مددت محكمة الصلح في مدينة الخضيرة اعتقال القيادي في حركة "أبناء البلد"، رجا إغبارية (73 عاما) من مدينة أم الفحم، حتى يوم الثلاثاء المقبل، وذلك بعد مداهمة قوات الشرطة لمنزله واعتقاله فجر الأربعاء.
وترافع عن إغبارية المحامي بدر إغبارية، فيما تواجد في المحكمة مجموعة من النشطاء والمتضامنين بالإضافة إلى أفراد عائلته.
وقالت ابنة القيادي في "أبناء البلد"، عنات إغبارية، إن "قوات من الشرطة والوحدات الخاصة قامت بمداهمة منزل العائلة واعتقلت والدي فجر اليوم، وذلك بعد عرض أمر اعتقال علينا عن طريق الهاتف الخليوي، ثم جرى تحويله إلى معتقل الجلمة".
وأضافت أن "والدي يعاني من ظروف صحية صعبة ومنها معاناة بالتنفس، والآن بعد الاعتقال لا نعر كيف ظروفه وخصوصا أنه اعتقل بشكل مفاجئ وجرى نقله إلى المعتقل وهو مكبل اليدين".
وقال عضو المكتب السياسي في "أبناء البلد"، لؤي خطيب، "، إن "هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها اعتقال رجا إغبارية الفاعل السياسي والمعروف بنشاطه السياسي في مناطق الـ48، إذ أن الاعتقال يهدف إلى منع نشاط إغبارية، وإسرائيل تحاول منع أي نشاط سياسي للفلسطينيين في الداخل".
وأضاف أن "من اعتقل إغبارية اليوم سيعتقل قيادة الأحزاب الأخرى في الداخل، إذ أن الشبهات الموجهة فضفاضة ومعروف أنه من خلال هذه الشبهات والقوانين الفضفاضة، تتمكن إسرائيل من اعتقال أي شخص في الداخل لمنع أي نشاط سياسي".
وختم خطيب بالقول إن "رجا إغبارية كبير بالسن ويعاني من أمراض مزمنة مختلفة، واعتقاله هو أمر مستهجن ونستنكره بشدة. الحرية لرجا الذي لا يشكل أي تهديد، واعتقاله عبارة عن ملاحقة سياسية".
وداهمت قوات من الشرطة الإسرائيلية وجهاز الأمن العام "الشاباك" فجر الأربعاء، منزل إغبارية في مدينة أم الفحم، حيث قامت بتفتيش المنزل ومصادرة بعض محتوياته، قبل أن تقتاده إلى معتقل "كيشون". ولم تعلن السلطات حتى الآن عن خلفية الاعتقال أو التهم الموجهة إليه.
يشار إلى أن إغبارية كان قد اعتقل في شهر أيلول/سبتمبر من عام 2018 بتهم تتعلق بالنشر التحريضي والتماهي مع "الإرهاب" عبر منشورات على موقع "فيسبوك"، تعود إلى ما يقارب العام من تاريخ اعتقاله آنذاك. وقد قضى حينها عاما كاملا في ظروف اعتقال وصفت بالسيئة، قبل أن يفرج عنه بشروط مقيدة.
"أبناء البلد": نحمل الأذرع الأمنية المسؤولية الكاملة عن صحة إغبارية
وجاء في بيان صادر عن المكتب السياسي لحركة "أبناء البلد"، أنه "في ظل ما يحدث من إبادة وحرب على قطاع غزة، ولأنها حرب على الكل الفلسطيني كما أسموها هم، تم اعتقال القيادي في أبناء البلد وعضو المكتب السياسي رجا إغبارية من أم الفحم، بعد أن قامت قوات المخابرات والشرطة في مداهمة المنزل وتفتيشه ومصادرة أعلام فلسطين وهواتف وأجهزة تحت حجة ’شبهات أمنية’".
وطالبت الحركة بالإفراج الفوري عن إغبارية، كما دعت الأحزاب السياسية والجهات المختصة إلى التحرك الفاعل لإسناد والدفاع عنه.
وحملت "أبناء البلد" الأذرع الأمنية المسؤولية الكاملة عن صحة إغبارية البالغ من العمر 74 عاما، وقالت "لا يخفى على أحد حالة السجون والوحشية التي أدت إلى استشهاد عشرات الأسرى نتيجة التعذيب والإهمال الطبي".
وختمت بيانها بالقول، إنه "أبلغنا بأن إغبارية تحت التحقيق في سجن ’الجلمة’ ومن المتوقع إحضاره إلى محكمة الخضيرة بين الساعة 12:00-13:00".
المتابعة: اعتقال ترهيبيّ وقمعيّ
ودانت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، "اعتقال القيادي في حركة أبناء البلد، الرفيق رجا اغبارية، وتمديد اعتقاله لمدة أسبوع، ووضع قضيته تحت حظر النشر، بعد أن قامت قوة كبيرة من عناصر الأمن باقتحام بيته".
وقالت المتابعة، إن "المؤسسة الحاكمة ماضية في حملة القمع والترهيب، وتلفيق التهم ضد الناشطين السياسيين، بهدف تجريم العمل السياسي، والعمل الاجتماعي، وتجريم حقنا في قول كلمتنا، ووقوفنا الطبيعي إلى جانب شعبنا، وهذه الحملة في تصاعد مستمر، تحت أدخنة حرب الإبادة التي يتعرض لها شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية".
وأكدت "وقوفها إلى جانب الرفيق رجا اغبارية، وتطالب بإطلاق سراحه فورا، هو وكافة المعتقلين والملاحقين سياسيا".
التجمع الوطني يدين اعتقال رجا إغبارية ويدعو لتكثيف التحركات الشعبية
وأصدر التجمع الوطني الديمقراطي - أم الفحم، بيانا جاء فيه: "يدين التجمع الوطني بأشد العبارات، الاقتحام الهمجي الذي نفذته قوات من الشرطة والمخابرات "الشاباك" فجر اليوم، ضد منزل القيادي في حركة أبناء البلد، رجا إغبارية، في مدينة أم الفحم، واقتياده إلى معتقل "كيشون"، بعد تفتيش المنزل ومصادرة بعض محتوياته، دون توضيح الأسباب أو الخلفية القانونية لهذا الاعتقال التعسفي.
وأضاف التجمع في بيانه إننا "نعتبر هذا الاعتداء استمراراً لنهج الملاحقة السياسية التي تنتهجها المؤسسة الإسرائيلية بحق القيادات الوطنية والحركات السياسية الرافضة للسياسات القمعية، والواقفة بثبات إلى جانب قضايا شعبنا العادلة وحقه في التعبير والتنظيم".
وأضاف التجمع إن "استهداف رجا إغبارية، وهو من الأصوات البارزة والوطنية المنادية بالحرية والكرامة لشعبنا، يأتي في سياق محاولات الترهيب وإسكات الأصوات الملتزمة بثوابتنا الوطنية، ولن يزيدنا هذا النهج إلا إصراراً على التمسك بحقنا في العمل السياسي المشروع، ورفض سياسة تكميم الأفواه وقمع الحريات".
طالب التجمع بالإفراج الفوري عن رجا إغبارية، ودعا الجماهير العربية إلى رفع الصوت عاليا في وجه هذه الممارسات البوليسية، وتكثيف التحركات الشعبية نصرةً لكرامته وحقوقه.