آخر المواضيع

كوارث طبيعية متتالية ... زلزال مدمر في المغرب وعاصفة دانيال في ليبيا

 

كوارث طبيعية متتالية ... زلزال مدمر في المغرب وعاصفة دانيال في ليبيا

مقابر جماعية لدفن ضحايا درنة الليبية.. وجثث الشوارع تنذر بكارثة بيئية

أفادت وسائل إعلام ليبية بدفن مئات الجثامين من ضحايا الفيضانات في مقابر جماعية بمدينة درنة التي ضربها الإعصار دانيال واختفت على إثرها أجزاء كبيرة من المدينة.

ويلقي البحر بمزيد من الجثث إلى الشاطئ في شرق ليبيا ليزيد من محصلة قتلى عاصفة دمرت تماما أحياء بأكملها على الساحل مع ورود أرقام مؤكدة بمقتل الآلاف واعتبار آلاف آخرين في عداد المفقودين.

وأوضحت صور متداولة في مواقع التواصل الاجتماعي، إنشاء سكان درنة المقابر الجماعية بعدما شهدت المدينة تزايد أعداد الضحايا، وبحسب مصادر فإن عمليات الدفن أجريت تحت إشراف الجهات المختصة من الوحدات العسكرية والهلال الأحمر. كما ساهم الليبيون في جمع الجثث التي جرفتها السيول إلى البحر.

يأتي ذلك فيما حذر المتحدث باسم جهاز الإسعاف والطوارئ الليبي في تصريحات لـ"العربية" و"الحدث" من احتمالية حدوث كارثة بيئية صعبة بسبب انتشار الجثامين في الشوارع، داعيا إلى إيجاد حلول في أسرع وقت.

وأضاف جهاز الإسعاف والطوارئ الليبي أن عملية البحث والإنقاذ مستمرة بسبب كثرة أعداد المفقودين.

وتم رصد عشرات الجثث الملفوفة ببطانيات على الأرض في ممرات مستشفى في درنة أو في الخارج على الرصيف، أمس الثلاثاء، في محاولة ليتعرف الناس على أحبائهم المفقودين.

وأعلنت الحكومة الليبية أنها لم تصل إلى أحياء في درنة حتى الآن، و"سلمنا المدينة للجيش لتنظيم العمل بها.. وعلى جميع السكان إخلاء درنة لمساعدة الجيش في البحث والإنقاذ".

هذا وأعلنت المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا، نزوح نحو 30 ألف شخص خارج درنة جراء الفيضانات في البلاد.

وأضافت المنظمة أن العدد المعروف للنازحين في مناطق أخرى ضربتها العاصفة بما في ذلك بنغازي هو 6085 شخصا.

في غضون ذلك، قال الهلال الأحمر الليبي، إن أكثر من 3 أحياء دمرت بالكامل في درنة، ما خلف أكثر من 5300 قتيل حتى اللحظة، بحسب تصريحات رسمية.

ودمرت السيول، الناجمة عن إعصار قوي ليل الأحد أدى إلى انهيار سدين، نحو رُبع مدينة درنة على ساحل البحر المتوسط، وجرفت مباني متعددة الطوابق بالعائلات التي كانت تنام داخلها.


وقال وزير الطيران المدني في حكومة شرق ليبيا هشام أبو شكيوات لـ"رويترز" عبر الهاتف "البحر يلقي عشرات الجثث باستمرار".

وأضاف: "لقد أحصينا حتى الآن أكثر من 5300 قتيل، ومن المرجح أن يرتفع العدد بشكل كبير، وربما يتضاعف لأن عدد المفقودين يصل أيضا إلى الآلاف".

وتابع قائلا: "عشرات الآلاف من الأشخاص أصبحوا بلا مأوى، نحتاج إلى مساعدات دولية، ليبيا ليس لديها الخبرة اللازمة للتعامل مع مثل هذه الكوارث".

