وتسلمت سيارات تابعة للصليب الأحمر المحتجزات الأربع من كتائب "القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس" وسط حراسة مشددة من عناصرها في ميدان فلسطين بالبلدة القديمة في وسط مدينة غزة، وبحضور أعداد كبيرة من الفلسطينيين.
ونشرت "حماس" قائمة بأسماء 200 أسير فلسطيني من المقرر أن تفرج عنهم إسرائيل، تضم (120 أسيراً من المحكومين بالسجن المؤبد، إذ سيتم إبعاد 70 أسيراً خارج الأراضي الفلسطينية، وبين 16 و17 أسيراً إلى قطاع غزة).
وكانت مصادر أفادت بأن الحركة تسلمت من الوسطاء قائمة أسماء الأسرى (المعدَّلة) الذين سيُفرج عنهم ضمن تبادل الدفعة الثانية، والتي تشمل أسرى من حركة "الجهاد" التي يشارك جناحها العسكري "سرايا القدس" في عمليات تسليم المحتجزات الإسرائيليات.
وكان مكتب إعلام الأسرى التابع لـ"حماس"، قال إنه بعد مراجعة قائمة الأسرى الفلسطينيين المقرر الإفراج عنهم في الجولة الثانية ضمن اتفاق غزة، تبيَّن وجود خطأ في عدد من الأسماء.
من جهتها، أعلنت إسرائيل استلام المجندات الأربع، وهن "نعمة ليفي، ودانييلا جلبوع، وليري إلباج، وكارينا أرئيف".
وأعلن بيان مشترك من الجيش الإسرائيلي وجهاز الاستخبارات الداخلية "الشاباك"، "نقل المجندات الأربع المُفرج عنهن إلى قوة تابعة لهما".
وأضاف البيان أن "المجندات الأربع في طريقهن إلى إسرائيل حيث سيخضعن لتقييم طبي أولي".
وفي بيان منفصل، انتقد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاجاري ما وصفه بـ"عدم التزام" حركة "حماس"، باتفاق وقف إطلاق النار، فيما يتعلق بإطلاق سراح المحتجزين المدنيين أولاً في تبادل الأسرى بين الجانبين.
وقال هاجاري، عقب التأكيد على تسلم الجيش الإسرائيلي للمجندات الأربع، "حماس لم تلتزم بالاتفاق فيما يتعلق بواجبها في إعادة المواطنات أولاً"، مضيفاً أن إسرائيل تتمسك بمطالبتها بـ"عودة أربيل يهود، وشيري سيلبرمان بيباس وطفليها"، وهم من الرهائن الإسرائيليين في قطاع غزة.
فيما ذكرت المصادر أن حافلات تابعة للصليب الأحمر الدولي اتجهت إلى معبر كرم أبو سالم، جنوب شرق رفح، لاستلام الدفعة الأولى من الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم ضمن الجولة الثانية.
وأوضحت المصادر أن معظم الأسرى الذين سيُطلق سراحهم كانوا ممن اعتُقلوا بعد السابع من أكتوبر 2023، مضيفاً أن من بينهم معتقلون خلال العمليات العسكرية البرية في قطاع غزة.
لكنها أشارت إلى أن هؤلاء لا علاقة لهم بالمقاتلين الذين شاركوا في هجمات السابع من أكتوبر، بحسب الاتفاق.
وبحسب المصادر فإن نحو 200 من عناصر "القسام" و"سرايا القدس" شاركوا في عملية تسليم المحتجزات الأربع في ميدان فلسطين في البلدة القديمة في وسط مدينة غزة.
وفي سياق متصل، قالت وزارة الداخلية الفلسطينية في قطاع غزة، إنها أنهت الاستعدادات كافة لتسهيل عودة النازحين من جنوب القطاع إلى شماله، الأحد، ضمن اتفاق وقف النار.
