استشهد شابان فلسطينيان، وأصيب ثلاثة آخرون بجراح خطيرة، برصاص قوات الجيش الإسرائيلي التي اقتحمت مدينة جنين من عدة محاور، مساء اليوم، السبت، وحاصرت مستشفيي الشهيد خليل سليمان الحكومي، وابن سينا ومقر جمعية "الهلال الأحمر".
وأصيب ثلاثة مواطنين بالرصاص الحي، مساء اليوم السبت، خلال مواجهات مع قوات الجيش الإسرائيلي، في محيط سجن "عوفر" العسكري، المقام على أراضي بلدة بيتونيا، غرب رام الله، وسط حالة من ترقب الإفراج عن مزيد من الأسرى في سجون الجيش الإسرائيلي في ثاني أيام الهدنة بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
وأفادت مصادر فلسطينية بأن قوات الجيش الإسرائيلي قمعت عشرات الفلسطينيين الذين تجمهروا في محيط سجن "عوفر" العسكري، بانتظار إطلاق سراح الدفعة الثانية من الأسرى، بموجب صفقة التبادل مع حركة حماس؛ وأطلقت قوات الجيش الإسرائيلي الرصاص الحي وقنابل الغاز السام باتجاه المتجمهرين، ما أدى لإصابة ثلاثة أشخاص بينهم طفل بالرصاص الحي.
وبحسب التقارير الإسرائيلية، فإن الأسرى الفلسطينيين الذين يفترض إطلاق سراحهم في المرحلة الثانية من صفقة التبادل وصلوا إلى سجن "عوفر"، حيث "سيبقون في عهدة الجيش الإسرائيلي حتى تسليم الرهائن الإسرائيليين في جولة الإفراج الثانية من الصفقة".
يأتي ذلك فيما أعلنت حركة حماس أنها قررت تأخير إطلاق الدفعة الثانية من الرهائن الذين تحتجزهم في قطاع غزة "حتى تلتزم إسرائيل ببنود الاتفاق"، وذلك في بيان صدر عن كتائب القسام، جاء فيه أنه "تقرر تأخير إطلاق سراح الدفعة الثانية من الأسرى حتى تلتزم إسرائيل ببنود الاتفاق المتعلقة بإدخال الشاحنات الإغاثية لشمال القطاع، وعدم الالتزام بمعايير إطلاق سراح الأسرى المتفق عليها".
كما أكد مسؤول إسرائيلي أن الدفعة الثانية من الرهائن لم تسلم حتى الآن للصليب الأحمر؛ وذلك في أعقاب التقارير الإسرائيلية عن تأخير في تسليم الدفعة الثانية من الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة والمنوي الإفراج عنهم اليوم، "لأسباب فنية"؛ وسط أنباء عن خلاف بين إسرائيل وحماس تتعلق بقوائم التبادل.
ووفقا للتقارير، فإن السلطات الإسرائيليه لم تلتزم بالسماح بإدخال 200 شاحنة مساعدات لقطاع غزة المحاصر، وبحسب المعطيات المتداولة إسرائيليا، فإن إسرائيل سمحت بإدخال 140 شاحنة إلى غزة حتى الساعة الرابعة مساء و180 شاحنة حتى الساعة الخامسة والنصف؛ كما أفادت التقارير بأن إسرائيل لم تلتزم بالإفراج عن الأسرى الذين قضوا فترات أطول في اسجون الإسرائيليه في الدفعة الأولى من الأسرى المفرج عنهم الجمعة.
وفي وقت سابق اليوم السبت، قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، قدورة فارس، خلال مؤتمر صحافي برام الله، إن "السلطات الإسرائيليه لم تلتزم الأقدمية في الإفراج عن الأسرى بصفقة التبادل الحالية". وأضاف: "حتى اللحظة، لا نعلم من أي مكان سيتسلم فيه الصليب الأحمر المجموعة الجديدة من الأسرى الذين سيُفرَج عنهم اليوم ضمن شروط الصفقة".
وفيما أخطرت السلطات المصرية الجانب الإسرائيلي أن القاهرة تعمل على "حل مسألة التأخير"، قالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن المسؤولين في تل أبيب لا يزالون يعتقدون أنه سيتم تنفيذ البند المتعلق بتبادل الأسرى في ثاني أيام الهدنة في قطاع غزة، وتسليم النبضة الثانية من الرهائن.
وقال مصدر في حماس، تحدث لوكالة "فرانس برس" أنه "بعدما تسلم الصليب الدفعة الثانية (من الرهائن) تم ايقافهم بخان يونس ووقف نقلهم لمعبر رفح وعددهم 14". وزعم مسؤولون في تل أبيب أن "إسرائيل لم تنتهك الاتفاق". وأشارت مصادر في الحركة تحدثت لصحيفة "العربي الجديد" أن "قطر تبذل جهودًا لمنع انهيار الاتفاق".
وبحسب المصادر، فإن "نتائج التحرك القطري ستظهر خلال ثلاث ساعات"، وأوضحت المصادر أن الوسيط القطري يسارع الخطوات لدفع إسرائيل لتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية والوقود والغاز إلى مدينة غزة ومحافظة الشمال، وأفادت بأن "قطر وعدت ببذل كل الجهود لمنع تجدد خرق إسرائيل لاتفاقية وقف إطلاق النار المؤقتة".