رغم امتهان خبيرة الفلك - بحسب التعريف - ليلى عبداللطيف، لهذه المهنة منذ سنوات طويلة، وتوافق العديد من الأحداث مع "توقعاتها"، لكنها باتت حديثًا مقلقًا مؤخرًا في مواقع التواصل الاجتماعي.
وأثارت اللبنانية عبداللطيف جدلًا وقلقًا كذلك من الأسباب الكامنة وراء أحداث قوية وظاهرة تحدث بعد استضافتها في برامج إعلامية للحديث عن توقعاتها لكل عام. وكان آخرها طلاق الفنانين ياسمين عبدالعزيز وأحمد العوضي.
الحدث، الذي كان بمثابة صدمة للعديد من المتابعين، ليس بسبب طلاق الفنانين المصريين، ولكن بسبب كل ما كان قبل ذلك.
ففي مقابلة مع الإعلامي نيشان مطلع هذا العام، توقعت ليلى عبداللطيف طلاق ياسمين عبدالعزيز وأحمد العوضي بشكل مفاجئ ودون سابق إنذار. وإثر ذلك، قابل الفنانان المصريان هذا التوقع بالسخرية والتندر، بل وصل الأمر بأحمد العوضي باتهامها بالدجل والشعوذة، واستمر الطرفان التأكيد بين الحين والآخر على قوة علاقتهما في محاولة لتكذيب خبيرة الفلك.
وبشكل مفاجئ، تَحقَّق توقع ليلى عبداللطيف، بإعلان ياسمين عبدالعزيز طلاقها رسميًّا من أحمد العوضي دون سابق إنذار.
ورغم البلبلة، التي دفعت العديد من المتابعين عن التساؤل عن مصدر كل هذه التوقعات التي تتنبأ بها ليلى عبداللطيف، لكن العديد منها لم يحدث بالفعل، فعلى الصعيد الفني، مثلًا، تنبأت خبيرة الفلك قبل 8 سنوات بطلاق نانسي عجرم، إلا أنّ ذلك لم يحدث مطلقًا.
تصرّ الخبيرة الفلكية في حوار صحافي سابق مع جريدة "الخليج" الإماراتية أنها ليست "عرافة" أو "مشعوذة"، مستنكرة نعتها بهذه الصفات، ومؤكدة أنّ "تنبؤها ببعض الأحداث" يعود إلى "موهبة خالصة".
كما تنفي الاتهامات الموجهة إليها بكونها "ترتبط بمخططات وتعمل لصالح المخابرات أو (الماسونية)"، معلقة أن "توقعاتها من رب العالمين، وبإلهام خالص منه".
وتحدّت خبيرة الفلك اللبنانية من يتهمونها بذلك بتقديم إثباتات تشير إلى عملها وفق مخطط أو لصالح جهة ما، واصفة الاتهامات بالكذب والافتراء.
وتؤكد أن "الناس لا يتفهمون موهبتها"، ورغم ذلك تشير إلى أنها "مجرد بشر" وقد يحدث خطأ في توقعاتها لا يتجاوز 20%، على غرار توقعها فوز هيلاري كلينتون على دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016، وحصول العكس.
لكن على مرّ السنوات، لا يمكن إثبات أنّ ما لم تصدق به ليلى عبداللطيف، لا يتجاوز 20%، فمن المرجح أنه أكثر من ذلك بكثير.
وتثير التنبؤات، الحيرة، وتساؤلات العديد من متابعي مواقع التواصل. إذ يظلّ السؤال عن مصدر هذه التنبؤات معلقًا، وتظل الإجابة مبهمة نوعًا ما.
يقول الدكتور سعيد صادق، أستاذ الاجتماع السياسي في جامعة "مصر اليابان"، إن التنبؤ بالأحداث عادة ما يكون في بداية العام، ويتم بأساليب مختلفة، مشددًا على أنه "لا توجد طريقة في الوقت ذاته تضمن تنبؤات دقيقة للمستقبل".
ويؤكد صادق في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن التنبؤ العلمي يُبنى على تحليل بيانات واتجاهات وأنماط تاريخية للقدرة على التنبؤ بأحداث مستقبلية، كما يعتمد على آراء خبراء لتقدير احتمالية نتائج معينة، ويهدف إلى تقليل التحيزات والذاتية باستخدام أساليب موضوعية.
