وتناول الطعام في وقت متأخر وخذ قسطاً من الراحة بعد الظهر واستمتع بالليالي الإسبانية المعتدلة والأجواء الاحتفالية التي تشتهر بها البلاد.
- سهولة الوصول: إن التخطيط لقضاء عطلة عائلية أمر جيد، ولكن في بعض الأحيان قد يؤدي تغير الظروف إلى أن تجد نفسك تبحث عن وجهة مشمسة في اللحظة الأخيرة. ومع وجود العديد من المدن الإسبانية، التي تخدمها الطائرات، وبفضل سهولة الوصول إليها عن طريق البر أيضاً؛ فلا عجب أن تجتذب إسبانيا العديد من السائحين من جميع الاتجاهات.
- تراث إسبانيا وثقافتها: تتمتع شبه الجزيرة الأيبيرية، بماضيها المتنوع وبتاريخ آسر ترك بصماته في جميع أنحاء البلاد. من الشمال إلى الجنوب، ينتظر الزائرين استكشاف رائع ومستنير للكنوز التاريخية والثقافية لإسبانيا. تشمل المواقع التي لا ينبغي تفويتها: قصر الحمراء في غرناطة، كنيسة ساغرادا فاميليا في برشلونة، كاتدرائية مايوركا، مدينة الفنون والعلوم المستقبلية في فالنسيا، المتاحف العالمية في مدريد. إسبانيا هي أيضاً دولة ذات هويات إقليمية قوية. من إقليم الباسك إلى كاتالونيا، بما في ذلك منطقة فالنسيا، يمكن اكتشاف الجوانب الثقافية لهذه الجوهرة المتوسطية من خلال تقاليدها ومهرجاناتها المشهورة عالمياً.
- المناظر الطبيعية: قد تشتهر إسبانيا بشواطئها ومناخها المشمس، لكنها تجتذب أيضاً السائحين بسبب وفرة المناظر الطبيعية المتنوعة، من جبال البرانس الشمالية وجبال بيكوس دي يوروبا إلى جبال سييرا نيفادا في الجنوب، موطن منتجع التزلج الأبعد جنوباً في أوروبا، وبركان جبل تيدي في جزيرة تينريفي. كما أن إسبانيا هي موطن الصحراء الوحيدة في أوروبا، كابو دي جاتا في ألميريا، التي ألهمت أفلام هوليوود الغربية، حيث تم تصوير العديد منها في المنطقة.
- اللغة الإسبانية: تُعَدُّ اللغة الإسبانية واحدة من أكثر اللغات انتشاراً في العالم، ولكن عند زيارة البلاد، ستُتاح لك أيضاً الفرصة لاكتشاف اللغات الإقليمية، من الكتالونية والجاليكية إلى الباسكية.
- الجزر الخلابة: تُعَدُّ إسبانيا موطناً لبعض الجزر الجميلة، من جزيرة إيبيزا الصاخبة والمناظر الطبيعية البركانية في تينريفي إلى جزيرتي مينوركا وجراسيوسا الهادئتين في جزر الكناري، حيث تتكون الشوارع بالكامل من الرمال. تجذب جزر البليار والكناري ملايين السائحين كل عام لشواطئهما وطقسهما الرائع، إلى جانب السكان المحليين الودودين. تشمل أفضل الجزر الإسبانية للزيارة: مايوركا، إيبيزا، مينوركا، فورمينتيرا.
- المهرجانات والاحتفالات: تُقام في إسبانيا بعض من أشهر المهرجانات والاحتفالات في العالم، بدءاً من مهرجان سان فيرمين للثيران في بامبلونا ومهرجان رمي الطماطم (لا توماتينا) في بونول. إضافة إلى هذه المهرجانات الأكثر غرابة، تُقام في كل مدينة إسبانية احتفالاتها الخاصة، حيث يجتمع السكان المحليون ويرتدون الملابس ويأكلون ويحتفلون.
