واقعة اعتداء جديدة على عاملة أجنبية في لبنان

  تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان، الأربعاء، مقطع فيديو يظهر رجلاً يعتدي على عاملة أجنبية في بلدة "جورة البلوط"، مع دعوات للقوى الأمنية بتوقيف الفاعل.

وقام الرجل بسحل العاملة الأجنبية من شعرها، وجرّها على الطريق، وضربها، فيما كانت تصرخ طالبة النجدة، في حين لم يأبه الرجل لأشخاص طالبوه بتركها، واستكمل اعتداءه الوحشي.

وفي وقت لاحق، استمعت القوى الأمنية إلى إفادة المعتدي بعد إيقافه بناء على إشارة من القضاء، والعمل جار للاستماع إلى إفادة العاملة الأجنبية بغية استكمال التحقيق.

هيدا نظام الكفالة! هيدا الاستبعاد...
الفيديو من جورة البلوط.pic.twitter.com/dGqaDURGML

  وخرج مختار جورة البلوط، المحامي عصام بو جودة، ببيان، برّر فيه الاعتداء، واستنكر تشويه صورة البلدة، ما عرّضه إلى موجة انتقادات حادة، دفعته إلى إزالة البيان الذي نشره على موقع "فيسبوك".

وكتب بو جودة أن "العاملة تم استقدامها أمس، إلى منزل مخدوميها، وهم من سكان جورة البلوط، وحاولت الفرار في الليلة نفسها، وتم القبض عليها، وإعادتها إلى مكتب التوظيف، وإعادة المبلغ المالي إلى المخدومين. بعيداً عن الاستثمار الإعلامي المجتزأ، وبعيداً عن تشويه اسم بلدتنا لحصد مشاهدات، يهمنا فقط تبيان الحقائق من دون التطرق إلى قانون العمل، ونظام الكفالة، وقد أصبح واقع الموظف اللبناني أسوأ بكثير من العامل الأجنبي".

واستنكر ناشطون كلام مختار البلدة، لما فيه من مغالطات كبيرة، ولعب على وتر الأزمة الاقتصادية، رغم أنها انعكست بشكل خطير على عاملات المنازل اللواتي تم رمي عدد كبير منهنّ في الشارع، وزاد تعرضهنّ للظلم في أماكن عملهنّ.

ووثقت منظمة "كفى" العديد من شكاوى الفرار واتهامات السرقة الكيدية بحق العاملات اللواتي يغادرن أماكن عملهنّ في ظل غياب آليات واضحة لفسخ عقود العمل، إذ يلجأ صاحب عمل إلى إلصاق تهمة السرقة بحق العاملة التي غادرت منزله ليتمكن من التبليغ عن مغادرتها رسمياً.

وتواصل السلطات اللبنانية التقاعس عن حماية حقوق عاملات المنازل المهاجرات اللواتي يرزحن تحت نظام كفالة يسهّل استغلالهن في العمل القسري.

ووثقت تقارير "هيومن رايتس ووتش" و"منظمة العفو الدولية"، كيف يمنح نظام الكفالة اللبناني أرباب العمل سيطرة كبيرة على حياة العاملات، مما يؤدي إلى انتهاكات عدة تشمل عدم دفع الأجور، والاحتجاز القسري، وساعات العمل الطويلة من دون الحصول على فترات راحة، أو إجازات، فضلاً عن الاعتداء اللفظي والبدني والجنسي.

— Adham Hassanieh أدهم الحسنية (@AdhamMG) January 5, 2022

نعيش في غابة مليئة بالوحوش البشرية... مشهد تعنيف وضرب وسحل لعاملة اجنبية يقابله تبرير متوحش للجريمة مبني على مغالطات وسرديات مخيفة وسطحية.. المجتمع يتوحش ولا عجب في كونه هكذا عندما تسمع اصوات تدافع او تبرر او تتقبل هكذا مشاهد.. يسقط نظام الكفالة وتسقط اللا انسانية.. pic.twitter.com/aomDtH0Dmy

— Salman Andary (@salmanonline) January 5, 2022