وأضافت الوزارة في بيان: "سيتم فتح شارع الرشيد الساحلي للمشاة فقط بالاتجاهين ذهاباً وإياباً.. (كما) سيتم فتح شارع صلاح الدين باتجاه واحد أمام عودة المركبات فقط بكافة أنواعها من الجنوب إلى الشمال، حيث ستخضع للفحص قبل السماح لها بعبور الحاجز".
وأردفت القول: "سيتم فتح شارعي الرشيد وصلاح الدين بالاتجاهين بشكل كامل للمشاة والمركبات في اليوم الثاني والعشرين من اتفاق وقف حرب الإبادة".
اقرأ أيضاً : المقاومة تسلم أربع مجندات إسرائيليات وسط غزة ضمن المرحلة الثانية من التبادل (شاهد)
وصل 114 من الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم ضمن الدفعة الثانية في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة إلى رام الله، بعد ظهر السبت، حيث كان آلاف الفلسطينيين في استقبالهم.
الأسرى الفلسطينيون المفرج عنهم وصلوا عبر 3 حافلات تتبع الصليب الأحمر الدولي، بعد مغادرتها سجن عوفر العسكري الإسرائيلي، غربي رام الله بالضفة الغربية المحتلة.
ولحظة خروج الأسرى من الحافلات، حملتهم الحشود على الأكتاف، وسط هتافات وتكبيرات. وبدت الحالة الصحية متردية للأسرى، نتيجة ما تعرضوا له في السجون الإسرائيلية.
وتحرر 16 أسيرا فلسطينيا محررا وتم نقلهم إلى خان يونس، و70 أسيرا نُقلوا إلى معبر رفح عبر معبر كرم أبو سالم.
اقرأ أيضاً : قائمة بأسماء الـ200 أسير فلسطيني المنوي الإفراج عنهم السبت من السجون الإسرائيليه
وكانت قد سلّمت فصائل المقاومة الفلسطينية، قبل ظهر اليوم، السبت، 4 أسيرات مجنّدات إسرائيليات، إلى طواقم الصليب الأحمر، في إطار "الدفعة الثانية"، من عملية تبادل الأسرى بين "حماس" وإسرائيل، فيما ينتظر الفلسطينيون استكمال عملية التبادل في الدفعة الثانية، وتحرر 200 أسير فلسطيني من سجون الاحتلال ونقلهم إلى الضفة الغربية وقطاع غزة، ومنهم من سيواجه التهجير من فلسطين إلى مصر أولاً حيث يتم تحديد الوجهة اللاحقة.
ومنذ ساعات فجر اليوم، مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يومه السابع، توجهت الأنظار إلى تحرر 200 من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، بينهم 120 من "المؤبدات" و80 من ذوي الأحكام العالية، وذلك في إطار "الدفعة الثانية" من عملية تبادل الأسرى في إطار تفاهمات اتفاق وقف إطلاق النار في 19 كانون الثاني/ يناير الجاري.
وفقًا للجنة الدولية للصليب الأحمر، بدأت عملية فحص الأسرى الفلسطينيين في سجن عوفر، قرب بلدة بيتونيا غرب مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، عند الساعة الخامسة من فجر اليوم، على أن تتم عملية "الإفراج" بين الساعة العاشرة والساعة الحادية عشرة من صباح اليوم.
وكانت التقديرات الإسرائيلية قد تباينت بشأن توقيت تسلم الصليب الأحمر في غزة للأسيرات الإسرائيليات من المقاومة الفلسطينية، حيث رجحت بعض المصادر "الساعة العاشرة صباحًا"، في حين قالت مصادر أخرى إن "عملية التسليم قد تتم بحدود الساعة الثانية عشر حتى الرابعة عصرًا". والأسيرات الأربع هن: المجندة كارينا أرئيف، المجندة دانييل جلبوع، المجندة نعمة ليفي، المجندة ليري إلباج".