- الفلامكنو: الفلامنكو هو أسلوب من الرقص والغناء والعزف على الجيتار نشأ من أنماط الموسيقى والرقص التقليدية في الأندلس، جنوبي إسبانيا. يرتبط التقليد الثقافي الغني ارتباطاً وثيقاً بمجتمع الغجر الروماني في إسبانيا، الذين كانوا رواد هذا الأسلوب المشهور عالمياً اليوم. يُعرف هذا النوع أيضاً بأزيائه المتقنة، حيث ترتدي راقصات الفلامنكو فساتين مصنوعة يدوياً بشكل رائع.
- متاحف فنية: بعض أشهر رسامي العالم ينحدرون من إسبانيا، من فرانشيسكو دي غويا إلى بابلو بيكاسو. يمكن اكتشاف أعمال أشهر فناني إسبانيا في صالات العرض الفنية المشهورة عالمياً في البلاد، من برادو ورينا صوفيا في مدريد إلى جوجنهايم في بلباو ومتحف بيكاسو في برشلونة. كما تستحق المتاحف الأصغر في البلاد الاستكشاف، على سبيل المثال، متحف الرسام الإسباني سلفادور دالي في فيغيريس.
- مواقع التراث العالمي: تحتل إسبانيا المرتبة الخامسة على مستوى العالم من حيث عدد المواقع المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، حيث يبلغ عددها 50 موقعاً. من الرسوم الكهفية القديمة في ألتاميرا وقناة سيغوفيا الرومانية، إلى قلعة الحمراء في غرناطة وطريق الحج في سانتياغو دي كومبوستيلا، تزخر البلاد ببعض من أكثر المواقع التاريخية والثقافية إثارة للاهتمام في العالم التي تنتظر من يستكشفها.
- كرة القدم: إسبانيا هي موطن لاثنين من أفضل الفرق في العالم؛ ريال مدريد وبرشلونة، اللذين يضمان بين لاعبيهما بعضاً من أشهر لاعبي العالم. إن مشاهدة مباراة كرة قدم في ملعب سانتياجو برنابيو في مدريد أو كامب نو في برشلونة هي تجربة لا تُنسى لأي مشجع لكرة القدم.
- قرى نابضة بالحياة: تقدم جنوب إسبانيا مناظر خلابة وشواطئ مميزة وطقساً رائعاً، ولكن هناك جانباً يتم تجاهله، وهو القرى والبلدات التي تنتشر على سفوح التلال الوعرة في الأندلس. من الشوارع المرصوفة بالحصى والمنازل البيضاء إلى الأطلال، تُعَدُّ هذه القرى النابضة بالحياة عامل جذب في حد ذاتها، وعلى الرغم من أنها أصبحت مشهورة بين السائحين في السنوات الأخيرة؛ فإنها لا تزال تحتفظ بجاذبيتها القديمة في الوقت الحالي. يُوصى باستكشاف قرية فريجيليانا، أحد أجمل القرى في إسبانيا. تقع القرية على بعد بضعة كيلومترات من بلدية نيرخا وتشتهر بشوارعها المرصوفة بالحصى والمأكولات الشهية والفنون والحرف اليدوية. يمكن لزوار المنطقة الاستمتاع بتجارب أصيلة مثل التوقف في أحد المقاهي التي تديرها العائلات حيث يمكنهم تذوق المأكولات المحلية مثل خبز التين وعسل قصب السكر.
- معالم شمال إسبانيا الأهمّ: جولات الطعام، وشواطئ سان سيباستيان، متحف جوجنهايم بلباو، هندسة أنطوني غاودي المعمارية في برشلونة.
- معالم جنوب إسبانيا الأبرز: قصر الحمراء، عروض الفلامنكو، دروس طبخ الباييلا الفالنسية، جولات تذوق التاباس، شواطئ كوستا ديل سول.
- أكثر المناظر الطبيعية سريالية في إسبانيا: كهوف دراش، في مايوركا. وبارديناس رياليس، في نافارا. وكامينيتو ديل ري، في مالقة. والتاجو دي روندا، في روندا.