يواصل الجيش الإسرائيلي، لليوم الثاني على التوالي، عدوانه على مدينة جنين، شمالي الضفة الغربية المحتلة، غداة إطلاقه حملته العسكرية "السور الحديدي"، والتي أسفرت في اليوم الأول لها عن سقوط عشرة شهداء وأكثر من 40 مصاباً، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في حصيلة غير نهائية. وأكدت كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، تصديها لقوات الجيش الإسرائيلي في محاور قتال متعددة، حيث تمكن مقاتلوها من إلحاق خسائر بقوات الجيش الإسرائيلي عبر استخدام تكتيكات قتالية متطورة تشمل إطلاق زخات كثيفة من الرصاص وتفجير عبوات ناسفة.
ودعت حركة حماس الفلسطينيين في الضفة الغربية وشبابها إلى النفير العام وتصعيد الاشتباك مع الجيش الإسرائيلي في كلّ نقاط التماس معه، والعمل على إرباكه و"إفشال العدوان الصهيوني الواسع على مدينة جنين ومخيمها". ونعت الحركة في بيان "شهداء جنين الذين ارتقوا بنيران وقصف الجيش الإسرائيلي"، مشيدة "ببسالة المقاومين وتصديهم واشتباكهم مع جنود الجيش الإسرائيلي واستهدافهم بالعبوات الناسفة"، وقالت إن "ما يثير الاستغراب سلوك أجهزة السلطة التي انسحبت من محيط مخيم جنين، بالتزامن مع بدء العملية العسكرية للاحتلال، بعد حصار دام أكثر من 48 يوماً للمخيم، وتعطيلها للاتفاق مع المقاومين حتى اليوم، ورفضها كل النداءات الوطنية لوقف إجراءاتها الخطيرة بحق المناضلين والمقاومين".
وقال مصدر ، أمس الثلاثاء، إنّ التنسيق بين السلطة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي منح العملية العسكرية لقوات أمن السلطة في جنين موعداً حتى العشرين من يناير/ كانون الثاني، مضيفاً: "طلبت السلطة الفلسطينية تمديد المهلة حتى إنهاء عمليتها في مخيم جنين، لكن الجيش الإسرائيلي رفض، وبالفعل كنا قد توصلنا إلى حل في السابع عشر من الشهر الجاري مع مقاومي المخيم، لكن سرعان ما تجددت الاشتباكات". وقال المصدر: "الأجهزة الأمنية كانت تعلم أن تنسيقها مع الجيش الإسرائيلي ينتهي في العشرين من الشهر الجاري، وكان من المفترض أن تنسحب، لكنها فضّلت أن تكمل عمليتها في جنين على أمل أن تتجنب العملية العسكرية الإسرائيلية في المدينة". وأكد المصدر أن "ما حدث هو خداع وغدر من الجيش الإسرائيلي الذي لم ينسق مع السلطة حول اقتحامه المخيم، وهناك إصابات خطيرة في صفوف عناصر أمن السلطة".
توازياً، أُصيب أربعة أشخاص، اثنان منهم بجروح خطيرة، في عملية طعن، مساء الثلاثاء، وقعت في مدينة تل أبيب، وفق ما أفادت به وسائل إعلام إسرائيلية، مشيرة إلى أن منفذ العملية أميركي من أصل مغربي وصل إلى إسرائيل سائحاً قبل ثلاثة أيام. وأعلنت الشرطة الإسرائيليه عن "تحييد" منفذ العملية الذي استُشهد بعد إطلاق النار عليه في موقع الحادث. وأظهرت مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي وصول تعزيزات كبيرة من الشرطة الإسرائيليه إلى مكان الحادث.
قوات الجيش الإسرائيلي تغلق مداخل مستشفى جنين الحكومي
أغلقت قوات الجيش الإسرائيلي مداخل مستشفى جنين الحكومي بعد تجريفها مداخله والشوارع المحيطة به.
وبحسب ما قال مدير المستشفى وسام بكر في حديث لـ"العربي الجديد"، فإن الأتربة تراكمت أمام مدخل المستشفى والشوارع المحيطة بسبب التجريف، مشيرًا إلى أن التنسيق جار مع الجهات المختصة للسماح للمدنيين ومرافقي بعض المرضى بالخروج.