وقال مسؤولون إن هناك مخاوف من فقد أو مقتل 10 آلاف على الأقل، لكن حصيلة الوفيات المؤكدة حتى الآن متفاوتة. وقال طارق الخراز المتحدث باسم سلطات شرق ليبيا، إنه تم انتشال 3200 جثة لم يتم التعرف على هوية 1100 منها.


توقعات بارتفاع أعداد ضحايا الإعصار "دانيال" في ليبيا وسط مناشدات للإغاثة


لا تزال حصيلة ضحايا العاصفة القوية التي ضربت مدينة درنة في ليبيا ترتفع، إذ يلقي البحر بجثث جديدة إلى الشاطئ، مع ورود أرقام مؤكدة بمقتل الآلاف واعتبار آلاف آخرين في عداد المفقودين.

ودمرت السيول الناجمة عن إعصار قوي ليل الأحد، أدى إلى انهيار سدين، نحو رُبع مدينة درنة على ساحل البحر المتوسط، وجرفت مباني متعددة الطوابق بالعائلات التي كانت تنام داخلها.

وقال وزير الطيران المدني في حكومة شرق ليبيا هشام أبو شكيوات عبر الهاتف "البحر يلقي عشرات الجثث باستمرار".

وأضاف "لقد أحصينا حتى الآن أكثر من 5300 قتيل، ومن المرجح أن يرتفع العدد بشكل كبير، وربما يتضاعف لأن عدد المفقودين يصل أيضًا إلى الآلاف".

وتابع قائلًا "عشرات الآلاف من الأشخاص أصبحوا بلا مأوى، نحتاج إلى مساعدات دولية، ليبيا ليست لديها الخبرة اللازمة للتعامل مع مثل هذه الكوارث".

وقال مسؤولون، إن هناك مخاوف من فقد أو مقتل 10 آلاف على الأقل، لكن حصيلة الوفيات المؤكدة حتى الآن متفاوتة، فيما قال طارق الخراز المتحدث باسم سلطات شرق ليبيا، إنه تم انتشال 3200 جثة لم يتم التعرف على هوية 1100 منها.

وجرى رص عشرات الجثث الملفوفة ببطانيات على الأرض في ممرات مستشفى في درنة أو في الخارج على الرصيف، أمس الثلاثاء، في محاولة ليتعرف الناس على أحبائهم المفقودين.

وقال أحد سكان درنة ويدعى مصطفى سالم، إن عائلته بأكملها كانت تعيش قرب وادي النهر مقابل المسجد.

وأوضح أن الناس كانوا نيامًا ولا أحد مستعد لما جرى، قائلًا إنه فقد 30 من عائلته فقط حتى الآن دون أن يجد أحدًا منهم.

وقالت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة، إن 30 ألفًا على الأقل شُردوا في درنة، فيما أكد مدير إدارة البحث لطفي المصراتي، الحاجة الملحة لأكياس لحفظ الجثث التي يجري العثور عليها.

وبدت آثار الدمار واضحة من المناطق المرتفعة في درنة حيث تحول وسط المدينة المكتظ بالسكان والمقام بامتداد مجرى نهر موسمي إلى حطام.

وأظهرت صور التُقطت بالأقمار الصناعية من المدينة قبل وبعد الكارثة أن المجرى المائي الذي كان ضيقًا نسبيًّا ويمر عبر وسط المدينة أصبح أكثر اتساعًا بكثير الآن مع اختفاء جميع المباني التي كانت قائمة حوله.

كما ظهر بوضوح دمار جسيم في أنحاء أخرى من المدينة مع اختفاء المباني بعدما فاضت المياه من المجرى المائي.

وتواجه عمليات الإنقاذ تعقيدات بسبب الانقسام السياسي في ليبيا، فحكومة الوحدة الوطنية المعترف بها دوليًّا تتمركز في طرابلس في الغرب، بينما تقع درنة في المنطقة الشرقية وتخضع لإدارة حكومة موازية تسيطر عليها قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر.



