كيفية التفرقة بين حساسية الطعام وعدم تحمله عند الأطفال
قد تظهر على طفلك بعد مرحلة إدخال الطعام الصلب أو الطعام التكميلي إلى نظامه الغذائي بعض الأعراض التي ترتبط بعلاقته بالغذاء، ومنها ما يكون لأسباب صحية، ومنها ما يرتبط بأسباب نفسيةنتيجة لتصرفاتك معه أثناء تقديم الطعام، خاصة حين يكون يتعرف عليه للمرة الأولى.
لا يمكن أن تصنف الأم أن طفلها يكره الطعام أن تعتقد أنه لديه حساسية اتجاه أحد أنواعه، ولذلك فيجب أن تعرف أعراض حساسية الطعام، وكذلك أعراض فقدان الشهية المرضي والنفسي عند الطفل، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها باستشارية طب الأطفال الدكتورة ميساء ربيع، حيث أشارت إلى كيفية التفرقة بين حساسية الطعام وعدم تحمله عند الأطفال، حيث أن بعض الأطفال يرفضون الطعام دون معاناتهم من أسباب مرضية في الآتي:
معلومات عامة عن الحساسية الغذائية عند الأطفال
- اعلمي أن حوالي 2 مليون طفل أمريكي، أو ما نسبته 8 ٪ من الأطفال في الولايات المتحدة الأمريكية يعانون من الحساسية الغذائية، فيما تشكل 90 ٪ من جميع أنواع الحساسية الغذائية للأصناف المتداولة في البيوت مثل البيض والحليب وكذلك حساسية الفول السوداني والمكسرات والأسماك وحساسية القمح وفول الصويا، أي أن هذه الأصناف هي أكثر أنواع الحساسية الغذائية انتشاراً خصوصًا لدى الصغار.
- تعرفي على مفهوم الحساسية الغذائية عند الأطفال حيث إنها تعرف بأنها التعبير عن رد فعل الجهاز المناعي عند الإنسان وهو الرد المفرط لتناول بعض المكونات الغذائية الموجودة في بعض الأصناف وخاصة البروتين، وذلك عن طريق قيام الجهاز المناعي بتحفيز خلايا الجسم لإنتاج الأجسام المضادة في الدم والتسبب في ظهور حساسية الأطفال بأعراضها التي تشبه علامات الإنذار مثل الحكة الجلدية وسيلان الأنف والتورم في بعض الأعضاء والإسهال.
أعراض حساسية الطعام عند الطفل
- لاحظي أن طفلك المصاب بأحد أنواع حساسية الطعام سوف يعاني من بعض الأعراض الهضمية الشائعة، ومنها القيء و الانتفاخ بشكل عام؛ بسبب تراكم الغازات وشعور بألم في البطن يشبه المغص، مع عدم الارتياح، وقد يعاني الرضيع خصوصًا من الإسهال أو الإمساك
- توقعي أن يعاني طفلك في حال تناوله أحد الأصناف المسببة للحساسية لديه من حالة من الاختناق وصعوبة التنفس وقد يظهر الطفح الجلدي الذي يعتبر أهم أعراض التحسس وأكثرها ظهوراً.
- توقعي أن يصاب طفلك مثلًا بأعراض حساسية الفول السوداني، وهي من الأنواع الأكثر انتشارًا وذلك في العام الأول من عمر الطفل ويمكن أن تختفي ويمكن أن تستمر لسنوات قادمة، كما تكون أعراضها بسيطة أحيانًا وفي بعض الأحيان تتطور هذه الأعراض لتصبح شديدة وظاهرة.
- لاحظي أن 20% من الأطفال يتعافون من حساسية الفول السوداني بعد مرحلة الطفولة، وعموما ينتج رد فعل الجسم التحسسي عند الطفل نحو تناول الفول السوداني بسبب الأجسام المضادة للبروتينات التي تعد المكون الأساسي له، ولم يتوصل العلماء بعد إذا كان حصول الأم الحامل أو المرضعة عليه يسبب إصابة الطفل بحساسية الفول السوداني وإن كان لابد من أن يقوم الطبيب بإجراء فحوصات معينة ليتأكد من تعافي الطفل من حساسية الفول السوداني بشكل تام.
أسباب رفض الطفل للطعام
- لاحظي أن طفلك الرضيع يرفض الطعام لنفس السبب الذي يتعلق بالطفل الأكبر سنًا، وهو عدم اختيار الوقت المناسب مثلًا لتقديم الطعام له، خاصة في حال تقديم صنف جديد للطفل وهو لا يشعر بالجوع فيجعله ذلك يرفض الطعام بشكل تام، كما أن الأم لا تعرف أن طفلها لديه ذائقة غذائية مبكرة، ويجب عليها اتباع نصائح هامة لتحسين ذائقة طفلك الغذائية منذ صغره، ومن بينها مثلًا تقديم الطعام في أطباق جميلة وبألوان زاهية، وأن يجلس إلى مائدة طعام الكبار؛ لكي يقلدهم منذ سن مبكرة.