لكنه يرفض اعتبار أنّ التنبؤ بطلاق مشهور أو التكهن بمشاكل زوجية أو غيرها، يدخل في حيز "التنبؤ العلمي"، لافتًا إلى أنّ مثل هذه التكهنات يتم بناؤها على شائعات أو معتقدات ذاتية أو تطورات يسهل التنبؤ بها، ولا أساس لها من الناحية العلمية.
ويرى أستاذ الاجتماع السياسي أن بعض التكهنات تقع بمحض الصدفة، إلا أنها تفتقر إلى نهج منهجي وقائم على الأدلة. ويقول: "فمثلًا لا أحد بإمكانه أن يتنبأ متى ستنتهي حرب غزة".
ويلفت إلى أن تنبؤ ليلى عبداللطيف مثلًا بطلاق الفنانين ياسمين عبدالعزيز وأحمد العوضي، يعود فقط إلى قلاقل فنية عن وجود خلافات بين الطرفين؛ ما يجعل احتمالية طلاقهما موجودة، فيتم استغلال ذلك من قبل أمثال "عبداللطيف"، فإن أصابت الهدف كان بها، وإلّا، فلا ضيرَ في ذلك.
ويوضح الدكتور صادق أن مثل هذه الاحتمالات، التي تُبنى على شائعات، قد تحدث لأي شخص، ويقوم "المتنبئ" بوضع أي سيناريو قد يتحقق، فيظن الناس أن لديه القدرة على التنبؤ في المستقبل.
"كذب المنجمون ولو صدقوا"، بهذه العبارة المعروفة، أجاب الصحافي المصري إبراهيم الدراوي على واقعة تنبؤ ليلى عبداللطيف بطلاق ياسمين عبدالعزيز وأحمد العوضي، وغيرها من التنبؤات.
وفي تصريح لـ"إرم نيوز"، يؤكد أن الأمر "محض صدفة"، مشيرًا إلى أنّ توقع ليلى عبداللطيف بشأن طلاق ياسمين والعوضي، اعتمد على أمرين، أولها تقييمها لزواج الفنانين المصريّين بناء على علاقاتها بالوسط الفني، والثاني احتمالية هذا الطلاق، بناء على تقييمها للزيجات في الوسط الفني.
ويضيف الصحافي الدراوي أن زيجات الفنانين في الأصل هي زيجات مصالح، لذا غالبًا ما تنتهي بالطلاق، معلقًا: "لو أنك تابعت سعاد حسني وفريد شوقي كل الجوازات تبعهم مكنتش تستمر..".
ويوضح أن الزيجات التي تستمر لدى المشاهير عمومًا، هي التي يكون ارتباط أحد الطرفين فيها من خارج الوسط الفني ودائرة الضوء.
ويقول إن تنبؤ ليلى عبداللطيف بطلاق ياسمين عبدالعزيز وأحمد العوضي ليس غريبًا، وقد يقع بالفعل، وذلك لأن أي شخص، مثلا كأطباء علم النفس، في حال تتبعهم للفنانين، ودراسة "سايكولوجيتهم"، فإنهم سيكونون قادرين على التنبؤ بقدرتهم على الاستمرار في الزواج من عدمه.
أما استمرار بعض الفنانين لسنوات طويلة معًا، على غرار حسن يوسف وشمس البارودي، فيعود ذلك إلى تضافر مجموعة من الظروف في تلك المرحلة، وفق الصحافي المصري.
ويتابع الدراوي بالقول إنّ زواج الفنانين في العموم لا يتجاوز عشر سنوات، قبل أن يقع الطلاق، على حسب سيكولوجية الفنان الفلاني أو الفنانة، معلقًا: "فهي مش جابت جديد ولا اخترعت الذرة، وكثير من تنبؤاتها فشلت".
ويرى أنّ من يتتبع حياة من يدّعون القدرة على التنبؤ، سيدرك أنهم يصدرون لنا "الوجه الحسن"، بينما يوارون إخفاقاتهم الشخصية خلف الأبواب، لافتًا إلى أنّ ليلى عبداللطيف مرَّت في حياتها بالعديد من المطبات والإخفاقات الأسرية، وكان الأَولى بها وبأمثالها أن تتنبأ لنفسها وعائلتها بما سيحدث، تجنبًا للفشل.
0 تعليقات