آخر المواضيع

فلسطينيون في غزة يغامرون بحياتهم في انتظار مساعدات تسد الرمق في رمضان


 يضطرّ سكان شمال قطاع غزة إلى الانتظار لساعات طويلة للحصول على مساعدات إنسانية، جراء اشتداد الجوع بفعل الحصار الإسرائيلي المستمر منذ أشهر ووسط شح في المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية.

ولا يخلو طريق الحصول على تلك المساعدات التي تُسقطها الطائرات على ساحل بحر شمال غزة من مخاطر تُهدّد الحياة، إلى جانب التعرض للجروح والرضوض نتيجة التدافع الشديد.

فلسطيني يقطع مسافات طويلة لإطعام أطفاله
بين سحاب الغبار المنبعث من أقدام مئات الشبان اللاهثين خلف مناطيد الغذاء التي تسقطها الطائرات شمال غزة، يقطع جهاد شلاش (40 عاماً) ما يزيد عن خمسة كيلومترات يومياً سيراً على الأقدام، علّه يجد ما يسعف به بطون أطفاله الخاوية.

وعلى تلة مقابلة لمنطقة "الواحة" على ساحل البحر، يقضى جهاد ساعات نهاره في رمضان؛ أملاً في الظفر بما تجود به صناديق المساعدات التي تسقطها من الجو طائراتٌ متعددة الجنسيات، من مواد غذائية، إلا أنه يعود خائباً من حلبة التدافع الشديد، فماذا تجدي بضعة أطنان من المساعدات أمام مئات آلاف المجوّعين منذ شهور؟!

ويشكو جهاد شلاش من الشح الشديد في الغذاء ونقص المياه، جراء الحصار الذي تفرضه إسرائيل على سكان القطاع القاطنين شمالي وادي غزة، وهو ما يدفعه – كحال آلاف الشباب – لتتبع ما تسقطه طائرات المساعدات.

ويقول إنه لا يملك مالاً لشراء ما يتوفر من مواد غذائية وسلع بشكل نادر على "بسطات" الباعة في شوارع مخيم جباليا، نظراً لارتفاع سعرها.

ولا يختلف الحال عما يصفه النازح أدهم الشعراوي قائلاً "ليس هناك لا أكل ولا أي شيء في المنازل، ولهذا نحن هنا من أجل الظفر ولو بالقليل من المواد الغذائية من أجل الصغار الذين لا يستطيعون تحمل الجوع والعطش".

مساعدات ملطخة بدماء الجوعى في غزة

وعلى الرغم من أن الدول التي تسقط تلك المساعدات منذ 28 فبراير/ شباط الماضي تقول إنها تهدف للتغلب على تعذر وصولها براً، في ظل منع إسرائيل إدخالها عبر المعابر البرية، إلا أن آلاف شاحنات المساعدات تقبع في الجانب المصري من معبر رفح البري، بانتظار قرار السماح لها بالوصول إلى المحاصرين في مدينة غزة وشمالي القطاع.

وعبّر فلسطينيون ممن ينتظرون المساعدات في شمالي القطاع، لـ "العربي الجديد"، عن استيائهم من هذه الطريقة التي وصفوها بـ "المهينة" في إيصال المساعدات، مُشككين في دوافع من يقول إنه مضطر لإسقاطها جواً، في حين أن السماح بإدخالها عبر البر  أقل تكلفة، وأوفر جهداً ووقتاً.

وتساءل شلاش الذي كانت ملامح التعب بادية على وجهه: "لماذا يتم رمي المساعدات من الطائرات بهذه الطريقة؟ ألا يمكن أن تسلم من المعابر البرية، بما يحفظ كرامتنا وحياتنا المهددة في كل لحظة".

بدوره قال النازح عرفات أبو درابي إنه تعرض للتدافع الشديد، ما أدى إلى إصابته بألم في قدمه من أجل كيلو عدس ونصف كيلو فاصولياء. فيما وصف مهند الخالدي وضع احتشاد الفلسطينيين في انتظار المساعدات بالمأساوي، بالنظر إلى الخطر الذي يهددهم مقابل مواد قليلة جداً.

وفي السياق أعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة، مساء الخميس، مقتل وإصابة عشرات المدنيين العزل ممن كانوا ينتظرون مساعدات إنسانية بمدينة غزة، جراء قصف إسرائيلي وإطلاق نار من طائرات مروحية ومسيّرة، في رابع أيام شهر رمضان.

وأفادت الوزارة بمقتل وإصابة عشرات جراء استهداف الجيش الإسرائيلي تجمعاً لمواطنين ينتظرون مساعدات إنسانية لسد رمقهم عند "دوار الكويت" بمدينة غزة شمال القطاع.

وقالت الوزارة إن "حصيلة ضحايا مجزرة دوار الكويت الذين وصلوا مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة ارتفعت إلى 20 شهيداً و161 مصاباً".


وفي 8 مارس/ آذار الجاري، تسبب إسقاط مساعدات من الطائرات بشكل خاطئ في استشهاد خمسة فلسطينيين وجرح عدد آخر في مناطق شمال غرب مدينة غزة، بحسب بيان لجهاز الدفاع المدني في القطاع.

ويطالب فلسطينيون الدول العربية والمجتمع الدولي بالعمل على إدخال المساعدات عبر المعابر البرية الرسمية، بدلاً من الإسقاط العشوائي جواً، بما يضمن توزيعها على مستحقيها بشكل عادل، ووفق قواعد بيانات لدى الجهات المختصة.
تم تحديث الموضوع في

إرسال تعليق

0 تعليقات

تابعنا على وسائل التواصل الاجتماعي

أخر المنشورات

أهم الاخبار

تابعونا على موقعنا اخبارنا سوا