آخر المواضيع

غانتس قد ينضم وتحالف اليمين يتصدع.. حكومة نتنياهو على مفترق طرق


 يعيش الائتلاف الحكومي الذي يقوده بنيامين نتنياهو حالة من عدم الاستقرار؛ بسبب التوتر الأمني الذي يواجهه في الفترة الأخيرة.

يأتي ذلك في ظل الاتهامات الموجهة له بالفشل بالملف الأمني الذي يعتبر أهم ركائز الحملة الانتخابية لأحزاب اليمين.

تقرير لموقع "والا" العبري وصف الواقع الأمني والسياسي والاستراتيجي لإسرائيل بـ"القاتم"، وأن تل أبيب معزولة وأضعف من أي وقت مضى.
وأكدت تقارير عبرية، أن الملف الأمني يهدد بانهيار تحالف الأحزاب اليمينية، ويعزز من فرص انضمام زعيم "معسكر الدولة" بيني غانتس للائتلاف الحكومي، خاصة في ظل تنامي مكانته لدى الجمهور الإسرائيلي.

ووفق استطلاع رأي أجرته القناة 13 العبرية، فإن "قوة غانتس لا تزال تتصاعد، ويمكن أن تحصل كتلته على 29 مقعداً بالكنيست حال أجريت الانتخابات اليوم، في حين تراجع حزب الليكود للمرتبة الثالثة بـ20 مقعداً".

وحسب استطلاع الرأي، فإن "ائتلاف نتنياهو الحالي خسر 18 مقعداً بالكنيست، ويمكن أن يحصل على 46 مقعداً حال أجريت الانتخابات اليوم، كما أن جميع أحزاب الائتلاف الحكومي تراجعت قوتها البرلمانية"، حسب القناة.

انهيار الائتلاف

وفي السياق، أكد تقرير لموقع "والا" العبري، أن "تدهور الوضع الأمني في إسرائيل قد يقرب انهيار حكومة نتنياهو"، مشيراً إلى أن الحكومة الإسرائيلية فشلت بمهمتها الأساسية المتعلقة بالتعامل مع التحديات الأمنية.

وقال التقرير العبري، إن "التصعيد الأمني الحالي والذي يمكن وصفه بأنه متعدد المراحل، يشير إلى الفشل الكامل للحكومة اليمينية بمهمتها الأساسية، خاصة في ظل تنصل وزرائها من مسؤولياتهم ووعودهم".

وأوضح أن "وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش سيجدان صعوبة مع مرور الوقت في التصالح مع سياسة الحكومة الحالية بالملف الأمني"، في إشارة لرفضهم أسلوب الرد الإسرائيلي الحالي على التوتر الأمني.

وأشار إلى أن "الثمن الذي سيدفعه نتنياهو مقابل الشراكة مع بن غفير وسموتريتش سيزداد مع مرور الوقت"، واصفاً الواقع الأمني والسياسي والاستراتيجي لإسرائيل بـ"القاتم"، وأن تل أبيب معزولة وأضعف من أي وقت مضى.

وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية، إن "بن غفير وسموتريتش اكتشفا بعد الجلسة الأخيرة للمجلس السياسي والأمني المصغر (كابيت) التي عقدت قبل عدة أيام بسبب التوتر الأمني، أن هذه الاجتماعات لا تخدمهم سياسياً".

وأوضحت الصحيفة، أن "نتنياهو حاول لأشهر منع انعقاد الكابينت؛ لأن بعض وزرائه ليس لديهم خبرة أمنية خاصة بن غفير وسموتريتش"، مستدركةً: "لكن الأوضاع الأخيرة أجبرته على ذلك، فيما اتخذت قرارات فيما يبدو أنها لم تناسب الحملة السياسية للوزيرين المتطرفين".

وتعرض الوزيران لانتقادات حادة من اليمين لدورهما فيما وصفت بأنها قرارات "معتدلة للغاية" صدرت عن الكابينت؛ الأمر الذي دفعهما للدفاع عن نفسيهما والتأكيد على أنهما ضد سياسة احتواء التصعيد وأنهما ليسا من يضعان سياسة الحكومة.

غانتس سيكون له شروط صعبة لقبول الانضمام لائتلاف نتنياهو تتعلق بالملفات الأمنية والسياسية وبخطة إصلاح القضاء.

