تجنيد الحريديم يهدد بإسقاط حكومة إسرائيل.. نتنياهو يواجه تصويتاً بحل الكنيست الأربعاء
يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء، تصويتاً لحل الكنيست (البرلمان)، بعد فشله في طرح قانون يعفي الرجال من يهود الحريديم (المتشددين) من أداء الخدمة العسكرية، إذ هدد شركاء رئيسيون في الائتلاف اليميني بالفعل بإسقاط حكومته، بحسب ما أوردته "أسوشيتد برس".
ولن يتم تمرير خطوة حل البرلمان، التي دعت إليها المعارضة، إلا إذا انفصل شركاء نتنياهو المتشددون في الائتلاف عنه، بسبب فشله في إقرار قانون يعفي مجتمعهم من الخدمة العسكرية، وهي قضية أحدثت انقساماً مريراً في صفوف الإسرائيليين، خاصة خلال الحرب الإسرائيلية على غزة.
وينتمي حزبا "شاس" و"يهدوت هتوراه" إلى الحريديم، وهما أساسيان في ائتلاف نتنياهو، ويجب على كليهما التصويت لصالح حل الحكومة من أجل فرض إجراء انتخابات جديدة، بما في ذلك حزب شاس، الذي كان تقليدياً أكثر دعماً لنتنياهو.
ويشغل الحزبان المتشددان في الائتلاف، 18 مقعداً، وحال اتحادهما مع المعارضة، فإن لديهم ما يكفي من الأصوات لحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة قبل موعدها بعام.
وقد تكون التهديدات الصادرة عن الأحزاب المتشددة مجرد مواقف، إذ يتوقع الكثيرون أن يتوصل نتنياهو إلى اتفاق في اللحظة الأخيرة، لكن التصويت يُمثل التحدي الأخطر لحكومة نتنياهو منذ بدء الحرب، وقد يكون لانهيار الائتلاف تداعيات كبيرة على إسرائيل وحرب غزة.
ويبلغ مجموع مقاعد الكنيست 120 مقعداً، فيما تعد الأغلبية البسيطة المطلوبة للموافقة على إجراء حلّه 61 صوتاً. ومع ذلك، يعتقد البعض أن هذه نهاية الطريق لأطول رئيس وزراء في إسرائيل بقاءً في السلطة، أو لحكومته اليمينية المتطرفة، إذ يواجه اتهامات بـ "الفساد" منذ سنوات.
لماذا يرفض يهود الحريديم الخدمة العسكرية؟
تطلب إسرائيل من معظم الرجال اليهود أداء ما يقرب من 3 سنوات في الخدمة العسكرية تليها سنوات من خدمة الاحتياط، فيما تخدم النساء اليهوديات عامين إلزاميين.
لكن المتدينين المتشددين ذوي النفوذ السياسي، والذين يشكلون حوالي 13% من المجتمع الإسرائيلي، كانوا يحصلون على إعفاءات، إذا كانوا يدرسون بدوام كامل في المعاهد الدينية، لكن هذه الإعفاءات والرواتب الحكومية التي يتلقاها العديد من طلاب المعاهد الدينية حتى سن 26 عاماً، أثارت الغضب العام.
ويعود إعفاء اليهود المتشددين من التجنيد إلى عام 1948، لكن مع ضغط الأحزاب الدينية النافذة سياسياً، تضخمت الأعداد إلى عشرات الآلاف في الوقت الحالي.
وقد قضت المحكمة العليا الإسرائيلية عام 2017 بأن الإعفاءات "غير قانونية"، لكن التمديدات المتكررة وأساليب المماطلة الحكومية حالت دون إقرار قانون بديل.
وبعد اندلاع حرب غزة في 7 أكتوبر 2023، فعّلت إسرائيل 360 ألف جندي احتياط، وهي أكبر عملية تعبئة لها منذ حرب عام 1973. وتخوض إسرائيل أطول حرب نشطة في تاريخ البلاد، والتي أنهكت جيشها حتى نقطة الانهيار.
وقال الناطق باسم حزب "شاس" لبرنامج إذاعي للمتدينين اليهود، إن الحزب يعتزم حالياً التصويت لصالح حل الحكومة، ما لم يحدث تقدم في المفاوضات، فيما يُهدد الحزب الآخر، بالانسحاب من الحكومة منذ الأسبوع الماضي.
بدوره، قال شوكي فريدمان، نائب رئيس معهد "سياسة الشعب اليهودي": "في الأساس، لا يكترثون بالحرب والوضع الاقتصادي للدولة، ولا بأي شيء آخر سوى مصالحهم المجتمعية. ويتمثل محور هذه المصلحة المجتمعية في الحصول على الإعفاء من الخدمة العسكرية".
وأضاف: "يُعدّ المتدينون المتشددون أسرع شريحة سكانية نمواً في إسرائيل، بنسبة تقارب 4% سنوياً يبلغ حوالي 13 ألف رجل من اليهود المتشددين سن التجنيد الإجباري (18 عاماً) سنوياً، لكن أقل من 10% منهم ينضمون بحسب لجنة رقابة الدولة في البرلمان، التي عقدت جلسة استماع لبحث هذه القضية".
واليهود الحريديم هم الطائفة الأكثر تشدداً في اليهودية، ويلتزمون بالممارسات الدينية والمبادئ الأخلاقية الواردة في التوراة والتلمود، ويرفضون الالتحاق بالجيش والثقافة العلمانية الحديثة.
0 تعليقات