مددت محكمة الصلح في القدس، اليوم (الإثنين)، اعتقال والد في الثلاثينيات من عمره لمدة 7 أيام، وذلك بشبهة ارتكابه جريمة قتل بشعة راحت ضحيتها ابنته البالغة من العمر 3 سنوات، بعد أن قام بطعنها عدة مرات أثناء مبيتها لديه ضمن ترتيبات قانونية لرؤية الأطفال في أعقاب الطلاق.
تفاصيل الحادثة
وقعت الجريمة فجر اليوم في حي صور باهر، حين عُثر على الطفلة جثة هامدة بعد تعرضها للطعن. ووفقًا للشرطة، فرّ الوالد من المكان بعد ارتكاب الجريمة، قبل أن تتمكن قوات الأمن من اعتقاله لاحقًا. ويُشتبه بأنه طعن طفلته عدة مرات بسكين، ما أسفر عن مقتلها في الحال.
وأفادت مصادر مطلعة أن شقيق الأب هو من أبلغ عن الجريمة البشعة، في حين أكد الطاقم الطبي التابع لنجمة داوود الحمراء أن الطفلة كانت فاقدة للوعي وتعاني من جراح نافذة، ولم يكن بالإمكان إنقاذها.
الخلفية النفسية للوالد
تشير التحقيقات الأولية إلى أن الأب يعاني من اضطرابات نفسية ولديه ملف في الطب النفسي، لكنه لم يكن مُسجَّلاً بحقه أي شكاوى عنف سابقة. وحدثت الجريمة خلال إقامة الطفلة لديه ضمن اتفاق طلاق منظم وقانوني.
إدانة مجتمعية واسعة
وأثار الحادث صدمة وغضبًا عارمين في مدينة القدس والبلدات المحيطة، حيث أصدرت عائلات حي صور باهر بيانًا شديد اللهجة جاء فيه:
“إن هذه الفاجعة تمثّل اعتداءً سافرًا على براءة الطفولة، وتجاوزًا خطيرًا لكل القيم الدينية والإنسانية والوطنية. وإننا نؤكد أن هذه الجريمة النكراء لا تمثّل أخلاق أهل قريتنا”.
وطالبت العائلات الجهات الرسمية والمجتمعية بـ”تحمّل مسؤولياتها الكاملة في متابعة القضية، وكشف ملابساتها، وتقديم الجاني إلى العدالة، حفاظًا على أمن وسلامة المجتمع”.
جريمة ثانية خلال أشهر
يأتي هذا الحادث بعد أشهر قليلة من جريمة قتل مماثلة وقعت في القدس الشرقية أيضًا، وراحت ضحيتها الشابة الحامل إسلام طويل (24 عامًا) التي قُتلت على يد شريك حياتها، ونُقلت جثتها إلى مناطق السلطة الفلسطينية حيث أُضرمت فيها النيران.
تعليق: تزايد هذه الجرائم العنيفة داخل المجتمع يدق ناقوس الخطر، ويطرح أسئلة حقيقية حول الحاجة إلى تحسين الرعاية النفسية، وتعزيز أدوات حماية الأطفال، ومتابعة أوضاع الأهالي المنفصلين.