تحقق الشرطة في شبهة اقتراف والدين جريمة قتل طفلهما في مدينة حريش بمنطقة وادي عارة.
واعتلقت الشرطة، أول من أمس الإثنين، زوجين، في الثلاثينيات والأربعينيات من عمريهما، للاشتباه في قتلهما ابنهما البالغ من العمر ثماني سنوات، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة ويعاني من حالة طبية معقدة.
وبحسب الشرطة، فإن والد الطفل توجه إلى مركز الشرطة واعترف بارتكاب الجريمة، إلا أن الأم أنكرت ذلك في التحقيق معها.
وتم إحضار الزوجين بشكل منفصل إلى جلسات تمديد الاعتقال التي عقدت لهما في محكمة الصلح بمدينة الخضيرة، والتي أصدرت أمر حظر نشر على تفاصيل التحقيق.
وطلب ممثل الشرطة في الجلسة تمديد اعتقال الوالدين لمدة 12 يوما، موجها إليهما جريمة القتل العمد.
وقال ممثل الشرطة لقاضي المحكمة إن "الطفل يعاني من تأخر شديد في النمو، وكان طريح الفراش". وبحسب قوله، "تدهورت حالته بشكل كبير خلال الأسابيع القليلة الماضية، ويعاني من التهابات متكررة. وفي اليوم السابق لوفاته انهارت أجهزة جسده، ومات في منزله".
وأمر القاضي بإرسال الأب لإجراء فحص نفسي، ومدد اعتقاله لتسعة أيام.
وقال محامي الأب، من مكتب الدفاع العام، علاء عثامنة، خلال الجلسة، إن "الشرطة ليس لديها ما يكفي من الأدلة القاطعة التي تربط الوالدين بوفاة الابن". وأضاف أن "هذا حدث مأساوي. لا يوجد في شهادة الأم ما يشير إلى الذنب الجنائي أيضا. الأب في حالة نفسية صعبة للغاية إثر وفاة نجله، ونحن بانتظار استكمال التحقيق وتحديد سبب الوفاة، وهو ما قد يثبت أن المشتبه به لا علاقة له بما نُسب إليه".
وأمرت المحكمة بإطلاق سراح الأم، إلا أن الشرطة تقدمت باستئناف ضد القرار ورُفض إطلاق سراحها.
عائلة الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة: بيان الشرطة حول مقتله في حريش غير دقيق وننتظر تقرير معهد الطب الشرعي
ردًا على البيان الذي اصدرته الشرطة أمس الاربعاء حول مقتل طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة في حريش، أكد اقرباء الطفل: "نحن نستغرب من هذا البيان، فالحادث وقع يوم الإثنين وجثة الطفل لا تزال في معهد العدل الطبي في ابو كبير للتشريح والتعرف على اسباب الوفاة، ولا تتوفر اي نتائج حتى الأن، الا ان الشرطة لم تنتظر فقامت بالتسرع واصدار بيان حول شبهات بجريمة قتل قبل التأكد من التفاصيل الدقيقة".
واضافت العائلة: "الأب المعتقل من سكان احدى القرى في وادي عارة، وقد انتقل مع افراد عائلته للسكن في حريش في بناية فيها مصعد كهربائي كي يتسنى لهم بنقل ابنهم بصورة مريحة، كونه يتجول بواسطة كرسي متحرك وكل الوقت متصل بأجهزة طبية، والأب منذ سنوات ترك عمله وطوال الوقت يعتني بطفله ليلاً ونهاراً، ويوفر له كل ما يلزم، حتى ان من يدخل بيتهم يعتقد بانه داخل مشفى، وان حبه الشديد لطفله لا يمكن وصفه بالكلمات، وكل الوقت كان يردد امامنا "طفلي بالنسبة لي كل حياتي، واذا حصل له لا سمح الله اي مكروه، فسوف اذهب معه، فهو قلبي وروحي وسندي وظهري".
واردفت العائلة:" لذلك لا يمكن بان يرتكب الأب اي جريمة بحق ابنه، فبعد ان فارق الطفل الحياة، الأب فقد وعيه ودخل في حالة نفسية صعبة جداً، ولم يستوعب ما قاله، وهو الأن بأمس الحاجة للعلاج كي يخرج من هذه الصدمة الكبيرة، فكل ما ذُكر بانه فصل الأجهزة عن طفله بشكل متعمد غير صحيح، بل ان الأجهزة توقفت عن العمل فجأة، وفي تلك اللحظات الطفل فارق الحياة" .
كما ذكرت العائلة: "نحن ننتظر نتائج التقرير الطبي، ونتقبل اي نتيجة، لا سيما اننا لدينا ثقة كاملة بان الأب برئ من هذه الشبهات، وقريباً سيعود الى احضان العائلة كما عادت زوجته بعد ان اعتقلت واطلق سراحها، ومرة اخرى نطلب من الجميع التروي وعدم اطلاق الحكم على الأب قبل التعرف على الحقيقة".