فرضت المحكمة المركزية في حيفا، اليوم الأحد، أحكامًا بالسجن على ثلاثة شبان من بلدة زلفة في المثلث، على خلفية أحداث هبة الكرامة في أيار/ مايو عام 2021، وذلك بعد أكثر من أربع سنوات على اعتقالهم.
وقضت المحكمة بسجن الشابين عبيدة زيتاوي أبو بكر (25 عامًا) وإبراهيم أبو بكر (24 عامًا) لمدة 11 عامًا لكل منهما، فيما حُكم على الشاب كريم أبو بكر (21 عامًا) بالسجن لمدة 7 سنوات.
وحضر جلسة النطق بالحكم أفراد من عائلات الشبان وأقاربهم، في وقت كانت النيابة العامة الإسرائيلية قد طالبت بفرض عقوبات بالسجن تتراوح بين 10 و14 عامًا، بزعم مشاركة الشبان في الاعتداء على عائلة يهودية دخلت البلدة "عن طريق الخطأ" خلال أحداث الهبة.
وأضافت المحكمة في قرارها أنها فرضت على كل واحد من الشبان الثلاثة دفع غرامة مالية بقيمة 75 ألف شيكل، إلى جانب أحكام السجن التي صدرت بحقهم.
وفي تعقيبها على القرار، قالت سحر زيتاوي، والدة المعتقل عبيدة زيتاوي، في حديث لـ"عرب 48"، إن الأحكام الصادرة "جائرة وقاسية"، معتبرة أنها تأتي في سياق "سياسة انتقامية" بحق شبان هبة الكرامة.
وانتقدت زيتاوي ظروف اعتقال الشبان، مشيرة إلى "معاناة يومية داخل السجون" وحرمانهم من حقوق أساسية.
وقال المحامي خالد محاجنة، المترافع عن الشاب عبيدة زيتاوي، إن الملف مستمر منذ أكثر من أربع سنوات، واختُتم بـ"أحكام جائرة وغير منطقية".
وأضاف أن طاقم الدفاع "حاول تفنيد جميع التهم الموجّهة إلى الشبان"، إلا أن المحكمة "أصرّت على فرض عقوبات قاسية بسبب الصبغة الأمنية للقضية".
وأوضح محاجنة أن الشبان "حاولوا الدفاع عن أنفسهم وعائلاتهم في ظل الاعتداءات على البلدات العربية، وما جرى في حي الشيخ جراح والمسجد الأقصى، ورفضًا للحرب على غزة".
وأضاف المحامي أن طاقم الدفاع يعتزم تقديم استئناف على قرار المحكمة، معتبرًا أن الحكم "مبالغ فيه وغير منطقي"، مشيرًا إلى أن أحد الشبان، كريم أبو بكر، "سيعود إلى السجن لقضاء سبع سنوات، في ظل ظروف اعتقال صعبة يعيشها الأسرى".
وأكد المحامي أحمد يونس، المترافع عن الشقيقين كريم وإبراهيم أبو بكر، في حديث ، أن طاقم الدفاع سيقدّم استئنافًا على القرار إلى المحكمة العليا، معتبرًا أن الأحكام الصادرة "غير منطقية إطلاقًا".
وأوضح يونس أن المحكمة فرضت أحكامًا قاسية على الشبان الثلاثة، واصفًا القرار بأنه "جائر بحقهم". واختتم بالقول إن المحكمة "ظلمت الشبان اليوم"، مكررا أن الحكم "جائر وغير منطقي على الإطلاق".
وكانت السلطات الإسرائيلية قد اعتقلت الشبان الثلاثة في أعقاب هبة الكرامة عام 2021، بادعاء مشاركتهم في أحداث الاحتجاج التي شهدتها البلدات العربية.
وكانت المحكمة قد أطلقت سراح الشاب كريم أبو بكر بعد أربعة أشهر من اعتقاله، لكونه كان قاصرًا في حينه، ولا يزال خارج السجن حتى اليوم.
وجاءت اعتقالات الشبان على خلفية مشاركتهم في المظاهرات التي اندلعت عام في أيار/ مايو 2021، احتجاجًا على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ورفضًا لاقتحامات المسجد الأقصى، ومحاولات تهجير أهالي حي الشيخ جراح في القدس، واعتداءات المستوطنين على البلدات العربية.


0 تعليقات