بعد أكثر من 11 يوما من اعتقاله، وتقديم لائحة اتهام ضده، تمّ اليوم في محكمة الصلح بمدينة بئر السبع اطلاق سراح الشاب حذيفة أبو هاني، ابن مدينة رهط بالنقب، المتهم بتهديد وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير.
و أن أبو هاني سيكون رهن الاعتقال المنزلي في اللقية، وبكفالة شخصية قدرها 15 ألف شيكل وكفالة طرف ثالث قدرها 20 ألف شيكل على أن يمثل أمام المحكمة.
وكان ناشطون قالوا إنّ استمرار اعتقال المتهم بتهديد وزير الأمن القومي اليميني المتطرف ايتمار بن غفير "غير شرعي من الناحية القانونية وينم عن خطوات انتقامية لإرضاء الوزير العنصري". وأشار ناشطون في الساعات الأخيرة، أن تعامل الشرطة مع الضابط الإسرائيلي والمحامي الذي هدد بصورة مباشرة بقتل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو كان مختلفا تماما، حيث تم التحقيق معهما واطلاق سراحهما مباشرة في نهاية التحقيق.
وكانت المحكمة رفضت اطلاق سراح حذيفة حسين أبو هاني (36 عاما)، ابن مدينة رهط بعد مطالبة ادعاء الشرطة ابعاده عن منزل العائلة، وعدم قبول كفالة والديه رغم قرار محكمة الصلح الثاني بهذا الصدد – علما أن قسم الادعاء في الشرطة طالب بتمديد اعتقاله حتى انتهاء الإجراءات القانونية بعد تقديم لائحة اتهام ضده في محكمة الصلح بمدينة بئر السبع يوم الخميس الماضي. وتم تمديد اعتقاله حتى اليوم الاثنين، في خطوة اعتبرها الأهل وناشطون بأنها انتقامية تأتي لإرضاء الوزير المتطرف.
وكان الشاب حذيفة أبو هاني اعتقل بعد أن اقتحمت قوات خاصة منزله عند الساعة 1:30 من بعد منتصف ليلة الـ27 من كانون الثاني/يناير! وقال محامي الدفاع شفيق أبو هاني في حديث لمراسل "كل العرب" إنّ "الحديث عن ملف غريب الأطوار لم أصادفه في سنوات عملي المهني كمحام"، لافتا إلى أنّه "اعتقدنا أن المحكمة ستقوم بإطلاق سراحه لأن الترجمة حتى للعبرية لم ترتقِ إلى أي نوع من التهديد. فهل سيأتي يوم على الظالم أو حسبنا الله وهو نعم الوكيل – هو تهديد؟!".
وتابع قائلا: "الشرطي في محطة رهط قام بترجمة خاطئة بسببها تم اعتقال شاب، علما أنه على تغريدات أكثر خطورة في الوسط اليهودي لا يتم اعتقال أشخاص، ولم تعتمد الشرطة في لائحة الاتهام على خبير لغات! للأسف كل الجهاز القضائي في حالة رعب بسبب الوزير".
أبو هاني كتب في تغريدته: "بن غفير بفكر انه كل ما قتل عرب وفلسطينيين انه راح يجتثنا من جذورنا.. لا والله، لا يستطيع ألف مثلك باجتثاثنا من أرضنا ولو كلفنا ذلك أرواحنا. زوال الظالم قريب إن شاء الله". ويقول محامي الدفاع أنّ الشرطي العربي الذي قام بترجمة التغريدة للعبرية بالغ في ترجمتها، لدرجة أنه حولها إلى تهديد بالقتل، وكتب أن "وفاة الظالم" بدل "زوال الظالم" واستعملت الشرطة الترجمة الأكثر خطورة لتسوّغ الملاحقة السياسية".
و نقلا عن مصادر خاصة، أنّ قرار تقديم لائحة اتهام ضد الشاب الرهطاوي يأتي من قيادات عليا، وأن الملف يتم متابعته شخصيا من قبل مكتب قائد لواء الجنوب في شرطة إسرائيل، الميجور جنرال بيرتس عمّار، ومكتب الوزير بصورة شخصية. وأوضحت النيابة لمحامي الدفاع بأن "القرار بالنسبة لهذا الملف ليس بأيدينا".
0 تعليقات