آخر المواضيع

جبل مقدس قد ينفجر في أية لحظة.. ما قصة “بركان فوجي” وكيف تستعد الحكومة اليابانية للكارثة؟

 


جبل مقدس قد ينفجر في أية لحظة.. ما قصة “بركان فوجي” وكيف تستعد الحكومة اليابانية للكارثة؟

بينما انشغل العالم مؤخراً بالزلازل التي برزت مؤخراً كواحدة من أكثر الظواهر الطبيعية تهديداً لحياة البشر، تنشغل اليابان بكارثة من نوع آخر: نتحدث هنا عن احتمالية انفجار بركان جبل فوجي الشهير. 

على الرغم من أن آخر مرة انفجر فيها هذا البركان كانت منذ أكثر من 300 عام، فإن السلطات الحكومية تخشى احتمالية انفجاره مجدداً في العصر الحديث، فما قصة هذا البركان وكيف أعدت اليابان عدتها لمواجهته؟


فوجي.. جبل النار 

يعتبر بركان فوجي، الواقع في قمة الجبل الذي يحمل الاسم نفسه، أعلى نقطة في اليابان بأسرها. وفي واقع الأمر، من غير الدقيق الإشارة إليه باسم "بركان" فهو يتكون من عدة  براكين متداخلة. ويعرف المركزان الأوليان للبركان باسم "فوجي القديم" (كو فوجي) و"شين فوجي" التي تعني فوجي الجديد. 

ويرجح أن أصل كلمة فوجي باليابانية تعني "جبل النار"، وفقاً لما ورد في موقع britannica،  وهو جبل مقدس في اليابان، إذ تعتقد إحدى الطوائف الدينية أن الجبل يملك "روحاً" تتجسد فيه، كما أنه محاط بالأضرحة والمعابد، ولطالما اعتُبر تسلقه من أبرز الطقوس الدينية عند كثير من اليابانيين.

ويُعتقد أن هذا الجبل تشكل خلال الـ2.6 مليون سنةٍ الماضية على قاعدة يعود تاريخها إلى ما يصل إلى 65 مليون سنة مضت.

آخر انفجار للبركان 

اندلع بركان فوجي عدة مرات في أوقات مختلفة من تاريخ اليابان بدءاً من نحو 100000 عام، ولا يزال  بركاناً نشطاً حتى يومنا هذا. 

لكن ومن حسن الحظ يعود تاريخ آخر انفجار لبركان فوجي إلى 16 ديسمبر/كانون الأول 1707، إذ أطلق هذا الانفجار أطناناً من "التيفرا" إلى الغلاف الجوي. وتشمل "التيفرا" جميع المواد البركانية الصلبة، هذا عدا الحمم والغازات البركانية.  

وقد استمر غضب البركان 16 يوماً، لذلك غطت المواد الصلبة التي خرجت من جوف البركان مدينة إيدو بأكملها (ومدينة إيدو القديمة باتت اليوم جزءاً مركزياً من طوكيو)، وفقاً لما ورد في موقع nationalgeographic.
وقد سبق هذا الانفجارَ المروع للبركان زلزال هائل يقدر العلماء أن قوته بلغت 8.6 درجة على مقياس ريختر.

ويصعب على الخبراء تحديد عدد الوفيات التي سبَّبها انفجار عام 1707، لكن من المعروف أنه أدى إلى دمار هائل لم يطل البشر والمنازل فحسب، بل أثر كذلك على الإنتاجية الزراعية في المنطقة والتي تراجعت بسبب "التيفرا" التي غطت المكان، مما أدى بدوره إلى موت كثيرين، بسبب المجاعة التي ضربت البلاد عقب انفجار بركان فوجي. 




تحضيرات الحكومة اليابانية لمواجهة البركان

بكل الأحوال هناك تخوفات حكومية من تكرر مأساة عام 1707، لذلك فقد اتخذت الحكومة اليابانية بشكل مسبقٍ العديد من الإجراءات التي من شأنها تخفيف المخاطر التي قد تطال اليابانيين في حال انفجار البركان مجدداً في العصر الحديث. 

ووفقاً للتقارير الحكومية فقد يؤدي انفجار بركان فوجي إلى إغلاق مدينة طوكيو بالكامل وتعطيل جميع مظاهر الحياة فيها، وأفادت دراسة تم إجراؤها في العام 2020 بأن الرياح الجنوبية الغربية القوية قد تنقل الرماد من بركان فوجي مباشرة إلى طوكيو، وأن كمية صغيرة نسبياً ستوقف القطارات في جميع أنحاء المدينة. وأشارت الدراسة إلى أنه في حال تزامن ثوران البركان مع هطول الأمطار، فإن هذا سيعني انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع وتعطل قطارات الأنفاق الكهربائية ومضخات المياه.

وأوضحت الدراسة أن سقوط 30 سنتيمتراً من الرماد مع الأمطار سيخلق طبقة سميكة وثقيلة من شأنها أن تسحق أسطح المنازل الخشبية تحت ثقلها.

لذلك أعلن مجلس إدارة الكوارث لجبل "فوجي" عن خطة إجلاء، من شأنها أن تحافظ على حياة السكان في حالة انفجار البركان. 


ووفقاً للخطة الجديدة سيتم إجلاء الناس من بيوتهم سيراً على الأقدام؛ خوفاً من إغلاق الطرق الذي قد ينجم عن محاولات الناس الفرار باستخدام السيارات. ووفقاً للخطة ستضمن الحكومة إجلاء الناس الذين يعيشون في مناطق من المحتمل أن تصل إليها تدفقات الحمم البركانية في غضون 24 ساعة من ثوران البركان.

ويذكر أن الحكومة اليابانية كانت قد وضعت تلك الخطة منذ نحو 9 أعوام إلا أنها قامت بتحديثها مؤخراً استناداً إلى معطيات حديثة. ويشار إلى أن تقريراً حكومياً قد صدر في العام 2004، توقع أن اندلاع البركان قد يكلف الاقتصاد الياباني ما يصل إلى 2.5 تريليون ين ياباني.

تابعنا على وسائل التواصل الاجتماعي

إرسال تعليق

0 تعليقات

تابعنا على وسائل التواصل الاجتماعي

أخر المنشورات

أهم الاخبار

تابعونا على موقعنا اخبارنا سوا