آخر المواضيع

21 ألف قتيل ومفقود بدرنة في ليبيا.. الأمم المتحدة تؤكد ازدياد حصيلة ضحايا السيول وتتوقع ارتفاعها مجدداً و891 بناءً دُمر بالكامل..



21 ألف قتيل ومفقود بدرنة في ليبيا.. الأمم المتحدة تؤكد ازدياد حصيلة ضحايا السيول وتتوقع ارتفاعها مجدداً

أعلنت الأمم المتحدة، السبت 16 سبتمبر/أيلول 2023، عن ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات التي ضربت مدينة درنة شرقي ليبيا، إلى 11 ألفاً و300 قتيل، فيما تجاوز عدد المفقودين في المدينة 10 آلاف، في وقت لا تزال فيه فرق الإنقاذ تواصل عمليات البحث عن ناجين، وسط تضاؤل الآمال. 

مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، قال في تحديث لحصيلة الضحايا في درنة، إنه "بالاستناد أيضاً إلى أرقام الهلال الأحمر الليبي، فإن 10 آلاف و100 آخرين لا يزالون في عداد المفقودين في المدينة المنكوبة"، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية. 

أضاف المكتب أنّ الفيضانات أودت بحياة 170 شخصاً في أماكن أخرى بشرق ليبيا خارج درنة، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن هذه الأرقام "من المتوقع أن ترتفع، حيث تعمل طواقم البحث والإنقاذ بدأب للعثور على ناجين". 

ووصفت الأمم المتحدة الوضع الإنساني في شرق ليبيا، الذي ضربه إعصار "دانيال" بأنه قاتم، وخاصة في درنة، وذكر تقرير المنظمة أن المدينة تعاني من مشكلة حادة فيما يتعلق بمياه الشفة (المياه الصالحة للشرب والاستخدام المنزلي).

في هذا الصدد، أعلن المركز الوطني لمكافحة الأمراض في ليبيا، السبت 16 سبتمبر/أيلول 2023، عن حالة طوارئ لمدة عام في كامل المناطق الشرقية التي ضربها الإعصار، وقال بيان لمدير المركز نشر عبر منصة "حكومتنا" الرسمية على فيسبوك: "ارتفاع عدد حالات التلوث (التسمم) بمياه الشرب (في درنة) إلى 150 حالة، نتيجة اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي".

كذلك وفي المناطق المحيطة التي شهدت سنوات من النزاعات المسلحة، حذّرت الأمم المتحدة من مخاطر الألغام الأرضية التي جرفتها مياه الفيضانات من مكان إلى آخر وتهدّد المدنيّين الذين يتنقلون سيراً.


كانت عاصفة "دانيال" القوية قد ضربت، الأحد 10 سبتمبر/أيلول 2023، شرق ليبيا، وتسببت الأمطار الغزيرة بكميات هائلة في انهيار سدّين في درنة، ما تسبّب في تدفق المياه بقوة في مجرى نهر يكون عادة جافاً.

جرفت المياه معها أجزاء من المدينة بأبنيتها وبناها التحتية، وتدفقت المياه بارتفاع أمتار عدة، وحطمت الجسور التي تربط شرق المدينة بغربها، وقالت وكالة الأنباء الفرنسية، إن المياه الجارفة خلفت وراءها مشهد دمار، ويبدو كما لو أن زلزالاً قوياً ضرب جزءاً كبيراً من المدينة.

قبل الكارثة كان عدد سكان المدينة 100 ألف نسمة، وفي ظل صعوبة الوصول والاتصالات وعمليات الإغاثة والفوضى السائدة في ليبيا حتى قبل الكارثة، تتضارب الأرقام حول أعداد الضحايا، وقد أعطى وزراء في حكومة الشرق أرقاماً غير متطابقة عن الخسائر. 

تسببت الكارثة أيضاً بنزوح 40 ألف شخص في شمال شرق ليبيا، وفق ما أوردت المنظمة الدولية للهجرة، التي حذرت من أن العدد يُرجح أن يكون أعلى بالنظر إلى صعوبة الوصول للمناطق الأكثر تضرراً.