عودة النازحين إلى الشمال
ميدانيًا، وبموجب الاتفاق، من المفترض أن يبدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي "الانسحاب الكامل"، اليوم، من "محور نتساريم"، وسط القطاع، (أي من شارع الرشيد الساحلي إلى شرق شارع صلاح الدين)، وأن يُتاح للأهالي العودة إلى شمال القطاع، اعتبارًا من الأسبوع المقبل.
ووفق مسودة الاتفاق، يفترض أن يفكك الاحتلال الإسرائيلي مواقعه ومنشآته العسكرية بمنطقة "محور نتساريم" في عملية "قد تستمر لساعات"، وفق مصدر في حماس في تصريحات سابقة للإعلام.
ووفق الاتفاق، بحسب المصدر، "يُسمح بعودة النازحين إلى مناطق سكناهم دون حملهم أي نوع من السلاح "، كما أشار المصدر إلى أنه" نظرًا للانسحاب الإسرائيلي من المنطقة في ساعات متأخرة من مساء السبت، فإن العودة بالزخم الكبير للنازحين من الجنوب للشمال ستكون صباح الأحد".
أسماء بارزة
وبالعودة إلى تفاصيل على صلة بـ "عملية التبادل"، تجدر الإشارة، إلى أنه بحسب بنود الاتفاق، تلتزم إسرائيل بالإفراج عن 50 أسيرًا فلسطينيًا مقابل كل مجندة إسرائيلية يتم إطلاق سراحها، بينهم 30 محكومًا بالمؤبد و20 من ذوي الأحكام العالية.
وشهد "التبادل الأول" الذي تم في أول أيام الاتفاق، الإفراج عن 3 أسيرات مدنيات إسرائيليات مقابل 90 معتقلاً ومعتقلة فلسطينيين، جميعهم من الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس.
وتتضمن دفعة التبادل الثانية أسماء بارزة لأسرى محكومين بالمؤبد يتوقع الإفراج عنهم، على أن يتم إبعاد بعضهم إلى الخارج، ومن ضمن المتوقع الإفراج عنهم اليوم؛ زكريا الزبيدي وأحمد البرغوثي ووائل قاسم ومحمود عطاالله.
ماذا الذي حدث في اليوم السابع لوقف إطلاق النار؟
- أطلقت حركة حماس يوم السبت سراح الدفعة الثانية من الأسرى الإسرائيليين المكونة من 4 أسيرات مجندات٬ مقابل إفراج الاحتلال عن 121 أسيراً فلسطينياً من ذوي المؤبدات٬ و79 أسيراً من أصحاب الأحكام العالية من مختلف الفصائل والمناطق الفلسطينية٬ سيتم إبعاد بعضهم إلى خارج الأراضي المحتلة.
- وتكمن أهمية هذا الجزء من الاتفاق٬ أنه بموجب تسليم المجندات الأربع على الفور سينسحب الجيش الإسرائيلي بشكل كامل من غرب محور نتساريم (وسط القطاع)، أي من شارع الرشيد الساحلي إلى شرق شارع صلاح الدين (شرق المحور)٬ مما سيسمح بعودة نحو 600 ألف مواطن فلسطيني من جنوب القطاع إلى شماله.
- ووفق بنود الاتفاق، سيفكك جيش الاحتلال مواقعه ومنشآته العسكرية بمنطقة محور نتساريم في عملية قد تستمر لساعات للسماح بمرور مئات الفلسطينيين شمالاً وجنوباً بشرط "عدم حملهم أي نوع من السلاح"٬ كما سيتم تدفق شاحنات المساعدات الإنسانية دون قيود عبر شارع الرشيد أيضاً.
- وعليه٬ أعلن مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة٬ أنه سيُسمح للمواطنين بالانتقال من محافظات الجنوب والوسطى إلى محافظات غزة والشمال من خلال مفترق الشهداء (نتساريم) عبر شارع صلاح الدين (بالمركبات والسيارات فقط وليس مشيا على الأقدام) ابتداءاً من صباح الأحد الموافق 26 يناير/كانون الثاني 2025.
