أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الاثنين، بأن الضغط الكبير الذي يمارسه سكان المستوطنات والبلدات القريبة من الحدود مع لبنان قد يدفع مجلس الحرب الإسرائيلي (كابينت الحرب) إلى إصدار تعليمات للجيش الإسرائيلي باجتياح الأراضي اللبنانية برياً وإبعاد حزب الله عن الحدود، بالإضافة إلى إقدام سلاح الجو على عمليات قصف إضافية في لبنان قبل التوصل إلى تسوية.
ونقلت الصحيفة تقديرات إسرائيلية مفادها أنه "حتى في مثل هذه الحالة، ستبقى الحرب محدودة ولن تتحول إلى مواجهة أوسع"، ويرى مراسل الشؤون العسكرية في الصحيفة رون بن يشاي أن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله "لا يأخذ بعين الاعتبار"، في ظل التصعيد الحالي، أن الضغط الذي يمارسه سكان المناطق الشمالية ورغبتهم بالعودة إلى منازلهم قد يدفعان الحكومة الإسرائيليه إلى مثل هذا القرار، خاصة أنهم يشترطون العودة إلى بيوتهم بعد "إبعاد حزب الله عن الحدود مسافة 10 كم، وإقامة منظومة دفاعية على الحدود تضم وحدات كبيرة من الجيش، ومزودة بوسائل قتالية وتكنولوجية تفصل بين السكان وبين حزب الله".
وأشار الكاتب إلى أن الجيش الإسرائيلي يعمل بشكل ممنهج على تدمير البنى التحتية العسكرية التي أقامها حزب الله في البلدات القريبة من الحدود، متحدثاً عن مواقع عسكرية للحزب في المناطق المفتوحة بين الأشجار، التي يعتقد الجيش الإسرائيلي أنها كانت ستُستخدم كمواقع لتجهيز قوات الرضوان التابعة لحزب الله للهجوم على المواقع التي تسيطر عليها إسرائيل، واستخدامها لإطلاق قذائف وصواريخ مضادة للدروع.
كما يشير الكاتب إلى مواقع أخرى تستهدفها إسرائيل بزعم أنها مجمّعات داخل البلدات في جنوب لبنان، وتضم منازل لعناصر حزب الله تستخدمها كنقاط للمراقبة وجمع المعلومات الاستخبارية وإطلاق الصواريخ المضادة للدروع، وعليه يقوم الجيش الإسرائيلي باستهدافها.
وتابعت الصحيفة بأن القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي "أجرت مسحاً لتلك المناطق التي يقوم الجيش بتوجيه ضربات متتالية لها. ويعمل الجيش الآن ضد البنى التحتية الأكبر والأهم الواقعة على مسافة تتراوح ما بين 10 إلى 40 كم من الحدود، فضلاً عن توجيه ضربات لضباط كبار في الحزب، وقيادات فلسطينية أيضاً تعمل في خدمة الحزب" حسب المزاعم الإسرائيلية.
حزب الله يسعى "لعمليات انتقامية أخرى"
ونقلت الصحيفة تقديرات عن مسؤولين اسرائيليين، لم تسمهم، بأن عشرات الصواريخ التي أُطلقت من لبنان باتجاه أهداف إسرائيلية، بما فيها وحدات المراقبة التابعة لسلاح الجو في قاعدة "ميرون"، قد لا تكون الرد الوحيد على عملية اغتيال صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الأسبوع الماضي، في بيروت.
وبحسب تقديرات المسؤولين الإسرائيليين، فإن نصر الله قد يبادر إلى "عمليات انتقامية أخرى"، ولكن من داخل لبنان، لأنه غير معني برأيهم بمواجهة أكبر تؤدي إلى حرب أوسع بين إسرائيل وحزب الله.
وفي سياق متّصل، قال رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي، أمس الأحد، في حديثه لفرقة الضفة الغربية في الجيش الإسرائيلي: "في الشمال، قرر حزب الله دخول هذه الحرب. نحن نجبي منه أثماناً تتزايد باستمرار. لدينا مسؤولية وواجب لإعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان".
تم تحديث الموضوع في
0 تعليقات