- توقعي أن إصابة طفلك ببعض الأمراض مثل إصابته بالتهاب الحلق مما يؤدي لصعوبة البلع، وكذلك إصابة الطفل بارتجاع المريء المزمن، حيث يربط الطفل بين تناوله للطعام وشعوره المؤلم بارتداد الحمض اللاذع الذي يشبه اشتعال النار في جوفه.
- لاحظي أن بعض العوامل النفسية تلعب دورًا كبيرًا في كراهية ورفض الطفل للطعام، مثل رؤيته لشخص يقترب من الاختناق أثناء تناوله للطعام، أو تعرض الطفل نفسه للقيء اثناء التهام الطعام، أو حتى ابتلاعه لقطعة صغيرة قد تصل إلى جهازه التنفسي، وبالتالي يكون لدى الطفل ذكريات سيئة أو نفور نفسي من الطعام، كما أن إصابة الطفل بحالات نفسية، مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، أو اضطراب طيف التوحد، أو اضطراب الوسواس القهري مما يؤدي إلى إصابة الطفل برفض الطعام النفسي.
نصائح هامة لتقليل أعراض حساسية الطعام عند الطفل
- ابدأي باتباع خطوات مرحلة إضافة الطعام الصلب بالخطوة الأولى التي تكون على شكل " تلحيس" في عمر أربعة أشهر للرضيع، بمعنى أن أي طعام جديد يتم تقديمه للرضيع يجب أن يكون بكميات صغيرة جداً، وعلى مدى ثلاثة أيام، وعليك مراقبة أي أعراض صحية قد تظهر عليه، وفي حال تحسس الرضيع من أحد أنواع الطعام الجديدة، فيجب أن تتوقفي عن تقديمه للطفل لمدة شهر، وبعد انتهاء الشهر قومي بتقديمه مرة ثانية للطفل، وفي حال ظهرت أعراض التحسس السابقة فلا تقدميه لطفلك قبل أن يتم السنة الأولى.
- امتنعي عن خلط صنفين من الطعام الصلب للرضيع حتى لو اعتقدت أنهما مناسبان، ما لم تتأكدي من أنه لا يعاني من حساسية غذائية من أحدهما حسب الخطوة السابقة، فيجب تجربة كل صنف جديد من الطعام الخارجي لمدة ثلاثة أيام حتى تتأكدي من عدم تحسس طفلك منه.
- خففي قوام الطعام المسلوق والمهروس بالماء، أو بحليبك، أو خففيه بالحليب الصناعي المقدم للرضيع، وذلك تدريجيًا؛ لكي لا يكون القوام سميكًا ويمكن أن يشرب الرضيع الماء بعد شهره الرابع بعد تناول الوجبة، ولكن يقدم له الماء بمعدل مرة واحدة في اليوم حتى يتم عامه الأول.
نصائح بسيطة لتقليل رفض الطفل للطعام وزيادة شهيته
- اهتمي بتقديم الطعام لطفلك بعد أن يشرب كمية مناسبة من الماء، حيث تبين فوائد الماء في تحفيز شهية الطفل، إضافة لاشتراك الطفل في طريقة تقديم الطعام يسهم بشكل كبير في عدم رفضه له، فيمكنك أن تطلبي منه أن يساعدك في تشكيل طبقه وتزيينهـ ودربيه على استخدام مغرفة الطعام، بحيث يتعلم ألا يسكب الطعام الساخن على جسمه مثلاً.
- احرصي على اصطحاب طفلك عند شراء الطعام، حيث أن فكرة ذهاب الطفل مع الأم للتسوق فكرة رائعة، تلعب دوراً كبيراً في تشكيل ذائقته الغذائية وفي سن مبكرة، تتيح فكرة ذهاب الطفل إلى السوق أن يتعرف إلى أصناف من الفاكهة والخضار لا تحضرها الأم إلى البيت، ويمكن أن يطلب من الأم تجربتها.
- اعلمي أن هناك دراسة أمريكية حديثة توصلت إلى أن قيام الأب بإطعام طفله يزيد من شهية الطفل للطعام، وقد أوضحت الدراسة بشيء من التفصيل أن الأم هي الشخص المسئول عن إطعام الطفل، ويعتاد الطفل على ذلك مما يشعره بالروتين، ورفض الطعام خاصة إذا كان يُقدم له صنف جديد، وأشارت الدراسة إلى أن تقديم الأب الطعام لطفله يجعله يتناول كمية أكبر من الطعام، تصل إلى مرتين ونصف أكثر من المعتاد، وقد وجدت الدراسة أن يد الأب التي تقدم الطعام هي المفتاح السحري للأطفال الذين يعانون من فقدان الشهية.
تم تحديث الموضوع في
0 تعليقات