النقب: اقتحام واعتقالات في ترابين وإحراق مركبات... مزاعم بشأن "عملية انتقامية"

نفّذت الشرطة الإسرائيلية، ليل الجمعة – السبت، عملية واسعة في قرية ترابين البدوية في النقب، أسفرت عن اعتقال 6 أشخاص وإصابة أحد عناصر الشرطة بجروح وُصفت بالطفيفة، وذلك في نشاط قالت إنه يأتي ضمن ما تُسميه "فرض النظام وملاحقة متورطين في العنف".

ووفق بيان رسمي صادر عن الشرطة، شارك في العملية عشرات من عناصر محطة رهط وقوات من وحدة “ساهر”، بزعم استهداف "مشتبهين بالضلوع في أحداث عنف واستخدام وسائل قتالية عسكرية مسروقة". وأضاف البيان أن النشاط ما زال متواصلًا في القرية.

وبحسب الشرطة، جاءت العملية ضمن ما وصفته بـ"حملة نظام جديد" التي يقودها وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، والمفتش العام للشرطة، داني ليفي، في إطار تصعيد ملحوظ لاقتحامات البلدات العربية في النقب خلال الفترة الأخيرة.

في أعقاب العملية، سُجّل خلال ساعات الليل إحراق وتخريب لعشرات المركبات في بلدات يهودية قريبة من المنطقة، بينها "مشمار هنيغف" و"غفعات بار"، حيث جرى تحطيم زجاج سيارات وإضرام النار في عدد منها، دون الإبلاغ عن وقوع إصابات.

وعلى خلفية هذه الأحداث، تزعم الجهات الإسرائيلية أن ما جرى يُعد "عملية انتقامية" على اقتحام قرية ترابين واعتقال مشتبهين فيها، فيما وصفت تقارير إسرائيلية ما جرى بأنه "اعتداء على خلفية قومية".

وقالت الشرطة إنها تشتبه أنه كرد على عمليتها في ترابين "نفذ 4 مشتبهين من سكان القرية أعمالا انتقامية في بلدات يهودية مجاورة، تسببت بإلحاق أضرار بعشرات المركبات". وأضافت أنه "على خلفية هذه الأحداث، تتواصل الأنشطة العملياتية في القرية، حيث يجري اعتقال مشتبهين، وتعمل القوات على تنفيذ مداهمات لأهداف جنائية إضافية".

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن جهاز الأمن العام (الشاباك) انضم إلى التحقيق، بزعم الاشتباه بأن تكون الحادثة "على خلفية قومية"، وهي رواية قالت الشرطة إنها ما زالت قيد الفحص.

وبحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي، فإن الاشتباه يتمحور حول "4 مشتبهين من سكان قرية ترابين نفّذا أعمال تخريب، ردًا على نشاط الشرطة". فيما طالبت جهات في البلدات المتضررة بتشديد الإجراءات الأمنية.

من جانبه، دعا رئيس لجنة تعزيز وتطوير النقب والجليل في الكنيست، عضو الكنيست عوديد فورر ("يسرائيل بيتينو")، إلى عقد جلسة طارئة للهيئة العامة للكنيست، على خلفية ما وصفه بـ"الأحداث الخطيرة" التي وقعت ليلًا في النقب.

وادّعى فورر أنّ ما جرى يأتي في سياق "فقدان السيطرة في النقب"، معتبرًا أنّ الوضع "تجاوز كلّ الحدود"، ومضيفًا: "لا يُعقل أن يخشى سكان يهود الخروج من بيوتهم".

واتهم فورر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن القومي، بن غفير بـ"الفشل الكامل" في التعامل مع الأوضاع، وقال: "هذا فشل مطلق لنتنياهو وبن غفير، وعليهما أن يضعا المفاتيح ويرحلا معًا إلى البيت".

وتأتي هذه التطورات في ظل تصعيد متواصل لعمليات الشرطة في البلدات العربية بالنقب، التي تقول السلطات الإسرائيلية إنها تهدف إلى فرض النظام، فيما ترى جهات حقوقية وقيادات محلية عربية أنها تأتي ضمن سياسة أمنية عقابية جماعية تستهدف المجتمع العربي تحت ذرائع أمنية.


إرسال تعليق

0 تعليقات

تعريف الارتباط

نستخدم ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة.