المحكمة تدين ثلاثة من معتقلي هبة الكرامة من زلفة بتهم خطيرة

 أدانت المحكمة المركزية في مدينة حيفا، اليوم الخميس، ثلاثة شبان من بلدة زلفة بمنطقة وادي عارة، اعتُقلوا على خلفية مشاركتهم في أحداث هبة الكرامة في أيار/ مايو 2021.

والشبان الثلاثة هم: عبيدة زيتاوي (25 عامًا) المعتقل في سجن نفحة، وكريم عزام (20 عامًا) الذي يخضع للحبس المنزلي، وشقيقه إبراهيم عزام (23 عامًا) المعتقل في سجن جلبوع.

وفي تفاصيل القضية، فإن إبراهيم عزام اعتُقل في 13 أيار/ مايو 2021، ولحق به شقيقه كريم عزام بعد يومين وتحديدا في 15 أيار/ مايو، قبل أن يتم إحالته إلى الحبس المنزلي بعد نحو عام من الاعتقال. أما عبيدة زيتاوي فقد جرى اعتقاله في 31 من الشهر ذاته.

وقال المحامي خالد محاجنة، الموكل بالدفاع عن المعتقل عبيدة زيتاوي، لـ"عرب 48": "منذ اليوم الأول كانت المحاكمة غير عادلة وغير محايدة، إذ وُجّهت للشبان تهم تتعلق ببنود الإرهاب، وربطت الأحداث بدوافع إيديولوجية، رغم رفضهم المطلق لهذه التهم وتفنيدنا لها طيلة أربعة أعوام ونصف. ومع ذلك، رفضت المحكمة كل ادعاءات الدفاع وتبنّت رواية النيابة بالكامل، في استمرار لسياسة المحاكم الإسرائيلية التي لم تنصف أيًا من معتقلي هبّة أيار 2021، بل زادت قمعًا بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 مع تصاعد الحرب على غزة".

وقالت الناشطة السياسية والمختصية النفسية، رُلى مزاوي، التي رافقت أهالي المعتقلين خلال الجلسة، لـ"عرب 48": "وجودنا اليوم بالأساس لنكون إلى جانب الأهالي وهؤلاء الشبان، لنؤكد لهم أنهم ليسوا وحدهم، وأن شعبهم ما زال حاضرًا ومهتمًا. هؤلاء من خيرة شبابنا، ويتعرضون لظلم كبير وغير عادل بالمرة. الأهالي تُركوا وحيدين بلا سند من قيادات أو أحزاب، لذلك نحن هنا لنقول إنهم جزء من الحركة الأسيرة في شعبنا الفلسطيني، ولنقف معهم في مواجهة سياسات القمع والتجويع والإيذاء".

وكانت الشرطة الإسرائيلية وجهاز الأمن العام (الشاباك) قد نفذا حملة اعتقالات ضد مئات الشبان من المجتمع العربي على خلفية الاحتجاجات ضد العدوان على غزة واقتحام المسجد الأقصى ومحاولات تهجير سكان حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، واعتداءات المستوطنين على مواطنين عرب في البلاد، في شهر أيار/ مايو 2021.

ومما يذكر أن النيابة العامة الإسرائيلية أعلنت، مؤخرا، عن تقديم 397 لائحة اتهام ضد 616 متهما، غالبيتهم العظمى من العرب، ورُبعُهُم قاصرون، على خلفية أحداث هبة الكرامة في أيار/ مايو 2021، والتي جاءت احتجاجا على العدوان الإسرائيلي على غزة في العملية التي سُميت إسرائيليا بـ"حارس الأسوار"، والتي سبقتها اعتداءات قوات الأمن الإسرائيلية في القدس في رمضان من العام ذاته.

وذكرت النيابة العامة في التقرير أن المتّهمين الـ616 والذين تبلغ نسبة العرب من بينهم 89%، قد اعتُقِلوا منذ نيسان/ أبريل 2021، لافتة إلى أنه "خلال الفترة المذكورة، تمّ تقديم لوائح اتهام بشأن 108 أحداث ضدّ 239 متهمًا في ظروف مشددة لعمل إرهابيّ أو دوافع عنصرية، 85% منهم (عرب) و15% يهود".