ووصف عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية، أمس الثلاثاء، الفيضانات بالكارثة غير المسبوقة، ودعا محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي الليبي إلى الوحدة الوطنية.

وأفادت وسائل إعلام مصرية، أن جثث عشرات المصريين الذين كانوا بين ضحايا العاصفة في ليبيا وصلت اليوم الأربعاء، إلى بني سويف، على بعد نحو 110 كيلومترات جنوبي القاهرة.

وسارعت حكومات من بينها مصر وقطر وتركيا لتقديم مساعدات إلى ليبيا. وقالت وزارة الدفاع الإيطالية إنها سترسل طائرتين عسكريتين تقلان رجال إطفاء وغيرهم من أفراد الإنقاذ في حالات الطوارئ وسفينة تابعة للبحرية.

وذكرت وكالة أنباء الإمارات أن الدولة أرسلت طائرتي إغاثة إلى شرق ليبيا تحملان 150 طنًا من المواد الغذائية الضرورية والإمدادات الطبية ومواد الإيواء والإغاثة العاجلة.

استغاثة "صحية" من ليبيا.. صعوبات في البحث عن المفقودين

قالت السلطات الصحية في ليبيا، إن فرق الإنقاذ لا تستطيع الوصول حتى الآن إلى مئات الضحايا جراء الفيضانات في المناطق المتأثرة بالعاصفة "دانيال"، في الوقت الذي بات عدد القتلى مرشحا للزيادة بصورة كبيرة.

وكانت وزارة الداخلية بالحكومة المكلفة من البرلمان الليبي، ذكرت في وقت سابق أنه تم التعرف على ما يقارب 2100 من ضحايا العاصفة "دانيال"، التي ضربت مدن شرق البلاد، وتم دفنهم في مدينة درنة، كما دفن 1100 جثة أخرى غير مدونين ولم يتم التعرف عليهم.

وأوضح وكيل شؤون المستشفيات بوزارة الصحة الليبية، سعد الدين عبد الوكيل، في تصريحات خاصة لموقع"سكاي نيوز عربية"، أن الإحصاء الرسمي لعدد ضحايا الكارثة الإنسانية مرشح للزيادة بصورة كبيرة في الفترة المقبلة، مع استمرار جهود البحث عن الجثث رغم الصعوبات الحالية.


ويتوقّع أن ترتفع حصيلة قتلى الفيضانات في شرق ليبيا بشكل هائل في ظل تقارير عن آلاف المفقودين، وفق ما حذّر الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال.

 كارثة إنسانية

وحدد عبد الوكيل تفاصيل الوضع الراهن داخل المناطق الليبية المتأثرة بـ"العاصفة دانيال"، في عدد من النقاط، قائلًا:

  • المشكلة الرئيسية تتمثل في جهود الإنقاذ والبحث عن المفقودين والجثث هي تراكم الحطام وغمر المياه لأماكن كثيرة، فهناك مئات الحالات بهذا الشكل ولا تستطيع فرق الإنقاذ الوصول إليها، خاصة أن ليبيا غير معتادة على التعامل مع طوارئ الكوارث الإنسانية  مثل الزلازل والسيول.
  • المستشفيات تضررت أيضا خاصة في مدينة درنة، حيث بات المستشفى الرئيسي مُعطلًا وتأثر بالسيول الكبيرة، في حين أن بعض المستشفيات المحيطة بالمنطقة تعمل بشكل جيد حتى الآن.
  •  لا يوجد في منطقة درنة أي وسائل للرعاية باستثناء مركز غسيل كلى يتم تجهيزه للعمل الآن، إضافة لـ 3 مستشفيات ميدانية داخل المدينة بالتنسيق مع القوات المسلحة والجهات والسلطات الصحية المحلية.
  •  تم إعداد مناطق في مناطق القبة، وأم الرزم، وطبرق، من البيضاء وبني غازي، كمناطق لإخلاء الحالات التي تحتاج إلى رعاية صحية.
8 آلاف مفقود

من جانبه، قدّر عضو مكتب الإعلام بفرع الإدارة العامة لأمن السواحل بطبرق، مروان الشاعري، في تصريحات لموقع"سكاي نيوز عربية"، عدد المفقودين جراء العاصفة "دانيال" بين 7 إلى 8 آلاف شخص حتى الآن.

