قال كبير موظفي البيت الأبيض وصهر الرئيس الأميركي ومستشاره، جاريد كوشنر، إن الإدارة الأميركية تعتزم الكشف عن تفاصيل الخطة الأميركية لتسوية القضية الفلسطينية، والمعروفة إعلاميًا بـ"صفقة القرن"، بداية حزيران/ يونيو المقبل، بعد انتهاء شهر رمضان.
وذكر كوشنر في تصريحات له خلال اجتماعه بمجموعة من سفراء للولايات المتحدة، أن الخطة تتطلب تقديم تنازلات من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
ونقلت وكالة "رويترز"، اليوم الأربعاء، عن مصدر مطلع على اجتماع كوشنر مع مجموعة من السفراء، أن الأخير حث الحاضرين على "التحلي بذهن منفتح تجاه مقترح ترامب للسلام في الشرق الأوسط".
وبحسب المصادر فإن الإدارة الأميركية تنوي طرح صفقتها التي عمل على صياغتها فريق ترامب الخاص والذي يضم كوشنر والمبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، والسفير الأميركي لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، مع انتهاء شهر رمضان، بداية حزيران/ يونيو المقبل.
وكشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أول من أمس الإثنين، أنّ خطة ترامب، المرتقبة للتسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين من المحتمل أن تسقط ضمان إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة.
ونقلت الصحيفة، في تقرير، عن أشخاص مطلعين على العناصر الأساسية من الخطة، أنّ ترامب يعد فيها، بـ "تحسينات عملية" لحياة الفلسطينيين، من دون مزيد من التفاصيل.
وأبقى المسؤولون المطلعون على تفاصيل الخطة، ببنودها "سرية"، لكن تعليقات من كوشنر ومسؤولين أميركيين آخرين، تشير إلى أنّ الخطة تلغي إقامة دولة فلسطينية، كمقدمة لانطلاق جهود السلام، كما جرى التعارف عليه، على مدى العقدين الماضيين.
وقالت الصحيفة إنّ الخطة تمثّل سعي ترامب لوضع "بصمة" على سجله الدبلوماسي، ومن المرجّح أن يركز فيها بشدة على "المخاوف" بشأن أمن إسرائيل.
ولفتت في هذا الإطار، إلى أنّ معظم المحللين، يمنحون كوشنر "فرصة ضئيلة" للنجاح في هذا الملف، حيث فشلت جهود الولايات المتحدة على مدى عقود، مشيرة إلى أنّ هذه الاحتمالات الضئيلة تتفاقم، في ظل تقدير زعماء أوروبيين وبعض الزعماء العرب، بأنّ ترامب أظهر أوراقًا قبيل الخطة، من خلال سلسلة إجراءات منحازة لإسرائيل.
ونقلت "واشنطن بوست"، عن أشخاص تحدّثوا مع فريق كوشنر، قولهم إنّ كوشنر ومسؤولين أميركيين آخرين ربطوا بين السلام و"التنمية الاقتصادية" والاعتراف العربي بإسرائيل، وقبول نسخة تحاكي الوضع الراهن بشأن "الحكم الذاتي" الفلسطيني، بدلاً من "السيادة".
كما لفتت تقارير سابقة إلى أن الخطة الأميركية تتضمن مبدأ تبادل الأراضي وضم لمستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، وسيطرة أمنية إسرائيلية على الضفة ومناطق الأغوار الشرقية، ودولة منقوصة السيادة في أبو ديس وأجزاء من القدس الشرقية.
وقطعت السلطة الفلسطينية، كل الاتصالات الرسمية مع إدارة ترامب، في كانون الأول/ ديسمبر 2017، على خلفية قرار ترامب إعلان القدس عاصمة لإسرائيل.
التسميات :
عربي ودولي