إلى حين تصفية الوجود الإيراني في سوريا وفق تبريراتها، تواصل إسرائيل انقضاضاتها المتكررة جوا وبرا على الأراضي السورية، بذريعة محاربة من تبقى من الفلول الإيرانية هنا وهناك، حيث لم تكفها مئات الغارات الجوية التي نفذتها منذ سقوط نظام بشار الأسد، فها هي تحشد قواتها برا في الجنوب يوميا، وقضمت عديد القرى، وتواصل.
قصف جوي تعرض له موقع تل الشحم العسكري في ريف دمشق الغربي، هزّت الانفجارات العنيفة على إثره قرى الحدود الإدارية بين ريف دمشق والقنيطرة، فيما قيل إنه قصف لعشرات المواقع العسكرية التابعة للدفاع الجوي السوري، بينما دوت سبعة انفجارات ضخمة في منطقة السفيرة بريف حلب، طالت معامل الدفاع ومراكز البحوث العلمية، ومستودعات ذخيرة، أما برا فسيطرت إسرائيل على شريان الحياة المائية في الجنوب السوري، والحديث عن سد المنطرة بريف القنيطرة، الذي يعد المزود الرئيس للمحافظة وصولا إلى درعا، وأكبر سدود المياه جنوبا.
وتزامنا مع وفود عربية ودولية تصل دمشق، لم تتوقف التصريحات الإسرائيلية المعادية للإدارة السورية الجديدة، وكان آخرها كلام وزير الخارجية جدعون ساعر حول متطرفين يديرون الحكم في سوريا حاليا، انتقلوا ببساطة من إدلب إلى دمشق وفق وصفه، وهي تصريحات تتماشى وفق خبراء مع أهداف إسرائيل الحالية في سوريا، وعلى رأسها ضرورة تدمير سلاح الدولة السورية، الذي من المفترض بأن علاقته بالنظام المخلوع قد انتهت بزوال النظام، إلا أن أهداف إسرائيل قد ترنو إلى إزالة ما تسميه خطرا على أمنها القومي لعقود قادمة، عبر شل الدولة السورية عسكريا.
يقول مراقبون إن عمليات إسرائيل لن تتوقف قبل السيطرة تماما على المنطقة العازلة في الجولان وعلى قمة جبل الشيخ الإستراتيجية، والتأكد تماما من تدمير ما تبقى من قوة الدولة السورية عسكريا كأهداف ثلاثة أولية، وفق أصوات ترجح أن العمل العسكري الإسرائيلي، قد يعرقل التحول السياسي في سوريا، فما هي الحدود السورية التي تنتهي بها هواجس إسرائيل بضمان أمنها؟