وقال الشاعري: "لا تزال فرق الإنقاذ والبحث تعمل على مدار الساعة لانتشال الجثث والعثور على ناجين".

وأوضح أنه يتم نقل الضحايا إلى المشارح المُجهّزة لاتخاذ الإجراءات اللازمة تجاههم، وتجهيزهم للدفن إما في ليبيا، أو لنقلهم إلى بلدانهم حال طلب ذويهم ذلك، بمساعدة القوات المسلحة الليبية.



جهود الإنقاذ تكافح للوصول لقرى المغرب النائية.. وحصيلة القتلى تقارب الـ3 آلاف


يواجه كثير من الناجين من أقوى زلزال يضرب المغرب منذ أكثر من قرن ظروفا صعبة في الملاجئ المؤقتة التي يحتمون بها بعد أن قضوا ليلة خامسة في العراء. لكن اليأس استبد بأشخاص في مناطق نائية عزلتها الانهيارات الأرضية الناجمة عن الزلزال، وتكثفت جهود الإغاثة في الأماكن التي يمكن الوصول إليها من خلال إقامة مخيمات إيواء وتوزيع الغذاء والمياه.

وقال التلفزيون الرسمي إن الزلزال الذي بلغت قوته 7 درجات وضرب جبال الأطلس الكبير فجر السبت، حصد أرواح 2901 شخص وتسبب في إصابة 5530. وهذا الزلزال هو الأكثر فداحة من حيث عدد القتلى في الدولة الواقعة في شمال إفريقيا منذ عام 1960 والأقوى منذ أكثر من قرن.

وانضمت فرق إنقاذ من إسبانيا وبريطانيا وقطر لجهود البحث المغربية عن ناجين، وقالت إيطاليا وبلجيكا وفرنسا وألمانيا إن المغرب لم يوافق بعد على عروضها لتقديم المساعدة.

ولا يزال رجال الإنقاذ يكافحون للوصول إلى القرى الجبلية النائية التي تضررت بشدّة جراء الزلزال في محاولة للعثور على أحياء تحت الركام، فيما أطلق الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر نداء عاجلا لجمع مئة مليون فرنك سويسري، أيّ ما يعادل 112 مليون دولار تقريبا؛ لتلبية احتياجات ضحايا الزلزال الذي ضرب المغرب.

وتسبب الزلزال في تهجير غالبية سكان قرية أمزميز ممن نجوا من الموت، كاميرا "العربية" تجولت في أزقة هذه القرية المهجورة، والتقت ببعض العائلات التي فضلت البقاء بالقرب من بيوتها المتصدعة.

وأجلت عناصر الدرك الملكي المغربي الناجين من الزلزال المدمر في قرية طلعت يعقوب بمروحية عسكرية بعد أن عاش العديد منهم في ملاجئ مؤقتة، كما أظهرت صور جوية حجم الدمار الهائل الذي تعرّضت له منطقة تلات نيعقوب.

هذا وأبدى العاهل المغربي تضامنه مع أمته المكلومة خلال زيارة بعض المصابين في مستشفى قريب من مركز الزلزال، كما تبرع بالدم.

وأوردت "وكالة المغرب العربي للأنباء" الرسمية بأن الملك محمد السادس تفقد المستشفى الذي يحمل اسمه بمدينة مراكش، حيث تابع خدمات الإنعاش والرعاية المقدمة لمصابي الزلزال، بالإضافة لتفقد أوضاع الناجين.