- وتقول حركة حماس إنه سيُفتح معبر رفح البري الحدودي مع مصر لمغادرة الجرحى يوم الأحد الموافق 2 فبراير/شباط القادم (اليوم الـ15 من وقف إطلاق النار). فيما تقول صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن تل أبيب تجري محادثات مع المصريين بشأن تشغيل معبر رفح بدءاً من اليوم الـ14 لوقف إطلاق النار بعد الدفعة الثالثة من تبادل الأسرى.
- حملت عملية تسليم الأسيرات الإسرائيليات الأربع من قبل كتائب القسام مشاهد ودلالات غير مسبوقة أثارت غضب الحكومة الإسرائيلية والمتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هغاري الذي انتقد مشهد تسليم الأسيرات "الاحتفالي" في وسط غزة بزي عسكري٬ قائلاً إن "حماس لم تلتزم بالإتفاق٬ وسنعمل على إعادة المختطفين"٬ على حد تعبيره.
- أولى رسائل التحدي في عملية التسليم يوم السبت هو المكان الذي اختارته كتائب القسام لتسليم الأسيرات٬ وهو ميدان فلسطين أو "الساحة" الذي يقع في قلب مدينة غزة٬ وسبق أن سلمت به القسام دفعة من الأسرى الإسرائيليين في هدنة 24 نوفمبر 2023.
- هذا الميدان أيضاً توغلت فيه آليات الاحتلال خلال الاجتياح البري للقطاع في هذه الحرب ودمرت نصباً تذكارياً للمقاومة كان على شكل قبضة تحمل سلاسل لأسماء جنود إسرائيليين تم أسرهم في حرب عام 2014. في رمزية إلى تمسك المقاومة بما في حوزتها من الأسرى لإجراء صفقة عن آلاف الأسرى الفلسطينيين الذين يقبعون في سجون الاحتلال منذ سنوات طويلة.
- كما عملت كتائب القسام قبيل عملية تسليم الأسيرات الأربع على نشر الآلاف من مقاتليها في مختلف أحياء مدينة غزة٬ في استعراض عسكري حاشد وغير مسبوق بالمركبات والدراجات النارية٬ منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار.
- إحدى أبرز المشاهد التي حملت دلالات أيضاً هي المنصة التي تم تجهيزها في ساحة فلسطين التي تم تنظيم الحضور فيها بشكل أفضل من المرة السابقة٬ حيث حملت هذه المنصة لافتة طبع عليها شعارات ألوية جيش الاحتلال مع عبارة "الصهيونية لن تنتصر" باللغة العبرية. كما حملت المنصة أسفل أقدام الواقفين عليها لافتة أخرى جمعت صور قادة حكومة الاحتلال والجيش كتب عليها "مجرمي الصهيونارية".
- تبع هذه الخطوة تقديم ممثلي "الصليب الأحمر" المخولين باستلام الأسيرات الأسيرات إلى المنصة٬ وجلوسهم إلى جانب ممثل كتائب القسام للتوقيع أوراق باستلام الأسيرات الأربع من المقاومة.
- المشهد الأكثر دراماتيكية ولم نعهده من قبل هو صعود الأسيرات الإسرائيليات الأربع على المنصة وإلقاء التحية على الحشود في الميدان بزي عسكري و"باج" تعريفي حمل معلوماتهن الشخصية٬ في دلالة وتذكير على أنه تم أسرهن كمجندات يقاتلن في جيش الاحتلال ولسن مدنيات.
- المشهد الأخير الذي حمل دلالة كبيرة هو أن مقاتلي القسام الذين صعدوا المنصة ووقفوا إلى خلف المجندات الأربع كانوا يحملون سلاح "تافور" الخاص بوحدات النخبة في الجيش الإسرائيلي٬ بعدما غنموه من الجيش الإسرائيلي خلال معركة "طوفان الأقصى" يوم 7 أكتوبر 2023.