المنقذ غانتس

ويرى محللون سياسيون، أن ائتلاف نتنياهو الحكومي يوشك على الانهيار بسبب التحديات الكبيرة التي يواجهها خاصة بالملف الأمني، مؤكدين أن الخيار الوحيد لرئيس الوزراء سيكون توسيع ائتلافه الحكومي وضم غانتس.

وقال المحلل السياسي سهيل كيوان، إن "انضمام غانتس لائتلاف نتنياهو تزداد فرصه يوماً بعد يوم، حيث ينقذ ذلك نتنياهو وحكومته من الكثير من الأزمات التي يواجهها، خاصة الأزمة الأمنية".

وأوضح كيوان لـ "إرم نيوز"، أن "تحالف اليمين بوضعه الحالي قد يتفكك في أي لحظة، خاصة وأن قادة اليمين فيه يطالبون بقرارات صارمة للتعامل مع الملف الأمني، في حين يفضل نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت سياسة الاحتواء".

وأضاف كيوان: "التناقضات داخل ائتلاف نتنياهو كثيرة والتحديات كبيرة، وبالتالي لن ينجح نتنياهو في مواصلة إدارة أزمات حكومته بالوضع الحالي، وبالتالي سيضطر للاستعانة بغانتس وضمه لائتلافه الحكومي".

وأشار إلى أن "انضمام غانتس لائتلاف نتنياهو سيعزز من قوة رئيس الوزراء وسيمكنه من اتخاذ قرارات أمنية تتعلق بشن عمليات عسكرية على مختلف الجبهات، دون الخوف من الانتقادات الحادة من قبل قادة المعارضة".

وبين المحلل السياسي أن "غانتس سيكون له شروط صعبة لقبول الانضمام لائتلاف نتنياهو تتعلق بالملفات الأمنية والسياسية وبخطة إصلاح القضاء، كما أنه سيعمل على إظهار ذلك على أنه إنجاز سياسي لكتله بالكنيست".

واستكمل بالقول: "بتقديري لدى غانتس رغبة بأن يكون جزءاً من الحكومة الإسرائيلية، الأمر الذي سيؤدي لتذليل الكثير من العقبات والتوصل لحل وسط بينه وبين نتنياهو"، متابعاً: "سيقدم الزعيمان تنازلات كبيرة من أجل ذلك".

مخرج للمعارضة

ويرى المحلل السياسي محسن أبو رمضان، أن "انهيار ائتلاف نتنياهو الحكومي احتمال وارد في الوقت الحالي، خاصة في ظل المعارضة المتصاعدة للائتلاف داخل وخارج إسرائيل، علاوة على فشله بالملف الأمني".

وأوضح أبو رمضان لـ "إرم نيوز"، أن "اليمين الإسرائيلي اليوم في أضعف حالاته منذ سنوات؛ الأمر الذي سيدفع نتنياهو للعمل على ضم غانتس لائتلافه الحكومي"، مبيناً أن ذلك يخفف عنه أعباء الشراكة مع الأحزاب اليمينية.

وأضاف: "نتنياهو يريد أن يستثمر التوتر الأمني الحالي لاستمالة أحزاب المعارضة وضم بعض أحزابها لحكومته، وهذا الأمر سيدفع غانتس للخروج من الحسابات الذاتية للحسابات الأمنية وبالتالي قبوله الانضمام للحكومة".

وأشار أبو رمضان، إلى أن "انضمام غانتس للائتلاف الحكومي سيكون مخرجاً لنتنياهو من أزماته السياسية والأمنية، كما أنه سيكون مخرجاً للمعارضة تتوصل من خلاله لصفقة مع رئيس الوزراء تكبح جماح الأحزاب اليمينية".

وحسب المحلل السياسي، فإن "غانتس لديه الرغبة في تولي منصب رئيس الوزراء وسيقبل بأي عرض يمكن أن يحقق له ذلك، وسيطالب بتفاهمات محددة وضمانات أمريكية لتوليه المنصب قبل قبوله الانضمام لحكومة نتنياهو".

ولفت إلى أن "نتنياهو بدوره سيعمل على التوصل لصفقة تمنع تقديمه للمحاكمة مقابل استغنائه عن خطة إصلاح القضاء وعن التحالف مع بن غفير وسموتريتش، خاصة وأن رئيس الوزراء لم يعد لديه قدرة على ضبطهم"، وفق تقديره.

تابعنا على وسائل التواصل الاجتماعي

إرسال تعليق

0 تعليقات

تابعنا على وسائل التواصل الاجتماعي

أخر المنشورات

أهم الاخبار

تابعونا على موقعنا اخبارنا سوا