هزة ارتدادية في ضواحي أمزميز بالمغرب وإخلاء عاجل للسكان


أفادت مصادر مغربية، اليوم الأربعاء، بوقوع هزة ارتدادية في ضواحي مدينة "أمزميز" وسط دعوات للسكان بإخلاء عاجل من مساكنهم ومناطقهم.

وتتواصل لليوم الخامس على التوالي جهود الإنقاذ من جانب السلطات المغربية والفرق المختصة والبحث عن ناجين، وسط تضاؤل الآمال بالعثور على المزيد من الأحياء تحت الأنقاض.

هزة ارتدادية في الحوز.. ومعاناة الناجين بالمغرب مستمرة

أعلن مركز رصد الزلازل الأوروبي المتوسطي، الأربعاء، أن شهود عيان أفادوا بحدوث هزة أرضية ارتدادية في منطقة الحوز المغربية.

وتدبر قرويون مغاربة فقدوا كل شيء في زلزال الأسبوع الماضي شؤونهم بصعوبة وسط أنقاض منازلهم، الأربعاء، فيما لا تزال الطرق مغلقة بسبب الانهيارات الأرضية علاوة على ندرة الإمدادات الأساسية مثل الخيام.

وأودى الزلزال، الذي بلغت قوته 7.2 درجة وضرب جبال الأطلس الكبير، مساء الجمعة، بحياة ما لا يقل عن 2901 شخص وأوقع 5530 مصابا وفقا لأحدث الأرقام الرسمية، مما يجعله أدمى زلزال يضرب المغرب منذ عام 1960 والأقوى منذ عام 1900 على الأقل.

ويقود الجيش المغربي جهود الإغاثة، بدعم من مجموعات وفرق إغاثة أرسلتها 4 دول أخرى، لكن التضاريس الوعرة والطرق المتضررة جعلت الاستجابة غير مكتملة، حيث كانت بعض القرى الأكثر نكبة هي آخر من يتلقى المساعدة.

ومع إعراب بعض الناجين عن إحباطهم إزاء بطء وتيرة الاستجابة، ظهر الملك محمد السادس، الثلاثاء، لأول مرة على شاشة التلفزيون منذ وقوع الزلزال، إذ زار مصابين في أحد مستشفيات مراكش.

وهناك زيادة ملحوظة، الأربعاء، في عدد القوات المغربية والشرطة وعمال الإغاثة على الطرق القريبة من مركز الزلزال.

وأقيمت خيام أو تم توسيعها وازدحمت المستشفيات الميدانية وحلقت طائرات الهليكوبتر في الأجواء.

وتعاملت الفرق الطبية مع حالات كسور بالعظام وجروح وإصابات بالصدمة نتجت عن انهيار المباني، كما عالجت أصحاب الأمراض المزمنة مثل السكري ممن شردهم الزلزال رغم شح الإمدادات الطبية.

وفي ذات الوقت لم تكن هناك مؤشرات على وصول المساعدات إلى بعض المواقع النائية.

وفي قرية أوتاغري الصغيرة، التي سويت بالأرض بالكامل تقريبا وقُتل فيها 4 أشخاص، أمضى ناجون 5 ليال منذ وقوع الزلزال في العراء في فناء مدرسة، وهو أحد المساحات القليلة التي لم تغطها الأنقاض.

وقال سعيد حسين (27 عاما)، الذي عاد إلى القرية من منزله الحالي في مراكش للمساعدة بعد الزلزال: "الأمر صعب حقا. الجو بارد".

وأضاف أن الناجين يخشون الهزات الارتدادية ويكافحون من أجل التأقلم مع الوفيات والدمار.

وأردف: "نكتم مشاعرنا. أنت تعلم أن الناس هنا يتسمون بالصلابة بعض الشيء ولا يمكنهم إظهار أنهم ضعفاء أو أن بمقدورهم البكاء، ولكن في داخلك تريد فقط الذهاب إلى مكان ما والبكاء".

والمدرسة نفسها لا تزال قائمة على الرغم من الشقوق والفجوات الضخمة التي شوهت الجدران الملونة وجعلت المبنى غير آمن.

