تشهد إسرائيل منذ صباح الأحد إضرابا واسعا وتشويشات قطرية، ترافقها احتجاجات حاشدة تقودها عائلات قتلى الحرب والرهائن المحتجزين في غزة، فيما تصفه وسائل الإعلام الإسرائيلية بـ"إضراب الشعب"، ضمن "أسبوع الاحتجاجات" المطالب بعودة الأسرى حتى ولو كان الثمن وقف القتال وإنهاء الحرب.
انطلقت الفعاليات في تمام الساعة 6:29 صباحا، وهو التوقيت الذي يرمز إلى لحظة هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، على ما أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت".
بدأ الاعتصام في "ساحة المحتجزين" بتل أبيب، ثم تبعه إضراب شامل عند الساعة السابعة، سمحت خلاله عشرات السلطات المحلية والمنظمات النقابية لموظفيها بالمشاركة في المسيرات.
متظاهرون يحتجون أمام منازل وزراء إسرائيليين للمطالبة بالإفراج عن الرهائن
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن متظاهرين أغلقوا صباح الأحد طرقا رئيسية في أنحاء مختلفة من البلاد ضمن فعاليات "إضراب الشعب".
فقد أغلق محتجون الطريق السريع رقم 1 عند مدخل القدس، فيما قطع آخرون حركة السير عند تقاطع رعنانا شمالي تل أبيب، مطالبين بعودة المختطفين من غزة.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن متظاهرين تجمعوا أمام منزل وزير شؤون النقب والجليل، يتسحاق فاسرلوف، في تل أبيب، ضمن سلسلة احتجاجات مستمرة.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية أخرى بأن مظاهرات مشابهة شهدت تجمعات أمام منازل عدد من الوزراء، بينهم وزير الأمن يسرائيل كاتس، ووزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرم، للمطالبة بالإفراج عن الأسرى والمختطفين الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
وخلال المظاهرات، قالت زوجة الأسير عمري ميران إن ما جرى اليوم "ليس سوى البداية"، مؤكدة أن العائلات تعتزم تصعيد نضالها حتى استعادة ذويها.
إغلاق محاور رئيسية بسبب مظاهرات المطالبة بالإفراج عن الرهائن
أعلنت الشرطة الإسرائيلية عن إغلاق عدة محاور رئيسية في البلاد نتيجة المظاهرات المطالِبة بالإفراج عن الأسرى في غزة.
وأوضح بيان الشرطة أن شارع 75 عند مفرق "نهلال" أُغلق بشكل متقطع في كلا الاتجاهين، فيما أُغلق شارع 65 عند مفرق "منشه" بالكامل في جميع الاتجاهات.
كما تم إغلاق شارع 34 عند مفرق "شاعر هنيغف" بشكل متقطع، وشارع 4 عند مفرق زخرون في الاتجاهين، إضافة إلى شارع 443 عند مفرق "شيلات" بشكل متقطع في كلا الاتجاهين.
وحذرت الشرطة من أن "إغلاق الشوارع من دون تصريح وبطريقة قد تعرض مستخدمي الطريق للخطر أو تعيق حرية التنقل أمر غير مسموح"، مؤكدة اتخاذ التدابير اللازمة لضمان السلامة العامة والحفاظ على حركة المرور.
خلال اليوم، عقد مؤتمر صحفي لعائلات الرهائن والقتلى، تزامنا مع تظاهرات في عشرات التقاطعات، وتوزيع الشرائط الصفراء على السائقين، والاحتجاج أمام منازل أعضاء الكنيست من الائتلاف الحاكم.
وتخللت الفعاليات عرض صور ومقاطع فيديو للرهائن، وإلقاء كلمات من ذويهم كل ساعة، في حين نظم الأطباء مسيرة بالمعاطف البيضاء تضامنا، وأطلقت مبادرة "أبواق إسرائيل" صافرات السيارات لدقيقة في مختلف أنحاء البلاد.
وتتواصل الفعاليات بمسيرات ضخمة تتجه نحو محطة قطار "سافيدور" وصولا إلى التجمع المركزي المقرر مساء الأحد في "ساحة المحتجزين"، بمشاركة عائلات المختطفين والناجين من الأسر وعائلات الجنود القتلى.
وأصدر منتدى عائلات المختطفين بيانا قال فيه: "لعل الصرخة تخترق أخيرا جدران صمود الحكومة وقائدها، وتذكرهم بما يتطلع إليه الشعب الإسرائيلي حقا: عودة المختطفين. أعيدوهم إلى ديارهم الآن، أعيدوا الجنود، أعيدوا حياة الطمأنينة لسكان غلاف غزة".
وأكد ممثلون عن العائلات أن الهدف هو الضغط على الحكومة الإسرائيلية لإبرام صفقة تبادل مع حماس، موجهين رسالة إلى الأسرى الإسرائيليين في غزة بأن "المجتمع موحد خلفهم وأن العائلات تقاتل من أجلهم".
وتشير تقديرات إسرائيلية إلى وجود 50 أسيرا في غزة، بينهم 20 على قيد الحياة، في حين يقبع أكثر من 10,800 فلسطيني في السجون الإسرائيلية وسط تقارير حقوقية عن التعذيب والتجويع والإهمال الطبي الذي أودى بحياة العديد منهم.
وانضمت الأكاديمية الإسرائيلية إلى الاحتجاجات، إذ أعلنت جامعات كبرى بينها بن غوريون، تل أبيب، العبرية في القدس، المفتوحة، والتخنيون السماح لطلابها وأساتذتها بالمشاركة، باستثناء حالات الامتحانات.
أما رئيس الهستدروت، فأكد في رسالة إلى النقابات أن المنظمة لا تدعو إلى إضراب رسمي، لكنها "تقف إلى جانب العائلات بكل إخلاص"، داعيا للسماح لكل موظف يرغب بالمشاركة دون المساس بحقوقه.
0 تعليقات