انقضى ما يقرب 23 شهراً منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأوّل 2023، وفيما نهاية الحرب لا تظهر في الأفق؛ حيث يستعد الجيش الإسرائيلي لاحتلال مدينة غزة، بلغ عدد قتلاه من جنود وضباط 900 قتيل. وفيما كان شهر مارس/آذار الماضي، هو الشهر الوحيد الذي لم يُسجل فيه قتلى منذ اندلاع الحرب؛ حيث كانت التهدئة الموقعة لا تزال جارية قبل أن تخرقها إسرائيل منتهكة بنود صفقة التبادل التي وقعت عليها، فإنه منذ استئناف الحرب بإعلان عملية "الشجاعة والسيف" قبل أن تتبعها عملية "مركبات جدعون"، ما فتئ عدد القتلى يكبر ويتعاظم، ليصل إلى أعداد كتلك التي شهدها العام الفائت.
ففي يونيو/حزيران الماضي، سقط 21 جندياً قتلى في قطاع غزة، وهي الحصيلة الأعلى منذ أكتوبر/تشرين الأوّل ونوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي؛ حيث كان معظم القتلى في تلك الفترة قد سقطوا في المعارك بجنوب لبنان خلال الحرب التي شنّتها إسرائيل على الأخير. أمّا في يوليو/تموز الماضي، فقد قُتل في غزة 18 جندياً، وقد لقي العديد منهم حتفهم في حوادث عملياتية، نتيجة لـ"حالة الإنهاك الشديد الواضحة بعد ما يقرب من عامين من الحرب المتواصلة"، حسبما أورد موقع "واينت"، اليوم الأحد.
هذا الشهر، وعلى خلفية انحسار شدّة القتال، كجزء من التحضيرات لعملية "مركبات جدعون 2" واحتلال مدينة غزة، التي يُفترض أن تُنفذ إذا لم تُبرم صفقة تبادل أسرى، قُتل جنديان، كلاهما في حوادث عملياتية، وهما ملازم قُتل قبل أسبوع إثر انفجار عبوة ناسفة للجيش الإسرائيلي، والثاني رقيب أول في الاحتياط سمح بإعلان مقتله مساء أمس السبت، ويُعتقد بحسب الموقع أنه قُتل بنيران صديقة.
وبالعودة إلى عملية "طوفان الأقصى"، قتل في يوميها، الأوّل والثاني، 311 جندياً خلال العملية نفسها، ومعارك السيطرة على مستوطنات الغلاف التي تلته. ومذّاك سقط 589 جندياً، بينهم 456 في المناورة البرية في قطاع غزة. من بين القتلى الـ900، فإن 295 هم عناصر في الاحتياط، و154 في الخدمة الثابتة. وبحسب البيانات التي نشرها الموقع، فإن 71 من القتلى هم من سكان القدس، 25 من مستوطنات "موديعين" و"مكابيم"، و"راعوت"، 24 من تل أبيب، و21 من مدينة حيفا. ويتوزع بقية القتلى على مستوطنات وبلدات في أنحاء دولة إسرائيل.
وعلى صعيد التشكيلات العسكرية، كان للواء "غولاني" حصّة الأسد من عدد القتلى، حيث سقط 114 جندياً قتيلاً خدموا تحت رايته منذ اندلاع الحرب، منهم 71 في 7 أكتوبر/تشرين الأوّل 2023، لأنهم في الواقع كانوا منتشرين في المواقع العسكرية المتوزعة على طول الجدار الإسرائيلي الذي يفصل قطاع غزة عن بقيّة فلسطين. ومن بين القتلى 49 قتيلاً من الكتيبة 13، و43 قتيلاً من الكتيبة 51.
في غضون ذلك، لفت الموقع إلى أن 79 من القتلى هم من الهندسة الحربية، ثلاثة منهم سقطوا في المعارك التي دارت في "غلاف غزة" عقب الهجوم، والغالبية خلال المناورة البرية. بين القتلى 17 من مقاتلي "يهلوم"، وهي وحدة المهام الهندسية الخاصة، و17 من الوحدة 601.
أمّا لواء غفعاتي، ففقد 70 مقاتلاً من سلاح المشاة، بينهم 23 من جنود "سييرت غفعاتي"، و19 من كتيبة "شيكد". وسقط أوّل جندي من الكتيبة في معركة دارت في "كيبوتس كفار عزة" في 9 أكتوبر/تشرين الأول 2013، وبعد نحو ثلاثة أسابيع قُتل 11 من جنود الكتيبة نتيجة إصابة ناقلة جند مدرعة (نامير) بصاروخ مضاد للدروع. وفي يوم الهجوم نفسه فقد لواء "الناحل" 20 من جنوده، وخلال المعارك التي تلت ذلك، سقط 41 جندياً إضافياً. وبلغ مجمل عدد القتلى من لواء "الناحل" 61 منذ اندلاع الحرب، بينهم 23 من "سييرت هناحال"، و15 من الكتيبة 913. فيما فقد لواء المظليين 47 جندياً، 18 منهم خدموا ضمن الكتيبة 202.
وبالنسبة إلى لواء "كفير"، الذي شارك لأول مرّة منذ تأسيسه في عام 2005، بمناورة برية في قطاع غزة، ففقد 35 جندياً، ثلاثة منهم سقطوا خلال عملية "طوفان الأقصى". وعلى مستوى ألوية الكوماندوز، فقد قتل بالمجمل 45 جندياً، بينهم 16 من وحدة "ماجلان"، و14 من وحدة "إيغوز"، و12 من وحدة "دفدوفان"، تسعة من وحدة "شلداغ"، وتسعة من وحدة "سييرت متكال". فضلاً عما سبق، سقط عشرة جنود من الوحدة المتعددة الأبعاد (888)، وأربعة جنود من الوحدة التكتيكية الخاصة للإنقاذ (669).
وينسحب الحال على ألوية المدرعات، التي توجد في خط المواجهة الأمامي في الحرب؛ حيث فقدت عدداً كبيراً من الجنود توزعوا على النحو الآتي: 32 قتيلاً في اللواء 401، بينهم 15 من الكتيبة 52؛ و29 قتيلاً من اللواء السابع، بينهم 20 من الكتيبة 77؛ 13 من اللواء 188، وسبعة من اللواء 460.
إلى جانب ما تقدم، قُتل 72 جندياً في سلاح حماية الحدود خلال الحرب، 67 منهم في يوم الهجوم، بينهم أفراد من الفرق المتأهبة في مستوطنات "غلاف غزة"، إلى جانب جنود جمع المعلومات ومجندات المراقبة الميدانية. كذلك قُتل خمسة جنود آخرين في المعارك التي تلت ذلك.
أمّا بالنسبة إلى عدد الجرحى الكُلي، فقد بلغ 6,213 جندياً، من بينهم 3,748 إصاباتهم طفيفة، و1,540 إصاباتهم متوسطة، و925 إصاباتهم خطيرة. ومن بين الجرحى، أُصيب 2,883 خلال المناورة البرية في قطاع غزة، 552 إصاباتهم خطيرة، و866 متوسطة، و1,465 طفيفة. ولا يزال في المستشفيات المختلفة إلى الآن، عشرة جنود في حالة خطيرة، و144 في حالة متوسطة، وثلاثة في حالة طفيفة.
0 تعليقات