ويستخدم القرويون إحدى الغرف كمكان لتخزين زجاجات المياه والمواد الغذائية، التي تبرع بمعظمها مواطنون مغاربة.

وتلقت القرية للتو شحنة من الخيام قدمتها الحكومة، لكنها لم تكن مقاومة للماء، وهو ما يشكل مصدر قلق بالغ في منطقة جبلية تكثر فيها الأمطار والثلوج.

وقالت نعيمة وازو (60 عاما) وفقدت 8 من أقاربها بسبب الزلزال: "سيأتي الشتاء قريبا وسيكون الوضع صعبا للغاية على الناس. كانت الحياة هنا صعبة حتى عندما كان الناس يعيشون في منازلهم. تتساقط الثلوج هنا والخيام لن تحل المشكلة".

مستشفيات ميدانية

وكان المشهد مختلفا تماما في قرية أسني الكبيرة التي تشكل نقطة مواصلات وتسوق كبيرة للقرى المحيطة، حيث يستقبل مستشفى عسكري ميداني المرضى منذ يوم الإثنين.

وبجانب المستشفى كانت هناك صفوف من الخيام الكبيرة الزرقاء والخضراء التي وفرتها الحكومة للمشردين. ووسط هذه الخيام، كان الأطفال يقفزون فوق بساط مطاطي.

وفي بلدة تلات نيعقوب الصغيرة التي تعرضت لضرر بالغ، لكن تحولت إلى نقطة إغاثة كان المرضى يتلقون العلاج داخل سيارات إسعاف مصطفة بجوار مخيم للناجين.

وفي إطار مبادرة خاصة، جاءت سيارات إسعاف من مستشفيات في أجزاء أخرى من المغرب قررت إرسالها مع بعض موظفيها لمساعدة الناجين.


حفل عرس ينقذ جميع سكان قرية من الموت في زلزال المغرب


قرية إيغيل نتلغومت تحولت إلى أنقاض وأصبح الكثير من سكانها بلا مأوى الآن.. لكن على عكس أجزاء أخرى من منطقة أداسيل، القريبة من مركز الزلزال، لم تقع فيها وفيات أو إصابات خطيرة

كان حفل عرس سبباً في إنقاذ جميع سكان قرية مغربية من الزلزال المدمر، الذي وقع يوم الجمعة الماضي ودمر منازلهم المبنية من الحجر والطوب اللبن في الوقت الذي كانوا يستمتعون فيه بالموسيقى الشعبية الأمازيغية في فناء خارجي.

وكان من المقرر إقامة حفل زفاف حبيبة أجدير (22 عاماً) ومزارع التفاح محمد بوضاض (30 عاماً) في قريته كطو يوم السبت، وأقامت عائلة العروس حفل العرس التقليدي قبلها بيوم، وفقاً للعادات والتقاليد.

وقال بوضاض، الثلاثاء، وهو يقف بجوار زوجته وما زالا يرتديان ملابس زفافهما بعد مرور حوالي أربعة أيام على الزلزال الذي دفن متعلقاتهما تحت الأنقاض، إن الزلزال أصابه بالخوف على زوجته وهو ينتظرها في قريته.

وأردف قائلاً: "أردنا أن نحتفل. ثم وقع الزلزال. لم أكن أعرف ما إذا كان علي أن أقلق على قريتها أم على قريتي".

وكان بوضاض يمسك بيد زوجته وهو يتحدث. وعندما سُئل عن طريقة لقائهما، ابتسم بخجل واكتفى بالقول إن "القدر جمعهما". وأضاف أن الزلزال أصاب أجدير بصدمة شديدة لدرجة أنها لم تعد ترغب في التحدث إلى الغرباء.

من جهتهم، قال سكان إن قرية أجدير الفقيرة، إيغيل نتلغومت، تحولت إلى أنقاض، وأصبح الكثير من سكانها بلا مأوى الآن، لكن على عكس أجزاء أخرى من منطقة أداسيل، القريبة من مركز الزلزال، لم تقع فيها وفيات أو إصابات خطيرة.

