قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم الثلاثاء إن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد له في اجتماع بينهما الليلة الماضية التزامه بمقترح وقف إطلاق النار في غزة وأن على حركة حماس المضي قدماً به أو لا.
ووصل بلينكن إلى إسرائيل أمس الاثنين في إطار جولة جديدة له في المنطقة تهدف إلى الدفع قدماً بخطة لوقف إطلاق النار في غزة نالت دعم مجلس الأمن. وتأتي هذه الجولة الإقليمية، وهي الثامنة لبلينكن منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في إطار جهود الدفع قدماً بمقترح هدنة أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن في 31 مايو/ أيار. وتبنّى مجلس الأمن، أمس الاثنين، القرار 2735 الذي يدعم المبادئ الواردة في اقتراح الرئيس الأميركي حول وقف إطلاق النار، في وقت أبدت فيه حركة حماس استعدادها للتعاون مع الوسطاء للدخول في مفاوضات غير مباشرة حول تطبيق مبادئ القرار.
وأضاف بلينكن بعد اجتماع مع قادة المعارضة الإسرائيلية في تل أبيب، الثلاثاء، إن بيان حماس الذي يدعم قرار مجلس الأمن بادرة تبعث على الأمل، معتبراً أن "الحديث القادم من قيادة حماس داخل غزة هو الأهم وهو ما ننتظر رؤيته". وقال إن المحادثات مع المسؤولين الإسرائيليين بشأن خطط اليوم التالي لانتهاء الحرب ستستمر بعد ظهر اليوم الثلاثاء وخلال اليومين المقبلين، مضيفاً أنه "كلما طال أمد الأمر زادت احتمالات اتساع الصراع".
من جانبه، قال بيني غانتس العضو المستقيل من حكومة الطوارئ الإسرائيلية بزعامة نتنياهو إنه أكد لبلينكن دعم حزبه من خارج الحكومة لمقترح صفقة تبادل الأسرى مع حماس. ونقلت وكالة "رويترز" عن قيادي في حماس قوله إن الحركة وافقت على قرار الأمم المتحدة بشأن وقف إطلاق النار ومستعدة للتفاوض حول التفاصيل.
وفي وقت لاحق اليوم سيتوجه بلينكن إلى الأردن في إطار جولته المستمرة.
بلينكن: الاقتراح المطروح يمهد الطريق أمام الهدوء
وبعد توقف له في مصر، حيث دعا دول المنطقة إلى "الضغط على حماس" للقبول بوقف إطلاق النار، التقى بلينكن، الاثنين، نتنياهو لمدة ساعتين تقريباً في القدس لمناقشة مقترح الهدنة المطروح والوضع في غزة. وشدد بلينكن على أنّ "الاقتراح المطروح يمهد الطريق أمام الهدوء على طول الحدود الشمالية لإسرائيل" مع لبنان وأمام "تكامل أكبر" بين إسرائيل "ودول المنطقة"، وفقاً لوزارة الخارجية. وأضاف بلينكن: "أعتقد اعتقاداً راسخاً أن الغالبية العظمى" من الإسرائيليين والفلسطينيين "تريد الإيمان بمستقبل" يعيش فيه الشعبان "في سلام وأمن".
"في حاجة إلى صفقة"
وتلقى نتنياهو أول ضربة سياسية كبيرة له منذ بدء النزاع عندما استقال الوزير بيني غانتس وحزبه من الحكومة. وانتقد غانتس، وهو القائد السابق للجيش، نتنياهو خصوصاً لعدم وضعه خطوطاً عريضة لخطة ما بعد الحرب في غزة، وقال إنّ رئيس الوزراء "يمنعنا" من تحقيق "نصر حقيقي".
وفجر الثلاثاء صوّت وزير أمنه يوآف غالانت ضد الحكومة خلال تصويت على مشروع قانون مثير للجدل يتعلق بتجنيد اليهود المتشددين دينياً (الحريديم). ورغم هذه التوترات الداخلية، يقول نتنياهو إنه ملتزم بهدفه المتمثل في القضاء على حماس التي تتولى السلطة في غزة منذ 2007.
ويسعى نتنياهو، وفق وسائل إعلام إسرائيلية، إلى ركوب موجة العملية التي أتاحت استعادة أربعة محتجزين، السبت، أما أهالي المحتجزين فمعظمهم يطالبون بصفقة لإطلاق سراحهم وليس بعمليات أخرى. وناشدت والدة المحتجز الإسرائيلي المحرر ألموع مئير الحكومة الإسرائيلية الموافقة على صفقة للإفراج عن أسرى آخرين ما زالوا محتجزين في القطاع، وقالت إنّ "بقية الرهائن في حاجة إلى صفقة لكي يعودوا إلى الديار سالمين. هناك صفقة على الطاولة. نطالب الحكومة الإسرائيلية بالمضي قدماً في الصفقة".
وكانت مصادر مصرية مطلعة على تحركات القاهرة بشأن الوضع في غزة، وأخرى دبلوماسية أميركية في القاهرة، قد كشفت، لـ"العربي الجديد"، عما وصفته بمشاورات أولية لبحث إمكانية عقد صفقة منفصلة يمكن بمقتضاها تحرير أسرى أميركيين لدى حركة حماس والمقاومة في قطاع غزة في ظل صعوبة تنفيذ صفقة شاملة لتحرير جميع الأسرى في ظل الصعوبات التي يفرضها نتنياهو وحركة حماس، على حدّ تعبير دبلوماسي أميركي.
وكشف مصدر مصري لـ"العربي الجديد"، أنّ مشاورات جرت أخيراً مع مسؤولين أميركيين معنيين بملف وقف إطلاق النار في غزة وتطرق إليها بلينكن في زيارته للقاهرة، أمس الاثنين، بشأن إمكانية إبرام اتفاق جزئي منفصل يخرج بمقتضاه سبعة أسرى أميركيين لدى حركة حماس ممن أُسروا في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وأوضح المصدر أنّ المسؤولين في الإدارة الأميركية طلبوا من نظرائهم في القاهرة جس نبض حماس بشأن إمكانية إبرام مثل هذا الاتفاق، وطبيعة المطالب التي قد تحددها الحركة في هذا الشأن.
تم تحديث الموضوع في
0 تعليقات