آخر المواضيع

تقارير زينة رمضان.. احتفاء عفوي يمتد عبر التاريخ الإسلامي



 بدأت ملامح الاحتفال بشهر رمضان الفضيل في الظهور بالمنازل والشرفات والطرقات، وكل ذلك يختلف حسب كل دولة وعادات كل شعب؛ الزينة، الفوانيس، الأقمشة التراثية الملونة، الأهلّة وحبال الإضاءات المبهجة.. كلّها مظاهر تعكس عفوية التعبير عن السعادة بحلول هذا الضيف، والأجواء الروحانية التي يشيعها، ورغم ما تواجهه من استنكار بعض المتصدين للإفتاء، إلا أنّ الملاحظ أنّ شيوعها آخذ بالازدياد عاماً بعد عام.

الزينة تاريخياً

اختلفت الروايات حول زينة رمضان، وهل كانت خاصة بالمساجد، أم لكل الشوارع والطرقات، وهل هي طقس وافد أم أصيل في الشعوب الإسلامية.

كما اختلف المؤرخون حول بداية تزيين الدور والطُرقات لاستقبال شهر الصوم والاحتفال به، كما أنّ عصور التاريخ الإسلامي شهدت عادات وطقوساً مُختلفة لدى المُجتمعات الإسلامية والعربية وتأصلت مع الزمن باختلاف الغايات، فقيل إنّ الفانوس يعود استخدامه إلى صدر الإسلام، لإضاءة الطرق ليلًا للمسلمين، أثناء ذهابهم إلى المساجد أو في طريقهم لزيارة أقاربهم.

الدول العربية والزينة

ورغم الفتاوى السنوية ضد التزيين في استقبال الشهر الفضيل إلا أنّ هذه الطقوس في الشوارع والمساجد في كل الدول العربية انتشرت بشكل لا مثيل له، لدرجة أن هناك برامج إذاعية وتلفزيونية أفردت مساحات واسعة لكيفية عملها.

وانتشر في الأسواق الإلكترونية ومواقع البيع والشراء أنواعها المختلفة، وطرق تسوقها "أونلاين"، وفي ذات الوقت التعريف بالقواعد والقوانين التي تحرّم أنواع معينة منها.

حكم وضع زينة لرمضان

عادة ما تستخدم للزينة إظهار الفرح والسرور ‏سواء كانت لباساً أو زخارف أو حُلي أو حتى ما تُزين به البيوت والمباني، ومن المناسبات التي يظهر بها المسلمون فرحهم و سرورهم ‏عيد الأضحى ‏الذي ‏تستخدم فيه الزينة لتظهر عبادة الأضحية وعيد الفطر و حلول شهر رمضان المبارك، ‏الذي عادة ما يستخدم به أشكال الهلال والنجمة والفوانيس الملونة التي تضاء بها البيوت والشوارع.

تعدّدت الروايات في ما يخص تاريخ زينة رمضان بالأخص الفوانيس منها، فقيل أنّها تعود للعصر الفاطمي أولها، أي عندما وصل المعز لدين الله للقاهرة ‏استقبله سكانها بفوانيس ملونة، وقيل أنّ في عهد الحاكم الفاطمي كان النساء ‏إذا خرجن لوحدهم ليلًا يخرجنّ برفقة صبي أمامهنّ يحمل بيده فانوسًا مضيئاً، ‏و في رواية عن ابن بطوطة أنّه ارتبط بحلول وقت السحور في الحرم المكي.

والحكم الشرعى فيها الإباحة، لعدم ورود ما يمنعها، وإذا قصد بها الفرح بقدوم رمضان، أو الإعلام بوقت السحور فقد ترقى إلى درجة المستحب، والأعمال بالنيات.

حكم تزيين المساجد في رمضان

تزيين المساجد ونقشها لا حرج فيه، وتورع عمر عن ذلك من سياسته في الأخذ بعزائم الأمور، والقرب من الفطرة، والبعد عن التكلف، وبعض الفقهاء بنوا على ذلك كراهة تزيين المساجد، إذ فرّق الفقهاء بين مصدر المال المستعمل في بناء المسجد، فإذا كان المال وقف؛ فالأولى أن يُبني بالقدر المتعارف عليه، و أمّا إن كان من المتبرعين ‏فلا حرج أن يُزيّنوه بما ‏تجود به أنفسهم.

وعندما بنى النبي -صلى الله عليه وسلم- مسجدًا في المدينة المنورة بناه من اللبن وسقفه بجريد النخل، والأعمدة كانت من خشب النخيل، ‏وهو النحو المتبع في بناء جميع البيوت في ذلك الوقت، أما أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب لم يزيدا شيئًا عن ما فعله النبي -عليه الصلاة والسلام-، والخليفة الذي أحدث فارقًا وزيادةً في بناء المسجد هو عثمان بن عفان الذي ‏استخدم في بناء جدره ‏الحجارة المنقوشة

ضوابط زينة شهر رمضان

 ما جرت عليه العادة المحدثة من تعليق أشكال للنجمة والهلال فلا ‏أصل لأي رموز تعبيرية تدل على الإسلام أو أي مناسبة من المناسباته، ولكي نحكم ضوابط استخدام الأشكال الهندسية في زينة المساجد يجب مراعاة عدة أمور منها:

  • عدم اعتقاد أنها عبادة، بل هي من الأمور العادية المباحة
  •  عدم الإسراف في شراء هذه الزينة بأثمان باهظة
  •  ألّا يوجد في هذه الزينة صور لذوات الأرواح، أو أن يكون فيها معازف.
والمسجد هو مكان للعبادة والتعلم، وفيه تعقد الحلقات الفقهية، ويوجه فيها العالم العابد لما فيه خير وصلاح لنفسه في دينيه ودنياه، وهو المكان الذي بدأ النبي ‏-صلى الله عليه وسلم- الدولة الإسلامية في المدينة المنورة، وفيه استقبل عليه الصلاة والسلام الوفود وبعث منه جيوش الفتوحات الإسلامية، ‏وبذلك نصل إلى أنّ المسجد هو رمزًا للركن الثاني من أركان الإسلام وهو مكان تجمع المسلمين على خير دينهم ودنياهم.


تابعنا على وسائل التواصل الاجتماعي

إرسال تعليق

0 تعليقات

تابعنا على وسائل التواصل الاجتماعي

أخر المنشورات

أهم الاخبار

تابعونا على موقعنا اخبارنا سوا