وكان الزلزال هو الأكثر دموية في المغرب منذ عام 1960 بعدما أسفر عن مقتل أكثر من 2900 شخص، معظمهم في تجمعات سكانية نائية في سلسلة جبال الأطلس الكبير بجنوب مراكش.

وأصيب شخص واحد فقط في إيغيل نتلغومت، هو أحمد آيت علي أوبلا البالغ من العمر ثماني سنوات، في الزلزال عندما سقطت صخرة على رأسه وأصابته بجرح قطعي.

وكان الحفل مجرد حفل عرس يسبق ليلة الزفاف قبل مغادرة العروس إلى منزل العريس بوضاض الذي كان ينتظرها في كطو.

ورغم الكارثة، سافرت أجدير إلى كطو يوم السبت مع شقيق بوضاض وزوجته، اللذين كانا في الحفل، تاركةً وراءها هدايا زواجهما، ووصلوا جميعاً بعد الظهر.

وكانت الطرق سيئة للغاية لدرجة أنهم اضطروا إلى السير على الأقدام طوال الطريق وعندما وصلوا إلى هناك وجدوا أضراراً واسعة النطاق، لكن لم تقع وفيات.

وكما حدث في إيغيل نتلغومت، أنقذت مناسبة اجتماعية في كطو العديد من الأرواح حين كان قرويون يؤدون واجب العزاء في منزل ظل قائماً.

وكان بوضاض قد اشترى 150 دجاجة و30 كيلوغراماً من الفاكهة للاحتفال بالزفاف بعد ظهر ذلك اليوم، لكن معظمها فسد الآن. وقال "عندما وصلت لم يكن هناك مكان للنوم. نبحث عن مجرد خيمة".

إيواء سكان القرى المجاورة

وجاء كثير من الناس من القرى المحيطة بإيغيل نتلغومت للاستمتاع باحتفال عائلة أجدير وتقاسم وجبة من لحم البقر المطهو لينجوا بذلك من مصير مجهول ربما كان ينتظرهم تحت الأنقاض لولا خروجهم للمشاركة في الاحتفال.

وكان والد العروس محمد أجدير (54 عاماً) قد نصب خيمة كبيرة في باحة منزله لضيوف الحفل غير أن هذه الخيمة تُستخدم الآن كمأوى للقرويين رغم أنهم يقولون إنهم سيحتاجون قريباً إلى ملاجئ أكثر قوة مع التوقعات بأن يكون الطقس أكثر برودة في وقت لاحق من الأسبوع الجاري.

وبينما كان يتجول في القرية، أشار أجدير إلى علامات الفوضى التي حدثت ليلة الجمعة بما في ذلك الأحذية الأنيقة المدفونة تحت الركام.

والمصير المروع الذي نجا منه سكان إيغيل نتلغومت كان واضحاً للعيان على بعد بضعة كيلومترات أسفل الطريق الجبلي المتعرج المؤدي إلى مراكش حيث دمرت قرية تيكخت بالكامل تقريباً.

ولم يبق أي منزل قائماً، ولقي حوالي 68 شخصاً حتفهم من بين سكان القرية البالغ عددهم 400 نسمة.

لكن رغم نجاة سكان إيغيل نتلغومت، لا يزالون بحاجة ماسة إلى المساعدة ويمكن رؤية بعضهم وهم يسيرون تحت سفح الجبل لطلب المساعدة من السلطات.

وبات جميع الناجين في كطو يتقاسمون إمداداتهم الضئيلة. وقال محمد أجدير "القرية عائلة كبيرة. نتقاسم كل ما نحصل عليه".

تم تحديث الموضوع في

إرسال تعليق

0 تعليقات

تابعنا على وسائل التواصل الاجتماعي

أخر المنشورات

أهم الاخبار

تابعونا على موقعنا اخبارنا سوا