حزن في درنة

فيما تتضاءل الآمال بالعثور على ناجين من السيول في درنة، خاصة أن جثامين ضحايا جرفتها الأمواج وباتت تصل إلى الشواطئ، لكن سكان المدينة لا يزالون يبحثون عن ناجين محتملين. 

كذلك يحصي السكان حجم الخسائر التي تكبدوها جراء الفيضانات التي دمرت مساحات شاسعة من المدينة الساحلية، وبحسب الوكالة الفرنسية تحول الشارع المركزي الذي كان ذات يوم مركزاً تجارياً رئيسياً في درنة، بفضل المحلات التجارية المصطفّة على جانبيه، إلى منطقة مهجورة إلى حد كبير.

لم يكسر حالة الصمت هذه إلا صوت الريح أمام المباني المدمرة، بينما كان عدد قليل من الأفراد يجلسون في حالة من الحزن على الطريق، يحتسون القهوة ويحصون حجم الأضرار.

المُعلم طارق فهيم الحصادي (44 عاماً)، الذي لقيت زوجته وأحفاده الخمسة الصغار حتفهم في الفيضانات، قال: "أول شيء أخشاه هو استمرار هذا الوضع لفترة طويلة". وقد نجا طارق هو وابنه بعد أن تسلقا إلى السطح.

أضاف وهو يبكي بينما كان يحرس منزله المدمر: "هذا يحتاج إلى مثابرة، وأخشى أن يكون الدعم القادم إلينا مؤقتاً"، لكنه أضاف أنه مصمم على عدم مغادرة المنطقة.

يُذكر أن هذه الكارثة التي حلّت على الشرق الليبي تأتي في وقت تغرق فيه البلاد في الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011، وتتنافس على السلطة فيها حكومتان، الأولى تتخذ من طرابلس في الغرب مقراً ويرأسها عبد الحميد الدبيبة، وتعترف بها الأمم المتحدة، وأخرى في شرق البلاد الذي ضربته العاصفة، يرأسها أسامة حمّاد، وهي مكلّفة من مجلس النواب ومدعومة من الجنرال خليفة حفتر. 


بينها 891 بناءً دُمر بالكامل.. الحكومة الليبية تؤكد تضرر 1500 مبنى جراء السيول في درنة


 قدرت حكومة الوحدة الوطنية الليبية، العدد الإجمالي للمباني المتضررة من السيول والفيضانات في مدينة درنة بنحو 1500 من إجمالي 6142 مبنى، وفقاً لوكالة الأنباء الليبية الرسمية، الأحد 17 سبتمبر/أيلول 2023.


وأوضح الفريق المكلف من الحكومة الليبية بحصر الأضرار بالمدينة، في إحصائية أولية، أن عدد المباني المدمرة بالكامل بلغ 891 مبنى وبشكل جزئي 211 ونحو 398 مبنى غمرها الوحل، كما تقدر المساحة الإجمالية للمنطقة التي غمرتها السيول والفيضانات في درنة بستة كيلومترات مربعة.

وقبل أيام، نشرت شركة "بلانيت لابس" (planet labs) الأمريكية صور أقمار اصطناعية ترصد حجم الدمار الذي حلّ بمدينة درنة شرقي ليبيا بعد إعصار دانيال، الذي تسبب في قتل 11 ألفاً و300 شخص، وتجاوز عدد المفقودين في المدينة 10 آلاف. 

وقارنت الشركة بين الصور التي التُقطت في 2 سبتمبر/أيلول الحالي، وتلك التي التقطت في 12 سبتمبر/أيلول.

وأظهرت إحدى الصور البحر وقد ابتلع جزءاً كبيراً من اليابسة في درنة، بينما بدا في أخرى مجرى السيول التي جرفت إحدى المناطق بالكامل.

وتسببت كارثة الفيضانات بنزوح 40 ألف شخص في شمال شرقي ليبيا، وفق ما أوردته المنظمة الدولية للهجرة، التي حذرت من أن العدد يُرجح أن يكون أعلى بالنظر إلى صعوبة الوصول للمناطق الأكثر تضرراً.


 

تم تحديث الموضوع في

إرسال تعليق

0 تعليقات

تابعنا على وسائل التواصل الاجتماعي

أخر المنشورات

أهم الاخبار

تابعونا على موقعنا اخبارنا سوا