آخر المواضيع

طرعان.. حانت ساعة التعقل


شيّعت قرية طرعان مساء امس ، الإثنين، جثمان الشاب محمود مؤيد عدوي، ضحية جريمة القتل التي وقعت في القرية فجر أمس، الأحد، نتيجة سلسلة من أعمال العنف المستمرة في القرية منذ انتخابات السلطات المحلية الأخيرة، وهي الضحية الثانية خلال أقل من عام.

ربما تكون قرية طرعان الواقعة في قضاء مدينة الناصرة، البلد الوحيد الذي يفرض على نفسه الإغلاق في هذه الأيام، ليس بسبب فيروس كورونا المستجد، وإنما بسبب فيروس العنف الذي يأبى أن يغادر هذه البلدة الوادعة دون أن يخطف المزيد من الضحايا.


حيث كان المرحوم الشاب فالح نادر دحلة (36 عاما) قد قتل في ظروف مشابهة مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، أي قبل نحو ستة أشهر، على الخلفية ذاتها.

ورغم أن طرعان واحدة من بين البلدات القليلة التي لم يصلها "كوفيد 19"، إلا أن وباء أكثر قسوة وأشد حدة يفتك في هذا البلد ويترك أهله يعتصرون ألما وحسرة على فقدان رجال في ريعان الشباب يخطفهم الموت تحت جنح الظلام، وحين يولّي يترك غمامة سوداء تخيم فوق أجواء القرية التي أعلن فيها الحداد والإغلاق لمدة ثلاثة أيام.



في الطريق إلى بيت العزاء، مررنا بالشارع الرئيس للقرية (مدخل القرية) والذي يطلق عليه اسم "شارع السلام". كان الشارع الواسع على غير عادته دون علامات حياة، فالحوانيت مغلقة والأجواء مثقلة بالحزن، بقع سوداء قاتمة تغطي أجزاء كبيرة من جوانب الطريق، هذه البقع ليست سوى آثار حرق الإطارات والمركبات وعربات النفايات التي جاءت كرد فعل على نبأ وفاة الشاب عدوي، متأثرا بجروحه بالغة الخطورة، إثر إصابته بعيار ناري اخترق صدره واستقر في قلبه.

أما السلام فربما كان الشيء الوحيد الذي غاب عن شارع السلام، ويكاد يخلو من كل شيء باستثناء عمال النظافة الذين يعملون على إزالة آثار الرعب والدمار.

من جهته وجه المجلس الإسلامي للإفتاء نداء ورجاء إلى أهالي طرعان دعاهم فيه إلى تحكيم قيم الشرع والأخوة في شهر رمضان الفضيل. وجاء في النداء انّه "نحن نستقبل ببالغ الحزن والأسى خبر الخلاف والشجار الذي آلمنا جميعًا في قرية طرعان التي عُرِفت بالمروءة والشجاعة والأخلاق النبيلة وبتحكيم العقل والاستجابة لنداء الحقّ والشرع".

وتوجه المجلس الإسلامي للإفتاء من خلال ندائه إلى "الأهل جميعُا في قرية طرعان وإلى العائلتين اللّتين وقع بينهما النزاع والخلاف على وجه الخصوص"، ودعا إلى "مراعاة حرمة هذا الشهر الكريم والمبادرة إلى تهدئة الأجواء المشحونة والاستجابة لأهل الخير ممن يدخل بينهم من الوجهاء والوسطاء لحقن الدّم ووضع الأمور في نصابها الشرعي والاجتماعي والأخوي.










إرسال تعليق

1 تعليقات

تابعنا على وسائل التواصل الاجتماعي

أخر المنشورات

أهم الاخبار

تابعونا على موقعنا اخبارنا سوا